الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَكْتلاً فيه تمر، فكان إذا جاء المسكين فسلم، فأخذ من ذلك المكتل، ثم أخذ بطرف الخيط حتى يناوله، وكان أهله يقولون له: نحن نكفيك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مُنَاوَلَةُ الْمِسْكِيْنِ تَقِيْ مِيْتَةَ السُّوْءِ"(1).
وأخرجه - أيضًا - الطبراني، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة"(2).
38 - ومنها: التلطف بالمرأة، وتحسين الخلق معها، واحتمال الأذى منها:
قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].
وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسْتوْصُوْا بِالنِّسَاءِ خَيْراً؛ فَإِنَّ الْمَرْأةُ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ مَا فِيْ الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيْمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتوْصُوْا بِالنِّسَاءِ خَيْراً"(3).
وفي رواية لمسلم: "وَكَسْرُهَا طَلاقُهَا"(4).
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 356).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(3228)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(3463).
(3)
رواه البخاري (4890)، ومسلم (1468).
(4)
رواه مسلم (1468).
قال أبو محمد التيجاني في كتاب "تحفة العروس": نبَّهَ صلى الله عليه وسلم على الرفق بهن، ومداراتهنَّ، وأن لا يُتقصى عليهن في أخلاقهن، وانحراف طباعهن؛ فإن ذلك يؤدي إلى مفارقتهن.
قال: ونظمَ الشاعر في هذا المعنى، فقال:[من الطويل]
هِيَ الضِّلَعُ العَوْجَاءُ لَسْتَ تُقيْمُهَا
…
أَلا إنَّ تَقْوِيْمَ الضُّلُوْعِ انْكِسَارُهَا
أَيَجْمَعْنَ ضَعْفاً وَاقْتِدَارًا عَلَىْ الْفَتَىْ
…
أَليْسَ عَجِيْبًا ضَعْفُهَا وَاقْتِدَارُهَا؟ ! (1)
وقال الرشيد في قريب من هذا المعنى: [من الكامل]
مَلَكَ الثَّلاثُ الْغَانِيَاتُ جَنَانِيْ
…
وَحَلَلْنَ مِنْ قَلْبِيْ بِكُلِّ مَكَانِ
مَا لِىْ تُطَاوِعُنِىْ الْبَرِيَّةُ كُلُّهَا
…
وَأُطِيْعُهُنَّ وَهُنَّ فِيْ عِصْيَانِيْ
(1) البيتان لابن الأعرابي كما في "تاريخ بغداد" للخطيب البغدادي (10/ 129). وانظر: "تحفة العروس ونزهة النفوس" للتيجاني (ورقة 44/ أ).