الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَكانَ لِلصَّالِحِيْنَ مُتَّبِعاً
…
وَعَنْ جَمِيع الْفُضُوْلِ مُنْقَطِعا
راقَبَ مَوْلاهُ خائِفاً وَجِلاً
…
وَفِيْ رِضاهُ وَفَضْلِهِ طَمِعا
أَيْقَنَ بِالْمَوْتِ وَاسْتَعَذَلَهُ
…
لمَّا رَأَىْ شَيْبَ رَأْسِهِ سَطَعَا
طالَعَ دُنْياهُ ثُمَّ هاجَرَها
…
فَلَمْ يَصِرْ بِالْغُرُوْرِ مُنْخَدِعا
صامَ لِمَوْلاهُ ثُمَّ قامَ لَهُ
…
قَدْ جَمَعَ الصَّوْمَ وَالْقِيامَ مَعًا
*
تنبِيْهٌ:
قيل لعبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه: ما نستطيع قيام الليل، قال: أقعدتكم ذنوبكم (1).
وقال الحسن رحمه الله تعالى: إن العبد ليذنب الذَّنب فيحرم به قيام الليل (2). رواهما ابن أبي الدنيا.
74 - ومنها: استحباب العزلة عند فساد الزمان، أو الخوف من الفتنة في الدين، والوقوع في حرام، أو شبهة:
قال الله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الذاريات: 50]
وروى الشيخان عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رجل: أي الناس أفضل يا رسول الله؟ قال: "رَجُلٌ يُجَاهِدُ بِنَفْسِهِ، وَمالِهِ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ"، قال: ثم من؟ قال: "رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِيْ شِعْبٍ مِنَ الشِّعابِ
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل"(ص: 405).
(2)
رواه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل"(ص: 406).
يَعْبُدُ ربهُ"، وفي رواية: "يَتَّقِيْ اللهَ، وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ" (1).
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن إسماعيل بن أمية قال: قال عمر رضي الله عنه: إن في العزلة لراحةً من خُلَاّط السوء (2).
وعن حفص بن عاصم قال: قال عمر رضي الله تعالى عنه: خذوا بحظكم من العزلة (3).
وروى ابن أبي الدُّنيا في "العزلة" عن بكير، أو يعقوب بن الأشج: أن سعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد رضي الله تعالى عنهما: لزما بيوتهما بالعقيق، فلم يكونا يأتيان المدينة لجمعة، ولا لغيرها حتى ماتا بالعقيق (4).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه: أنه قال: والله لوددت أن بيني وبين الناس باباً من حديد؛ لا يكلمني أحد، ولا أكلمه حتَّى ألقى الله عز وجل (5).
(1) رواه البخاري (2634)، ومسلم (188).
(2)
ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34477). قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري"(11/ 331): رجاله ثقات عن عمر أنه قاله، لكن في سنده انقطاع.
(3)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(2/ 3)، وابن أبي الدنيا في "العزلة والانفراد" (ص: 56).
(4)
رواه ابن أبي الدنيا في "العزلة والانفراد"(ص: 80).
(5)
رواه ابن أبي الدنيا في "العزلة والانفراد"(ص: 79).