الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى عبد الرزاق، وغيره عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه كان في السوق فأقيمت الصلاة، فأغلقوا حوانيتهم، ثم دخلوا المسجد، فقال ابن عمر: فيهم نزلت: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (1).
وروى الطبراني، والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: أنه رأى ناساً من أهل السوق سمعوا الأذان، فتركوا أمتعتهم، وقاموا إلى الصلاة، فقال: هؤلاء الذين قال الله تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (2).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن قتادة قال: قال سليمان النبي عليه السلام: عجباً للتاجر كيف يخلص؟ يحلف بالنهار، وينام في الليل (3).
65 - ومنها: الكرم، والجود، والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى:
قال الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ: 39]
(1) رواه عبد الرزاق في "التفسير"(3/ 61)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(8/ 2607).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(9079)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3/ 76).
(3)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 40).
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قالَ اللهُ تَعالَىْ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ"(1).
وروى الطبراني في "الكبير"، والحاكم وصححه، والبيهقي، وآخرون عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ كَرِيْمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، وُيحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا"(2).
ولقد أحسن القائل: [من الطويل]
وَيُظْهِرُ عَيْبَ الْمَرْءِ فِيْ النَّاسِ بُخْلُهُ
…
وَيَسْتُرُهُ عَنْهُمْ جَمِيْعاً سَخَاؤُهُ
تَغَطَّ بِأَثْوَابِ السَّخَاءِ فَإنَّنِيْ
…
أَرَىْ كُلَّ عَيْبٍ وَالسَّخَاءُ غِطَاؤُهُ (3)
وروى الحافظ أبو القاسم ابن عساكر في "تاريخه" عن محمد بن بشر المصيصي قال: نا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَجَافَوْا عَنْ زَلَّةِ السَّخِيِّ؛ فَإِنَّهُ إِذَا عَثَرَ أَخَذَ الرَّحْمَنُ بِيَدهِ".
(1) رواه البخاري (7057)، ومسلم (993).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(5928)، والحاكم في "المستدرك"(151)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(8012).
(3)
البيتان ليحيى بن أكثم، كما في "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" لابن حبان (ص: 237).