الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: الحياة الطيبة: الرضا.
وقيل: التسليم.
وقيل: معرفة الله تعالى.
وقيل: حلاوة الطاعة.
وقيل: الافتقار إلى الله تعالى، والاستغناء به (1).
فعلى هذه الأقوال فالحياة الطيبة في الدنيا.
وقال السَّرِيُّ السَّقَطِيُّ رحمه الله تعالى: في القبر (2).
وروى ابن أبي شيبة عن الحسن أنه قال في الآية: ما تطيب الحياة إلا في الجنة (3).
*
الفائدة السادسة عشرة: ما تضمنه قوله تعالى:
فإنَّ الخطاب في هذه الآية للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأمته، أوله ولمن معه.
(1) انظر هذه الأقوال وغيرها في "زاد المسير" لابن الجوزي (4/ 489). فقد ذكر تسعة أقوال.
(2)
ذكره الرازي في "تفسيره "(20/ 91).
(3)
كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(5/ 165) إلى ابن أبي شيبة، وكذا رواه الطبري في "التفسير"(14/ 171).
والأول أرجح (1).
ولا يخفى ما في هذه الآية الجليلة من الفوائد العظيمة المختصة بالصالحين من الاستخلاف في الأرض مع التمكين في الدين المرضي عند الله، ومن تبديلهم الأمن بعد الخوف، وهو شامل للأمن من الأعداء في الدنيا، ومن النار في الآخرة.
وكذلك قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62].
ثم الصالحون في هذا بخلاف غيرهم؛ فإن الفسقة والفجرة قد يستخلفون في الأرض، ويكون ذلك استدراجًا لهم واستزلالًا، ثم هم إن أمنوا من أعدائهم في الدنيا بسبب القوة والمنعة والتمكين على الوجه المذكور، أو على وجه تأييد الدين -وإن كانوا فجرة- كما روى الطبراني في "الكبير" عن عمرو بن مقرن رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّيْنَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ"(2).
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ لَيُؤَيِّدُ الإِسْلامَ بِرِجالٍ ما هُمْ مِنْ أَهْلِهِ"(3).
وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن
(1) انظر: "تفسير الطبري"(18/ 158)، و"تفسير ابن أبي حاتم"(8/ 2627).
(2)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(17/ 39).
(3)
كذا عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد"(5/ 302) إلى الطبراني، وقال: فيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف.