الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرجه والده في "المسند" - مرفوعاً - دون قولهم لمعاذ: ولا الجهاد؟ إلى آخره (1).
والأحاديث والآثار في فضل الذكر لا تحصى.
71 - ومنها: الإكثار من ذكر الموت، وقصر الأمل:
قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [الأنبياء: 35].
وقال تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} [الزمر: 30].
وروى الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، والطَّبراني في "الأوسط"، والبيهقي عن أنس رضي الله تعالى عنه، وأبو نعيم عنه، وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَكْثِرُوْا ذِكْرَ هاذِمِ اللَّذَّاتِ"(2).
زاد ابن حبان، والبيهقي في حديث أبي هريرة، والبزار في حديث
(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(5/ 239).
(2)
رواه الترمذي (2307) وقال: حسن غريب، والنسائي (1824)، وابن ماجه (4258)، وابن حبان في "صحيحه"(2992)، والحكم في "المستدرك"(7909)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10560) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
ورواه الطَّبراني في "المعجم الأوسط"(691)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(826) عن أنس رضي الله تعالى عنه.
أنس: "فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْهُ أَحدٌ فِيْ ضِيْقٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَاّ وَسَّعَهُ، وَلا ذَكَرَهُ فِيْ سَعَةٍ إِلَاّ ضَيَّقَهَا عَلَيْهِ"(1).
وهاذم - بالذال المعجمة - أي: قاطع.
وروى البخاري، وغيره عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي، فقال:"كُنْ فِيْ الدُّنْيا كَأَنَّكَ غَرِيْبٌ، أَوْ عابِرُ سَبِيْلٍ".
قال: وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك (2).
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "الموت"، والطبراني في "الصغير" عنه - أيضاً - قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة، فقام رجل من الأنصار فقال: يا نبي الله! مَنْ أكيسُ الناس، وأحزم الناس؟ قال:"أكثَرُهُمْ ذِكْراً لِلْمَوْتِ، وَأَكْثَرُهُمُ اسْتِعْداداً لِلْمَوْتِ؛ أُوْلَئِكَ الأكيَاسُ، ذَهَبُوْا بِشَرَفِ الدُّنْيَا، وَكَرامَةِ الآخِرَةِ"(3).
(1) رواه ابن حبان في "صحيحه"(2993)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(10560) عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، والبزار في "مسنده"(6987) عن أنس رضي الله تعالى عنه.
(2)
رواه البخاري (6053).
(3)
ورواه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق"(ص: 18)، والطبراني في "المعجم الصغير"(1008). وحسن المنذري إسناد الطبراني في=
وروى ابن أبي الدنيا عن السدي في قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]؛ قال: أيكم أكثر للموت ذكراً، وله أحسن استعداداً، ومنه أشد خوفاً وحذراً (1).
قال ابن أبي الدنيا: حدثني أبو العباس الثقفي قال: دخل أبو محمد اليماني على أبي النصر هاشم بن القاسم يعوده، فقال:[من مجزوء الرجز]
ألْهَىْ جَهُوْلاً أَمَلُهْ
…
يَمُوْتُ مَنْ جا أَجَلُهْ
وَمَن دنَا مِنْ حَتْفِهِ
…
لَمْ تُغْنِ عَنْهُ حِيَلُهْ
وَكَيْفَ يَبْقَىْ آخِرٌ
…
قَدْ ماتَ عَنْهُ أَوَّلُهْ (2)
وقيل: إن هذه الأبيات وجدت في صخرة منقورة عند قبر إبراهيم عليه السلام، وفيها بيت زائد، وهو:[من مجزوء الرجز]
وَالْعَبْد لا يَصْحَبُهُ
…
فِيْ الْقَبْر إِلا عَمَلُهْ (3)
= "الترغيب والترهيب"(4/ 119). وقال العراقي في "تخريح أحاديث الإحياء"(2/ 1202): رواه ابن ماجه مختصراً، وابن أبي الدنيا في "الموت" بكماله بإسناد جيد.
(1)
ورواه من طريقه البيهقي في "شعب الإيمان"(10788).
(2)
ونسب الماوردي في "أدب الدنيا والدين"(ص: 146) هذه الأبيات إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(3)
رواه الدينوري في "المجالسة وجواهر العلم"(ص: 20) عن وهب بن منبه.