الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن هشام بن عروة رحمهما الله تعالى قال: لما اتخذ عروة قصره بالعقيق قال له الناس: جفوت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني لما رأيت مساجدكم لاهية، وأسواقكم غافلة، والفاحشة في فجاجكم فاشية، كان فيما هنا عفا أنتم فيه عافية (1).
وروى الإمام أحمد في "الزهد"، وولده في "زوائده" عن خليد بن عبد الله العصري رحمه الله تعالى قال: المؤمن لا تلقاه إلا في ثلاث: مسجد يعمره، وبيت يستره، أو حاجة من أمر دنياه لا بأس بها (2).
75 - ومنها: التفرغ للعبادة، علماً، وعملاً، ونية:
قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
وقال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 7، 8].
وروى الحاكم وصححه، والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} [الشورى: 20] الآية، ثم قال:"يَقُوْلُ اللهُ تَعالَىْ: ابْنَ آدَمَ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِيْ أَمْلأْ صدْرَكَ غِنَى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وإِنْ لا تَفْعَلْ مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلاً، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرك"(3).
(1) رواه ابن أبي الدنيا في "العزلة والانفراد"(ص: 117)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 180).
(2)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 237)، وابن أبي الدنيا في "الورع" (ص: 95).
(3)
رواه الحاكم في "المستدرك"(3657)، والبيهقي في "شعب الإيمان" =