المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أحبك لله، قال له: ولكنني أبغضك لله، قال: لِمَ؟ قال: - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٢

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌140 - البكاء من خشية الله تعالى:

- ‌141 - ومنها: الخضوع، والخشوع:

- ‌142 - ومنها: التلطُّف بأهل الشَّام، وإرادة الخير لهم، ودفع السوء عنهم:

- ‌143 - ومنها: حضور مجالس العلم:

- ‌144 - ومنها: ختم المجالس بالتسبيح والتحميد:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدةٌ:

- ‌ فائِدةٌ أُخْرَىْ:

- ‌ مَسْألةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌خَاتِمَة فِي لطَائَف تَتَعَلَّق بِهَذَا البَاب

- ‌(2) باب التَّشَبُّه بِالأَخْيَار مِنْ بَنِي آدَم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌(3) بَابُ التَّشَبُّه بِالصَّالِحِينَ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم أجْمَعِيْنَ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌1 - فمنها: الإخلاص

- ‌2 - ومنها: التوبة:

- ‌3 - ومنها: الصبر على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى قضائه:

- ‌4 - ومنها: الرضا بقضاء الله تعالى:

- ‌5 - ومنها: الصدق:

- ‌6 - ومنها: المراقبة:

- ‌7 - ومنها: الشكر:

- ‌8 - ومنها: السجود شكراً عند هجوم نعمة، واندفاع نقمة، ورؤية مبتلى:

- ‌9 - ومنها: التقوى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌10 - ومنها: الإحسان:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌11 - ومنها: اليقين:

- ‌12 - ومنها: التوكل:

- ‌13 - ومنها: التفكر في مصنوعات الله تعالى، وفي نعمه، دون التفكر في ذاته:

- ‌14 - ومنها: الاستقامة:

- ‌15 - ومنها: المبادرة إلى الخيرات:

- ‌16 - ومنها: المجاهدة للكفار، وللنفس، والشيطان:

- ‌17 - ومنها: المصابرة في الحرب، وعدم الفرار:

- ‌18 - ومنها: الازدياد من الخير - وخصوصًا في آخر العمر - وكل نَفَسٍ من أنفاس العبد يمكن أن يكون آخر عمره:

- ‌19 - ومنها: الاقتصاد في العبادة:

- ‌20 - ومنها: المحافظة على الأعمال، والمداومة عليها:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌21 - ومنها: الأخذ بالرخص في محالِّها؛ كقصر الصلاة في السفر وجمعها، والفطر بعد مجاوزة ثلاثة مراحل، والتيمم عند فقد الماء، والمسح على الخفين

- ‌22 - ومنها: المحافظة على السنة، وآدابها:

- ‌23 - ومنها: الانفياد لحكم الله تعالى:

- ‌24 - ومنها: إحياء السنة، والدلالة على الخير، والتعاون على البر والتقوى:

- ‌25 - ومنها: حفظ اللسان والصمت إلا عن خير:

- ‌26 - ومنها: النصيحة:

- ‌27 - ومنها: العدل في الحكم، وفي سائر ما يطلب فيه العدل:

- ‌28 - ومنها: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر:

- ‌29 - ومنها: موافقة القول العمل:

- ‌30 - ومنها: أداء الأمانة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌31 - ومنها: تعظيم حرمات المسلمين، والشفقة عليهم، ورحمة من أمر برحمته من خلق الله تعالى:

- ‌32 - ومنها: ستر عورات المسلمين:

- ‌33 - ومنها: قضاء حوائج المسلمين:

- ‌34 - ومنها: الشفاعة إلا في حدود الله تعالى، أو في إضاعة حق:

- ‌35 - ومنها: الإصلاح بين النَّاس:

- ‌36 - ومنها: إيثار صحبة الفقراء، والتواضع لهم:

- ‌37 - ومنها: ملاطفة اليتيم، والبنات، وسائر الضعفة، والمساكين، والمنكسرين، والإحسان إليهم:

- ‌38 - ومنها: التلطف بالمرأة، وتحسين الخلق معها، واحتمال الأذى منها:

- ‌39 - ومنها: الرفق بالخادم، والتلطف به، والإحسان إليه:

- ‌40 - ومنها: النفقة على العيال:

- ‌41 - ومنها: الصدقة، وخصوصاً مما يحب:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌42 - ومنها: تعليم الأهل، والأولاد الأدب، وأمرهم بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن معصية الله، وتعليمهم ما يحتاجون إليه من ذلك:

- ‌43 - ومنها: رعاية حق الجار:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌44 - ومنها: بر الوالدين، وصلة الأرحام:

- ‌45 - ومنها: برُّ أصدقاء الأب، والأم، والأقارب، وسائر من يندب بره، وإكرامه:

- ‌46 - ومنها: إكرام آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌47 - ومنها: محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم

- ‌48 - ومنها: توقير العلماء

- ‌49 - ومنها: زيارة أهل الخير، ومجالستهم، وصحبتهم، ومحبتهم، وطلب زيارتهم، وطلب الدعاء منهم، وزيارة المواضع الفاضلة

- ‌50 - ومنها: الحب في الله، والحث عليه:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌51 - ومن خصال الصَّالحين: أنهم إذا تواخوا في الله تعالى تعارفوا بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، وبلدانهم لأداء الحقوق، لا لاتباع العورات، ونحو ذلك؛ فين الأول من أخلاق الصَّالحين، والثاني من أخلاق المنافقين

- ‌52 - ومنها: إخبار العبد من يحب بأنه يحبّه:

- ‌53 - ومنها: البغض في الله، والعداوة في الله؛ أي: لأجله:

- ‌54 - ومنها: إجراء أحكام الناس على الظاهر، وكِلَةُ سرائرهم إلى الله تعالى:

- ‌55 - ومنها: الخوف، والرجاء، واعتدالهما، أو ترجيح الخوف إلا عند الموت، فيرجح الرَّجاء

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌56 - ومنها: البكاء من خشية الله تعالى، أو شوقاً إلى لقائه، وخصوصاً عند تلاوة القرآن:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌57 - ومنها: الحزن على ما فات من معصية، أو تقصير، أو فَزَعاً من عذاب الله، وفَرَقاً من أهوال يوم القيامة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌58 - ومنها: حسن الظن بالله تعالى لا سيما عند الموت

- ‌59 - ومنها: الورع، وترك الشبهات:

- ‌60 - ومنها: الزهد في الدنيا، وإيثار التقلل منها

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌61 - ومنها: إيثار الجوع، وخشونة العيش، والاقتصار على اليسير من المأكول، والمشروب، والملبوس، وغيرها من حظوظ النفس:

- ‌62 - ومنها: القناعة، والاقتصاد في المعيشة، والنفقة، والتعفف عن السؤال من غير ضرورة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌63 - ومنها: قبول ما يفتح الله به من غير سؤال، ولا تطلُّع نفس:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌64 - ومنها: الأكل من عمل اليد، والكسب الطيب:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌65 - ومنها: الكرم، والجود، والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى:

- ‌وَهُنا لَطائِفُ:

- ‌ إحداها:

- ‌ الثانية:

- ‌ الثالثة:

- ‌ الرابعة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌66 - ومن خصال الصالحين، وأخلاقهم: الإيثار، والمواساة {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: 265]:

- ‌67 - ومنها: التواضع، وخفض الجناح:

- ‌68 - ومنها: التنافس في أمور الآخرة، والاستكثار مما يتبرك به:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌69 - ومنها: أخذ المال من وجهه، وصرفه في وجوهه المأمور بها شرعاً:

- ‌70 - ومنها: الإكثار من ذكر الله تعالى، والرغبة في مجالس الذكر، والتنزه عن مجالس اللهو والظلم وذكر الدُّنيا:

- ‌71 - ومنها: الإكثار من ذكر الموت، وقصر الأمل:

- ‌72 - ومنها: زيارة القبور للرجال، والسَّلام على سكانها:

- ‌73 - ومنها: قيام الليل، والتهجد، وهو الصلاة بعد رقدة كما في الحديث:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌74 - ومنها: استحباب العزلة عند فساد الزمان، أو الخوف من الفتنة في الدين، والوقوع في حرام، أو شبهة:

- ‌75 - ومنها: التفرغ للعبادة، علماً، وعملاً، ونية:

- ‌76 - ومنها: الاختلاط. بالناس لحضور جمعهم وجماعاتهم، وحضور مشاهد الخير، ومجالس الذِّكر معهم، وعيادة مرضاهم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌1 - فمنها: الحياء

- ‌2 - ومنها: إنجاز الوعد، وحفظ العهد، ويدخل فيه صيانة الأسرار:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: المحافظة على ما اعتاده من الأوراد:

- ‌4 - ومنها: الْحِلْم، وكظم الغيظ، واحتمال الأذى، والعفو عن الناس، والصفح الجميل عنهم، والإحسان إليهم، والإعراض عن الجاهلين:

- ‌5 - ومنها -وهو أعم مما قبله -: حسن الخلق:

- ‌6 - ومنها: الرفق:

- ‌7 - ومنها: الأناة، والتُّؤَدَةُ:

- ‌8 - ومنها: قِرَى الضيف، وإكرامه، والبشاشة في وجهه، وطيب الكلام، وطلاقة الوجه عند اللقاء:

- ‌9 - ومنها: الوعظ، والاقتصاد فيه، والاستنصات فيه، وتفهمه للسَّامع:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌10 - ومنها: الخشوع، والخضوع بين يدي الله تعالى، والسكينة، والوقار، خصوصًا في إتيان الصَّلاة، وطلب العلم:

- ‌11 - ومنها: إهداء الهدية، وقبولها، ما لم تكن رشوة، والمكافاة عليها، وإتحاف الصديق والقريب بالشيء، وإعطاء ولده الشيء إذا دخل عليك:

- ‌12 - ومنها: إدخال السرور على قلوب المؤمنين، والتودد إليهم، والتردد إلى إخوانه منهم من غير إذلال لنفسه في طلب دنيا:

- ‌13 - ومنها: التهنئة، والتبشير بالخير لإخوانه المؤمنين:

- ‌14 - ومنها: تنفيس كروب المسلمين، وقضاء حوائجهم، وستر عوراتهم، وتعزيتهم في مصائبهم:

- ‌15 - ومنها: تنحية الأذى عن طريق المسلمين:

- ‌16 - ومنها: كف الأنسان أذاه عن الناس:

- ‌17 - ومنها: اصطناع المعروف على أنواع؛ كالقرض، وقيادة الأعمى، وإسماع الأصم، ومساعدة المسلم على حمل حاجته، وقضائها، وتحميل دابته، وإمساك الركاب له، ونحو ذلك، وقد تقدم منه كثير:

- ‌18 - ومنها: وداع الصاحب عند فراقه لسفر، أو غيره، والدعاء له، وطلب الدعاء منه:

- ‌19 - ومنها: الاستخارة، والمشاورة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌20 - ومنها: الذهاب إلى العيد والحج والجنازة ونحوها من طريق، والرجوع من طريق آخر؛ لتكثر مواضع العبادة، وتشهد بها ملائكة الطريقين، وتتبرك بالطائع بقاعهما، أو لغير ذلك

- ‌21 - ومنها: تقدم اليمين فيما هو من باب التكريم، واليسار في ضد ذلك:

- ‌22 - ومنها: المحافظة على آداب الوضوء، والطهارة

- ‌23 - ومنها: المحافظة على آداب الطعام والشراب، كالتسمية

- ‌24 - ومن الآداب: إفشاء السلام، والبداءة به، وتسليم الراكب على الماشي

- ‌فَصَلٌ

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ الفائدة الأولى: ولاية الله تعالى:

- ‌ الفائدة الثانية: ولاية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الفائدة الثالثة: فوز العبد بهذه المرتبة العظيمة التي محلها في القرآن العظيم بين جبريل وبقية الملائكة عليهم السلام

- ‌ الفائدة الرابعة: الدخول في رحمة الله تعالى:

- ‌ الفائدة الخامسة: حفظ العبد في نفسه، وأولاده، وأهله، وعشيرته، وجيرانه:

- ‌ تَنْبِيْهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِيْ:

- ‌ الفائدة السادسة: إن العبد الصالح إذا استرعي على رعية أعانه الله تعالى على رعايتها، ووفقها لطاعته

- ‌ الفائدة السابعة: إدخال السرور على قلوب الأبوين والأقارب في قبورهم بصلاح الولد والقريب

- ‌ الفائدة الثامنة: أن الصالحين لا تقوم عليهم الساعة، ولا يقاسون أهوال قيامها، ويثبتهم الله في القبور، وينجيهم على الصراط

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ الفائدة التاسعة: النعيم في القبر، والسلامة من فتنته، وذب الأعمال الصالحة عن العبد الصالح فيه:

- ‌ الفائدة العاشرة: تنعم الصالح في الدنيا بمعرفة الله تعالى

- ‌ الفائدة الحادية عشرة: أن الصلاح يكسب العبد الشرف في الدنيا والآخرة:

- ‌ الفائدة الثانية عشرة: مقارنة الصالحين في الجنة، ومرافقتهم

- ‌ الفائدة الثالثة عشرة: أن الله تعالى يلحق بالعبد الصالح في رتبته من هو دونه في الرتبة من ولد

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ الفائدة الرابعة عشرة: أن الصالحين تفتخر بهم البقاع، وإذا ماتوا بكت عليهم مجالسهم من الأرض

- ‌ الفائدة الخامسة عشرة: الحياة الطيبة:

- ‌ الفائدة السادسة عشرة: ما تضمنه قوله تعالى:

- ‌ الفائدة السابعة عشرة: أن الله تعالى يلقي محبة الصالحين في قلوب الخلق إلا من شذ منهم:

- ‌ الفائدة الثامنة عشرة: هداية الصالحين في الدنيا إلى عمل الخير

- ‌ الفائدة التاسعة عشرة: أن الصالحين يرفعون إلى جنة الفردوس، والدرجات العلي، وشجرة طوبى

- ‌ الفائدة التي بها تمام عشرون فائدة: الفلاح

- ‌ تَنْبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌فَصلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ ومن فوائد ذكر الصَّالحين:

- ‌ ومن لطائف الآثار:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ ومن لطائفها:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثانِيَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثالِثَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ رابِعَةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ فائِدَةٌ خامِسَةٌ:

الفصل: أحبك لله، قال له: ولكنني أبغضك لله، قال: لِمَ؟ قال:

أحبك لله، قال له: ولكنني أبغضك لله، قال: لِمَ؟ قال: أنك تبغي (1) في أذانك، وتأخذ الأجر على كتاب الله (2).

*‌

‌ تَنْبِيْهٌ:

نظم الإمام أبو شامة السبعة الذين في ظل العرش المذكورين في الحديث: أنا شيخ الإسلام الوالد إجازة - إن لم يكن سماعاً -: أنا جماعة من شيوخنا عن العلامة أبي الفضل ابن حجر العسقلاني الحافظ، عن أبي إسحاق التنوخي، عن أبي الهدى بن أبي شامة، عن أبيه، قال: أنشدنا أبي لنفسه: [من الطويل]

وَقَالَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَىْ إِنَّ سَبْعَةً

يُظِلُّهُمُ اللهُ الْكَرِيْمُ بِظِلِّهِ

مُحِبٌّ عَفِيْفٌ ناَشِئٌ مُتَصَدِّقٌ

وَبَاكٍ مُصَلٍّ وَالإِمَامُ بِعَدْلِهِ (3)

ولاشك أن هذه الخصال السبعة كلها من خصال الصالحين.

وكذلك وردت أحاديث، وآثار أخرى في خصال أخر يظل الله تعالى أصحابها في ظله يوم القيامة، وكلها - أيضاً - من خصال الصالحين.

وقد جمعها شيخ الإسلام ابن حجر الحافظ المشار إليه في "جزء"،

(1) في "أ": "لأنك تتغنى".

(2)

رواه عبد الرزاق في "المصنف"(1853).

(3)

انظر: "فتح الباري" لابن حجر (2/ 143).

ص: 272

وذَيَّلَ على بَيْتَيْ أبي شامة بأبيات أخرى.

ثم جاء الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى فزاد أشياء أخرى على ما زاد ابن حجر، وجمع في ذلك مؤلفاً، وذَيَّلَ على أبيات ابن حجر، وأوصلها إلى سبعين خصلة (1).

ثم استدرك شيخ الإسلام الوالد عليها أربع عشرة خصلة، وذَيَّلَ على أبياتها.

وجمعت في ذلك "جزءًا" لخصت فيه جميع الأحاديث، والآثار الواردة في ذلك، وقد أحببت أن أثبت هذه الأبيات مجردة عن الأدلة:

قال الحافظ ابن حجر، وأخبرنا به والدي عن مشايخه عنه:[من الطويل]

وَزِدْ سَبع أَظْلالٍ غَازٍ وَعَوْنُه

وإِنْظَارُ ذِيْ عُسْر وَتَخْفِيْفُ حِمْلِهِ

وَحَامِيْ غُزَاةٍ حِيْنَ وَلَّوْا وَعَوْنُ ذِيْ

غَرَامَةِ حَقٍّ مَعْ مُكَاتِبِ أَهْلِهِ (2)

(1) وسماه "تمهيد الفرش في الخصال المؤدية لظل العرش" جمع فيه الأحاديث الواردة في هذه الخصال بأسانيدها، ئم اختصره وسماه "بزوغ الهلال في الخصال الموجبة للظلال". انظر:"تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).

(2)

انظر: "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 100).

ص: 273

ثم قال - أيضا - رحمه الله تعالى: [من الطويل]

وَزِدْ مَعَ ضِعْف سبعتين (1) إِعَانَةٌ

لأخرْقَ مَعْ أَخْذٍ بِحَق وَبَذْلِهِ (2)

وَكُرْهُ وُضُوْءٍ ثُمَّ مَشْي لِمَسْجِدٍ

وَتَحْسِيْنُ خُلْقٍ ثُمَّ مُطْعِمُ فَضْلِهِ

وَكافِلُ ذِيْ يُتْمٍ وأرملةٌ وهت

وَتاجِرُ صِدْقٍ فِيْ الْمَقَالِ وَفِعْلِهِ (3)

وَحُزْنٌ وَتَصْبِيْرٌ وَنُصْحٌ وَرَأْفَةٌ

فَرَبِّعَ بِهَا السَّبْعَاتِ مِنْ فَيْضِ فَضْلِهِ (4)

وقال الحافظ جلال الدين السيوطي - وأخبرنا به والدي شيخ الإسلام بالإجازة، والإذن عنه -:[من الطويل]

(1) في "أ": "ستين".

(2)

في "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 113) جاء الشطر الأول من البيت هكذا:

وزد عشرة بضعف إعانة

(3)

انظر: "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 113).

(4)

في "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: 116) جاء هذا البيت هكذا:

وكمل بحزن القلب والنصح للذي

يلي الأمر واقرن كل شكل بشكله

ص: 274

وَزِدْ مَعْ ضِعْف (1) مَنْ يُضِيْفُ وَعونه (2)

لأَيْتَامِهَا ثُمَّ الْقَرِيْبَ بِوَصْلِهِ

وَعِلْمٌ بِأَنَّ اللهَ مَعْهُ وَحُبُّه

لإِجْلالِهِ وَالْجُوْعَ مِنْ أَهْلِ حَبْلِهِ

وَزُهْدٌ وَتَفْرِيْجٌ وَغَضٌّ وُقُوَّةٌ

صَلاةٌ عَلَىْ الْهَادِيْ وَإِحْيَاءُ فِعْلِهِ

وَتَرْكُ الرّبا (3) مَعْ رَشْوَةِ الْحُكْمِ وَالزِّنَا

وَطِفْلٌ وَرَاعِيْ الشَّمْسِ ذِكْراً وَظِلّهِ

وَصَوْمٌ وَتَشْيِيعٌ لِمَيْتٍ عِيَادَةٌ

فَسَبعٌ بِهَا السَّبْعَاتُ يَا زَيْنَ أَهْلِهِ (4)

وقال أيضاً: [من الطويل]

وَزِدْ سَبْعِتين الْحُبُّ لِلَّهِ بَالِغًا

وَتَطْهِيْرُ قَلْبِكَ وَالْغَضُوْبُ لأَجْلِهِ

(1) قال السيوطي في "تنوير الحوالك"(2/ 236): ثم تتبعت فجمعت سبعة أخرى، ثم سبعة أخرى، ولكن أحاديثها ضعيفة، ونظمت ذلك.

(2)

في "أ": "وغربة".

(3)

في "أ": "الرياء".

(4)

انظر: "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).

ص: 275

وَحُبُّ عَلِي ثُمَّ ذِكْرُ إِنَابَةٍ

وَأَمْر وَنهي وَالدُّعَاءُ لِسُبْلِهِ

وَمِنْ أَوَّلِ الأَنْعَامِ يَقْرَا ثَلاثَةً (1)

وَمُسْتَغْفِرُ الأَسْحَارِ يَا طِيْبَ فِعْلِهِ

وَبِرٌّ وَتَرْكُ النَّمِّ وَالْحَسَدِ الَّذِيْ

يَشِيْنُ الْفَتَىْ فَاشْكُرْ لِجَامعِ شَمْلِهِ (2)

وقال أيضا: [من الطويل]

وَزِدْ سَبْعَةً قَاضِيْ حَوَائِجِ خَلْقِهِ

وَعَبْدٌ تَقِيٌّ وَالشَّهِيْدُ بِقَتْلِه

وَأَمٌّ وَتَعْلِيْمٌ أَذَانٌ وَهِجْرةٌ

فتمَّتْ بها السَّبْعُوْنَ مِنْ فَيْضِ فَضْلِهِ (3)

وقال شيخ الإسلام الوالد رحمه الله تعالى: [من الطويل]

وَزِدْ سَبْعَةً لِلنَّاسِ مَنْ هُوَ حَاكِمٌ

كَحُكْمٍ لِنَفْسٍ وَالصَّدِيْقِ وَأَهْلِهِ

(1) في "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236): "غداته" بدل "ثلاثة".

(2)

انظر: "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).

(3)

انظر: "تنوير الحوالك" للسيوطي (2/ 236).

ص: 276

كَذَاكَ اقْتِصَادٌ للِإمامِ وَمَنْ بَكَىْ

إِذَا ذُكِرَ الرَّحْمَنُ خَوْفاً لأَجْلِه

قِرَاءَةُ قُرْآنٍ تِلاوَتُهُ وَمَن

يُعَلِّمُهُ طِفْلاً وَفَازَ بِحَمْلِهِ

عِمَارَةُ بَيْتِ اللهِ إِطْعَامُ جَائِعٍ

بتنبيهِ إِشْبَاع لَهُ عِنْدَ أَكْلِهِ

ثم قال أيضاً: [من الطويل]

وَزِدْ سَبْعَةً مَنْ حَبَّ لِلَّهِ خَلْقَهُ

وَكَفُّ يَدٍ وَالطَّرْفِ عَنْ غَيْرِ حِلِّهِ

وَتَنْفِيْسُ كَرْبٍ عَنْ غَرِيْمٍ وَمُخْبِرٌ

لِشَخْصٍ بِحُبٍّ فِيْ الإِلَهِ بِقَوْلهِ

وَمَنْ بَرِئَتْ أَيْدِيْهِمُ ثُمَّ تَاجِرٌ

أَمِيْنٌ فَهَذَا مَا ظَفِرْتُ بِنَقْلِهِ

وقلت: وتمت به الخصال الموجبة للإظلال إحدى وتسعين خصلة، يورف الله بفضله على ذويها ظلَّه:[من الطويل]

وَزِدْ سَبْعَةً أَنْ تُؤثرَ الاختفاءَ والـ .... ـحُمُوْلَ لإصْلاحِ الْفُؤَادِ وَعَدْلِهِ

ص: 277

وَأَمْرٌ بِمَعْرُوْفٍ وَنَهْيٌ عَنِ الَّذِيْ

هُوَ الْمُنْكَرُ الْمَذْمُوْمُ صَاحِبُ فِعْلِهِ

وَأَنْ لا تُمَارِيْ ثُمَّ ذِكْرُ اللِّسَانِ وَالـ

ـفُؤَادِ مَعًا فَاظْفَرْ بِفَائِضِ وَبْلِهِ

وَمَنْ يُعْطَ حَقًّا يَقْبَلِ الْحَقَّ أَوْ يُرَىْ

عَنِ الْحقِّ مَسْؤُوْلاً يَفُوْزُ بِبَذْلِهِ

عَسَىْ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ يُظِلُّه

إِذَا هَاجَ حَرُّ الْجَمْع يَوْماً بِأَهْلِهِ

ثم قلت: وتمت بها ثمانية وتسعين خصلة غير حب ذوي الإظلال: [من الطويل]

وَزِدْ سَبْعَةً مِنْهَا ثَلاثٌ تُنَالُ مِنْ

أَعَزِّ كِتَابٍ مُطْلَقًا وَأَجَلِّه

وَفَاءٌ بِنَذْرٍ ثُمَّ خَوْفُ قيامةٍ

وَبَذْلُ الطَّعَامِ مَعْ مَحَبَّةِ أَكْلِهِ

مَرِيْضٌ وَمَنْ لِلْعِلْمِ وَالْحِلْمِ جَامعٌ

وَحُبُّ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَىْ قَصْدَ فَضْلِهِ

وَحُبُّ ذَوِيْ الأَظْلالِ مِنْها لأنَّ مَنْ

أَحَبَّ مَعَ الْمَحْبُوْبِ فِيْ دَوْحِ ظِلِّهِ

ص: 278

بذا عُدَّ أسماءُ الْمُهَيْمِنِ وافَقَتْ (1)

فَدُوْنَكَ جَمْعا مَا ظَفِرْتَ بِمِثْلِهِ

ثم وقفت على حديث أخرجه هنَّاد بن السَّري، وعبد الله بن المبارك؛ كلاهما في "الزهد"، والبيهقي في "البعث"، موقوفاً على أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه قال: الشمس فوق رؤوس الناس يوم القيامة وأعمالهم تظلهم (2)؛ يعني: الأعمال الصالحة؛ فإن الأعمال السيئة لا ظل لها، ولا شك أن ظل الأعمال من ظل الله وفضله، وقد سبق قوله صلى الله عليه وسلم:"يَوْمَ لا ظِلَّ إِلَاّ ظِلُّهُ"(3).

قلت مشيراً إلى ذلك: [من الطويل]

وَكُلُّ فَتًى فِيْ ظِلِّ أَعْمَالِهِ إِذَا

دَنَتْ شَمْسُ يَوْمِ الدِّيْنِ مِنْ رُوْسِ أَهْلِهِ

أتىْ عَنْ أَبِيْ مُوْسَىْ الْحَدِيْثُ كَمَا رَوَىْ

أولو الْفَضْل مِثْلُ الْبَيْهَقِيِّ لأَصْلِهِ

(1) أي: وافقت عدة الذين هم في ظل العرش عدة أسماء الله تعالى.

(2)

رواه هناد بن السري في "الزهد"(1/ 202)، وابن المبارك في "الزهد" (1/ 467). قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/ 394): إسناده - أي البيهقي - قوي.

(3)

تقدم تخريجه.

ص: 279