الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحبك لله، قال له: ولكنني أبغضك لله، قال: لِمَ؟ قال: أنك تبغي (1) في أذانك، وتأخذ الأجر على كتاب الله (2).
*
تَنْبِيْهٌ:
نظم الإمام أبو شامة السبعة الذين في ظل العرش المذكورين في الحديث: أنا شيخ الإسلام الوالد إجازة - إن لم يكن سماعاً -: أنا جماعة من شيوخنا عن العلامة أبي الفضل ابن حجر العسقلاني الحافظ، عن أبي إسحاق التنوخي، عن أبي الهدى بن أبي شامة، عن أبيه، قال: أنشدنا أبي لنفسه: [من الطويل]
وَقَالَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَىْ إِنَّ سَبْعَةً
…
يُظِلُّهُمُ اللهُ الْكَرِيْمُ بِظِلِّهِ
مُحِبٌّ عَفِيْفٌ ناَشِئٌ مُتَصَدِّقٌ
…
وَبَاكٍ مُصَلٍّ وَالإِمَامُ بِعَدْلِهِ (3)
ولاشك أن هذه الخصال السبعة كلها من خصال الصالحين.
وكذلك وردت أحاديث، وآثار أخرى في خصال أخر يظل الله تعالى أصحابها في ظله يوم القيامة، وكلها - أيضاً - من خصال الصالحين.
وقد جمعها شيخ الإسلام ابن حجر الحافظ المشار إليه في "جزء"،
(1) في "أ": "لأنك تتغنى".
(2)
رواه عبد الرزاق في "المصنف"(1853).
(3)
انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 143).
وذَيَّلَ على بَيْتَيْ أبي شامة بأبيات أخرى.
ثم جاء الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى فزاد أشياء أخرى على ما زاد ابن حجر، وجمع في ذلك مؤلفاً، وذَيَّلَ على أبيات ابن حجر، وأوصلها إلى سبعين خصلة (1).
ثم استدرك شيخ الإسلام الوالد عليها أربع عشرة خصلة، وذَيَّلَ على أبياتها.
وجمعت في ذلك "جزءًا" لخصت فيه جميع الأحاديث، والآثار الواردة في ذلك، وقد أحببت أن أثبت هذه الأبيات مجردة عن الأدلة:
قال الحافظ ابن حجر، وأخبرنا به والدي عن مشايخه عنه:[من الطويل]
وَزِدْ سَبع أَظْلالٍ غَازٍ وَعَوْنُه
…
وإِنْظَارُ ذِيْ عُسْر وَتَخْفِيْفُ حِمْلِهِ
وَحَامِيْ غُزَاةٍ حِيْنَ وَلَّوْا وَعَوْنُ ذِيْ
…
غَرَامَةِ حَقٍّ مَعْ مُكَاتِبِ أَهْلِهِ (2)
(1) وسماه "تمهيد الفرش في الخصال المؤدية لظل العرش" جمع فيه الأحاديث الواردة في هذه الخصال بأسانيدها، ئم اختصره وسماه "بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال". انظر:"تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).
(2)
انظر: "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 100).
ثم قال - أيضا - رحمه الله تعالى: [من الطويل]
وَزِدْ مَعَ ضِعْف سبعتين (1) إِعَانَةٌ
…
لأخرْقَ مَعْ أَخْذٍ بِحَق وَبَذْلِهِ (2)
وَكُرْهُ وُضُوْءٍ ثُمَّ مَشْي لِمَسْجِدٍ
…
وَتَحْسِيْنُ خُلْقٍ ثُمَّ مُطْعِمُ فَضْلِهِ
وَكافِلُ ذِيْ يُتْمٍ وأرملةٌ وهت
…
وَتاجِرُ صِدْقٍ فِيْ الْمَقَالِ وَفِعْلِهِ (3)
وَحُزْنٌ وَتَصْبِيْرٌ وَنُصْحٌ وَرَأْفَةٌ
…
فَرَبِّعَ بِهَا السَّبْعَاتِ مِنْ فَيْضِ فَضْلِهِ (4)
وقال الحافظ جلال الدين السيوطي - وأخبرنا به والدي شيخ الإسلام بالإجازة، والإذن عنه -:[من الطويل]
(1) في "أ": "ستين".
(2)
في "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 113) جاء الشطر الأول من البيت هكذا:
وزد عشرة بضعف إعانة
(3)
انظر: "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 113).
(4)
في "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 116) جاء هذا البيت هكذا:
وكمل بحزن القلب والنصح للذي
…
يلي الأمر واقرن كل شكل بشكله
وَزِدْ مَعْ ضِعْف (1) مَنْ يُضِيْفُ وَعونه (2)
…
لأَيْتَامِهَا ثُمَّ الْقَرِيْبَ بِوَصْلِهِ
وَعِلْمٌ بِأَنَّ اللهَ مَعْهُ وَحُبُّه
…
لإِجْلالِهِ وَالْجُوْعَ مِنْ أَهْلِ حَبْلِهِ
وَزُهْدٌ وَتَفْرِيْجٌ وَغَضٌّ وُقُوَّةٌ
…
صَلاةٌ عَلَىْ الْهَادِيْ وَإِحْيَاءُ فِعْلِهِ
وَتَرْكُ الرّبا (3) مَعْ رَشْوَةِ الْحُكْمِ وَالزِّنَا
…
وَطِفْلٌ وَرَاعِيْ الشَّمْسِ ذِكْراً وَظِلّهِ
وَصَوْمٌ وَتَشْيِيعٌ لِمَيْتٍ عِيَادَةٌ
…
فَسَبعٌ بِهَا السَّبْعَاتُ يَا زَيْنَ أَهْلِهِ (4)
وقال أيضاً: [من الطويل]
وَزِدْ سَبْعِتين الْحُبُّ لِلَّهِ بَالِغًا
…
وَتَطْهِيْرُ قَلْبِكَ وَالْغَضُوْبُ لأَجْلِهِ
(1) قال السيوطي في "تنوير الحوالك"(2/ 236): ثم تتبعت فجمعت سبعة أخرى، ثم سبعة أخرى، ولكن أحاديثها ضعيفة، ونظمت ذلك.
(2)
في "أ": "وغربة".
(3)
في "أ": "الرياء".
(4)
انظر: "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).
وَحُبُّ عَلِي ثُمَّ ذِكْرُ إِنَابَةٍ
…
وَأَمْر وَنهي وَالدُّعَاءُ لِسُبْلِهِ
وَمِنْ أَوَّلِ الأَنْعَامِ يَقْرَا ثَلاثَةً (1)
…
وَمُسْتَغْفِرُ الأَسْحَارِ يَا طِيْبَ فِعْلِهِ
وَبِرٌّ وَتَرْكُ النَّمِّ وَالْحَسَدِ الَّذِيْ
…
يَشِيْنُ الْفَتَىْ فَاشْكُرْ لِجَامعِ شَمْلِهِ (2)
وقال أيضا: [من الطويل]
وَزِدْ سَبْعَةً قَاضِيْ حَوَائِجِ خَلْقِهِ
…
وَعَبْدٌ تَقِيٌّ وَالشَّهِيْدُ بِقَتْلِه
وَأَمٌّ وَتَعْلِيْمٌ أَذَانٌ وَهِجْرةٌ
…
فتمَّتْ بها السَّبْعُوْنَ مِنْ فَيْضِ فَضْلِهِ (3)
وقال شيخ الإسلام الوالد رحمه الله تعالى: [من الطويل]
وَزِدْ سَبْعَةً لِلنَّاسِ مَنْ هُوَ حَاكِمٌ
…
كَحُكْمٍ لِنَفْسٍ وَالصَّدِيْقِ وَأَهْلِهِ
(1) في "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236): "غداته" بدل "ثلاثة".
(2)
انظر: "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).
(3)
انظر: "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).
كَذَاكَ اقْتِصَادٌ للِإمامِ وَمَنْ بَكَىْ
…
إِذَا ذُكِرَ الرَّحْمَنُ خَوْفاً لأَجْلِه
قِرَاءَةُ قُرْآنٍ تِلاوَتُهُ وَمَن
…
يُعَلِّمُهُ طِفْلاً وَفَازَ بِحَمْلِهِ
عِمَارَةُ بَيْتِ اللهِ إِطْعَامُ جَائِعٍ
…
بتنبيهِ إِشْبَاع لَهُ عِنْدَ أَكْلِهِ
ثم قال أيضاً: [من الطويل]
وَزِدْ سَبْعَةً مَنْ حَبَّ لِلَّهِ خَلْقَهُ
…
وَكَفُّ يَدٍ وَالطَّرْفِ عَنْ غَيْرِ حِلِّهِ
وَتَنْفِيْسُ كَرْبٍ عَنْ غَرِيْمٍ وَمُخْبِرٌ
…
لِشَخْصٍ بِحُبٍّ فِيْ الإِلَهِ بِقَوْلهِ
وَمَنْ بَرِئَتْ أَيْدِيْهِمُ ثُمَّ تَاجِرٌ
…
أَمِيْنٌ فَهَذَا مَا ظَفِرْتُ بِنَقْلِهِ
وقلت: وتمت به الخصال الموجبة للإظلال إحدى وتسعين خصلة، يورف الله بفضله على ذويها ظلَّه:[من الطويل]
وَزِدْ سَبْعَةً أَنْ تُؤثرَ الاختفاءَ والـ .... ـحُمُوْلَ لإصْلاحِ الْفُؤَادِ وَعَدْلِهِ
وَأَمْرٌ بِمَعْرُوْفٍ وَنَهْيٌ عَنِ الَّذِيْ
…
هُوَ الْمُنْكَرُ الْمَذْمُوْمُ صَاحِبُ فِعْلِهِ
وَأَنْ لا تُمَارِيْ ثُمَّ ذِكْرُ اللِّسَانِ وَالـ
…
ـفُؤَادِ مَعًا فَاظْفَرْ بِفَائِضِ وَبْلِهِ
وَمَنْ يُعْطَ حَقًّا يَقْبَلِ الْحَقَّ أَوْ يُرَىْ
…
عَنِ الْحقِّ مَسْؤُوْلاً يَفُوْزُ بِبَذْلِهِ
عَسَىْ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ يُظِلُّه
…
إِذَا هَاجَ حَرُّ الْجَمْع يَوْماً بِأَهْلِهِ
ثم قلت: وتمت بها ثمانية وتسعين خصلة غير حب ذوي الإظلال: [من الطويل]
وَزِدْ سَبْعَةً مِنْهَا ثَلاثٌ تُنَالُ مِنْ
…
أَعَزِّ كِتَابٍ مُطْلَقًا وَأَجَلِّه
وَفَاءٌ بِنَذْرٍ ثُمَّ خَوْفُ قيامةٍ
…
وَبَذْلُ الطَّعَامِ مَعْ مَحَبَّةِ أَكْلِهِ
مَرِيْضٌ وَمَنْ لِلْعِلْمِ وَالْحِلْمِ جَامعٌ
…
وَحُبُّ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَىْ قَصْدَ فَضْلِهِ
وَحُبُّ ذَوِيْ الأَظْلالِ مِنْها لأنَّ مَنْ
…
أَحَبَّ مَعَ الْمَحْبُوْبِ فِيْ دَوْحِ ظِلِّهِ
بذا عُدَّ أسماءُ الْمُهَيْمِنِ وافَقَتْ (1)
…
فَدُوْنَكَ جَمْعا مَا ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ
ثم وقفت على حديث أخرجه هنَّاد بن السَّري، وعبد الله بن المبارك؛ كلاهما في "الزهد"، والبيهقي في "البعث"، موقوفاً على أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم (2)؛ يعني: الأعمال الصالحة؛ فإن الأعمال السيئة لا ظل لها، ولا شك أن ظل الأعمال من ظل الله وفضله، وقد سبق قوله صلى الله عليه وسلم:"يَوْمَ لا ظِلَّ إِلَاّ ظِلُّهُ"(3).
قلت مشيراً إلى ذلك: [من الطويل]
وَكُلُّ فَتًى فِيْ ظِلِّ أَعْمَالِهِ إِذَا
…
دَنَتْ شَمْسُ يَوْمِ الدِّيْنِ مِنْ رُوْسِ أَهْلِهِ
أتىْ عَنْ أَبِيْ مُوْسَىْ الْحَدِيْثُ كَمَا رَوَىْ
…
أولو الْفَضْل مِثْلُ الْبَيْهَقِيِّ لأَصْلِهِ
(1) أي: وافقت عدة الذين هم في ظل العرش عدة أسماء الله تعالى.
(2)
رواه هناد بن السري في "الزهد"(1/ 202)، وابن المبارك في "الزهد" (1/ 467). قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 394): إسناده - أي البيهقي - قوي.
(3)
تقدم تخريجه.