الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى مسطح نفقته، وقال: لا أنزعها عنه أبداً، وكفَّر عن يمينه (1).
وفي ذلك إشارة إلى أن من أخلاق الصَّالحين وآدابهم، الانقياد لأمر الله تعالى، وإيثار أمره على حق النفس، والتكفير عن اليمين إذا كان غيرها خيراً منها.
وقد روى الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ حَلَفَ عَلَىْ يَمِيْنٍ، فَرَأَىْ غَيْرَها خَيْراً مِنْها، فَلْيَأْتِ الَّذِيْ هُوَ خَيْرٌ، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِيْنِهِ"(2).
4 - ومنها: الْحِلْم، وكظم الغيظ، واحتمال الأذى، والعفو عن الناس، والصفح الجميل عنهم، والإحسان إليهم، والإعراض عن الجاهلين:
قال الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].
وقال الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
وقال الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22].
(1) رواه البخاري (6301)، ومسلم (2770).
(2)
رواه الإمام أحمد في "المسند"(2/ 361)، ومسلم (1650)، والترمذي (1530).
وروى مسلم، والترمذي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأشج عبد القيس: "إِنَّ فِيْكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ وَرَسُوْلُهُ: الْحِلْمُ وَالأَناَةُ"(1).
وروى الخطيب عن أنس رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْحَلِيْمُ سَيِّدٌ فِيْ الدُّنْيَا، وَسَيِّدٌ فِيْ الآخِرَةِ".
وروى أبو نعيم، وغيره عن أبي الدَّرداء رضي الله تعالى عنه قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ اللهَ تَعَالَىْ قالَ: يا عِيْسَىْ! إِنّيْ باعثٌ مِنْ بَعْدِكَ أُمَّةَ إِنْ أَصابَهُمْ ما يُحِبُّوْنَ حَمِدُوْا وَشَكَرُوْا، وإنْ أَصابَهُمْ ما يَكْرَهُوْنَ احْتَسَبُوْا وَصَبَرُوْا، وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ، قالَ: يا رَبِّ! كَيْفَ يَكُوْنُ هَذَا وَلا حِلْمَ وَلا عِلْم؟ قَالَ: أُعْطِيْهِمْ مِنْ حِلْمِيْ وَعِلْمِيْ"(2).
قوله: "وَلا حِلْمَ وَلا عِلْمَ"؛ أي: لا حلم تحلم ودعوى، ولا علم تعلم ودعوى، بل حلماً وعلماً مفاضين عليهم من فيض فضل ليس لهم فيه حول ولا قوة.
وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن الحسن رحمه الله تعالى
(1) رواه مسلم (17)، والترمذي (2011).
(2)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 227)، وكذا الإمام أحمد في "المسند" (6/ 450). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 68): ورجال أحمد رجال الصحيح، غير الحسن بن سوار، ويزيد بن ميسرة، وهما ثقتان.