الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى الشيخان عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي - وفي رواية لمسلم: وفي بيتي - قال: "قل: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِيَ ظُلْماً كَبِيْراً - وفي رواية: كَثِيْراً -بالمثلثة- وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوْبَ إِلَاّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِيْ مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِيْ؛ إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ"(1).
والأخبار في طلب الوصية والتعليم من رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة، وكذلك الاستيصاء من الصَّحابة والتابعين والحكماء والصَّالحين كثيرة في الآثار.
*
ومن لطائفها:
ما أخرجه أبو عبد الرُّحمن السُّلمي، وغيره عن أحمد ابن عاصم رحمه الله تعالى قال: قال هَرِم بن حيان لأويس القرني رضي الله عنهما: أوصني، فقال: توسَّدِ الموت إذا نمت، واجعله نصب عينك إذا قمت، وادع الله أن يصلح لك قلبك ونيتك، فلن تعالج شيئاً أشد عليك منهما؛ بينا قلبك مقبل إذا هو مدبر، ولا تنظر في صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، وحسبك قصة موسى عليه السلام في طلب الخضر عليه السلام لأجل طلب العلم والفائدة، وقد كان ذلك بأمر من الله تعالى لموسى حتى لقيه بمجمع البحرين، فقال له:{هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف: 66](2)
(1) رواه البخاري (799)، ومسلم (2705).
(2)
ذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة"(3/ 55).
وروى ابن أبي الدُّنيا، والبيهقي، وابن عساكر عن أبي عبد الله - أظنه الملطي - قال: أراد موسى أن يفارق الخضر عليهما السلام قال له موسى: أوصني، قال: كن نَفَّاعاً، ولا تكن ضَرَّراً، كن بَشَّاشاً ولا تكن غَضْبانًا، ارجع عن اللجاجة، ولا تمشِ من غير حاجة، ولا تعير امرأ بخطيئته، وابك على خطيئتك يا ابن عمران (1).
وروى ابن أبي حاتم، وابن عساكر عن يوسف بن أسباط قال: بلغني أن الخضر قال لموسى عليهما السلام لما أراد أن يفارقه: يا موسى! تعلم العلم لتعمل به، ولا تعلمه لتحدث به.
قال: وبلغني أن موسى قال للخضر: ادع لي، فقال الخضر: يسر الله عليك طاعته (2).
وروى ابن أبي حاتم عن بقية قال: حدَّثني أبو سعيد قال: سمعت أن آخر حكمة أوصى بها الخضر موسى عليهما السلام حين فارقه: إياك أن تُعَيِّرَ إنساناً بإساءته فتبتلى.
* * *
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "التوبة"(ص: 105)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(6694)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 416).
(2)
كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 432) إلى ابن أبي حاتم، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(16/ 416).