المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فَصْلٌ هذا الذي أشرنا إليه من أعمال الصَّالحين وأوصافهم، إنما هو - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٢

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌140 - البكاء من خشية الله تعالى:

- ‌141 - ومنها: الخضوع، والخشوع:

- ‌142 - ومنها: التلطُّف بأهل الشَّام، وإرادة الخير لهم، ودفع السوء عنهم:

- ‌143 - ومنها: حضور مجالس العلم:

- ‌144 - ومنها: ختم المجالس بالتسبيح والتحميد:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدةٌ:

- ‌ فائِدةٌ أُخْرَىْ:

- ‌ مَسْألةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌خَاتِمَة فِي لطَائَف تَتَعَلَّق بِهَذَا البَاب

- ‌(2) باب التَّشَبُّه بِالأَخْيَار مِنْ بَنِي آدَم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌(3) بَابُ التَّشَبُّه بِالصَّالِحِينَ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم أجْمَعِيْنَ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌1 - فمنها: الإخلاص

- ‌2 - ومنها: التوبة:

- ‌3 - ومنها: الصبر على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى قضائه:

- ‌4 - ومنها: الرضا بقضاء الله تعالى:

- ‌5 - ومنها: الصدق:

- ‌6 - ومنها: المراقبة:

- ‌7 - ومنها: الشكر:

- ‌8 - ومنها: السجود شكراً عند هجوم نعمة، واندفاع نقمة، ورؤية مبتلى:

- ‌9 - ومنها: التقوى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌10 - ومنها: الإحسان:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌11 - ومنها: اليقين:

- ‌12 - ومنها: التوكل:

- ‌13 - ومنها: التفكر في مصنوعات الله تعالى، وفي نعمه، دون التفكر في ذاته:

- ‌14 - ومنها: الاستقامة:

- ‌15 - ومنها: المبادرة إلى الخيرات:

- ‌16 - ومنها: المجاهدة للكفار، وللنفس، والشيطان:

- ‌17 - ومنها: المصابرة في الحرب، وعدم الفرار:

- ‌18 - ومنها: الازدياد من الخير - وخصوصًا في آخر العمر - وكل نَفَسٍ من أنفاس العبد يمكن أن يكون آخر عمره:

- ‌19 - ومنها: الاقتصاد في العبادة:

- ‌20 - ومنها: المحافظة على الأعمال، والمداومة عليها:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌21 - ومنها: الأخذ بالرخص في محالِّها؛ كقصر الصلاة في السفر وجمعها، والفطر بعد مجاوزة ثلاثة مراحل، والتيمم عند فقد الماء، والمسح على الخفين

- ‌22 - ومنها: المحافظة على السنة، وآدابها:

- ‌23 - ومنها: الانفياد لحكم الله تعالى:

- ‌24 - ومنها: إحياء السنة، والدلالة على الخير، والتعاون على البر والتقوى:

- ‌25 - ومنها: حفظ اللسان والصمت إلا عن خير:

- ‌26 - ومنها: النصيحة:

- ‌27 - ومنها: العدل في الحكم، وفي سائر ما يطلب فيه العدل:

- ‌28 - ومنها: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر:

- ‌29 - ومنها: موافقة القول العمل:

- ‌30 - ومنها: أداء الأمانة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌31 - ومنها: تعظيم حرمات المسلمين، والشفقة عليهم، ورحمة من أمر برحمته من خلق الله تعالى:

- ‌32 - ومنها: ستر عورات المسلمين:

- ‌33 - ومنها: قضاء حوائج المسلمين:

- ‌34 - ومنها: الشفاعة إلا في حدود الله تعالى، أو في إضاعة حق:

- ‌35 - ومنها: الإصلاح بين النَّاس:

- ‌36 - ومنها: إيثار صحبة الفقراء، والتواضع لهم:

- ‌37 - ومنها: ملاطفة اليتيم، والبنات، وسائر الضعفة، والمساكين، والمنكسرين، والإحسان إليهم:

- ‌38 - ومنها: التلطف بالمرأة، وتحسين الخلق معها، واحتمال الأذى منها:

- ‌39 - ومنها: الرفق بالخادم، والتلطف به، والإحسان إليه:

- ‌40 - ومنها: النفقة على العيال:

- ‌41 - ومنها: الصدقة، وخصوصاً مما يحب:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌42 - ومنها: تعليم الأهل، والأولاد الأدب، وأمرهم بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن معصية الله، وتعليمهم ما يحتاجون إليه من ذلك:

- ‌43 - ومنها: رعاية حق الجار:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌44 - ومنها: بر الوالدين، وصلة الأرحام:

- ‌45 - ومنها: برُّ أصدقاء الأب، والأم، والأقارب، وسائر من يندب بره، وإكرامه:

- ‌46 - ومنها: إكرام آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌47 - ومنها: محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم

- ‌48 - ومنها: توقير العلماء

- ‌49 - ومنها: زيارة أهل الخير، ومجالستهم، وصحبتهم، ومحبتهم، وطلب زيارتهم، وطلب الدعاء منهم، وزيارة المواضع الفاضلة

- ‌50 - ومنها: الحب في الله، والحث عليه:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌51 - ومن خصال الصَّالحين: أنهم إذا تواخوا في الله تعالى تعارفوا بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، وبلدانهم لأداء الحقوق، لا لاتباع العورات، ونحو ذلك؛ فين الأول من أخلاق الصَّالحين، والثاني من أخلاق المنافقين

- ‌52 - ومنها: إخبار العبد من يحب بأنه يحبّه:

- ‌53 - ومنها: البغض في الله، والعداوة في الله؛ أي: لأجله:

- ‌54 - ومنها: إجراء أحكام الناس على الظاهر، وكِلَةُ سرائرهم إلى الله تعالى:

- ‌55 - ومنها: الخوف، والرجاء، واعتدالهما، أو ترجيح الخوف إلا عند الموت، فيرجح الرَّجاء

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌56 - ومنها: البكاء من خشية الله تعالى، أو شوقاً إلى لقائه، وخصوصاً عند تلاوة القرآن:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌57 - ومنها: الحزن على ما فات من معصية، أو تقصير، أو فَزَعاً من عذاب الله، وفَرَقاً من أهوال يوم القيامة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌58 - ومنها: حسن الظن بالله تعالى لا سيما عند الموت

- ‌59 - ومنها: الورع، وترك الشبهات:

- ‌60 - ومنها: الزهد في الدنيا، وإيثار التقلل منها

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌61 - ومنها: إيثار الجوع، وخشونة العيش، والاقتصار على اليسير من المأكول، والمشروب، والملبوس، وغيرها من حظوظ النفس:

- ‌62 - ومنها: القناعة، والاقتصاد في المعيشة، والنفقة، والتعفف عن السؤال من غير ضرورة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌63 - ومنها: قبول ما يفتح الله به من غير سؤال، ولا تطلُّع نفس:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌64 - ومنها: الأكل من عمل اليد، والكسب الطيب:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌65 - ومنها: الكرم، والجود، والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى:

- ‌وَهُنا لَطائِفُ:

- ‌ إحداها:

- ‌ الثانية:

- ‌ الثالثة:

- ‌ الرابعة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌66 - ومن خصال الصالحين، وأخلاقهم: الإيثار، والمواساة {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: 265]:

- ‌67 - ومنها: التواضع، وخفض الجناح:

- ‌68 - ومنها: التنافس في أمور الآخرة، والاستكثار مما يتبرك به:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌69 - ومنها: أخذ المال من وجهه، وصرفه في وجوهه المأمور بها شرعاً:

- ‌70 - ومنها: الإكثار من ذكر الله تعالى، والرغبة في مجالس الذكر، والتنزه عن مجالس اللهو والظلم وذكر الدُّنيا:

- ‌71 - ومنها: الإكثار من ذكر الموت، وقصر الأمل:

- ‌72 - ومنها: زيارة القبور للرجال، والسَّلام على سكانها:

- ‌73 - ومنها: قيام الليل، والتهجد، وهو الصلاة بعد رقدة كما في الحديث:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌74 - ومنها: استحباب العزلة عند فساد الزمان، أو الخوف من الفتنة في الدين، والوقوع في حرام، أو شبهة:

- ‌75 - ومنها: التفرغ للعبادة، علماً، وعملاً، ونية:

- ‌76 - ومنها: الاختلاط. بالناس لحضور جمعهم وجماعاتهم، وحضور مشاهد الخير، ومجالس الذِّكر معهم، وعيادة مرضاهم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌1 - فمنها: الحياء

- ‌2 - ومنها: إنجاز الوعد، وحفظ العهد، ويدخل فيه صيانة الأسرار:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: المحافظة على ما اعتاده من الأوراد:

- ‌4 - ومنها: الْحِلْم، وكظم الغيظ، واحتمال الأذى، والعفو عن الناس، والصفح الجميل عنهم، والإحسان إليهم، والإعراض عن الجاهلين:

- ‌5 - ومنها -وهو أعم مما قبله -: حسن الخلق:

- ‌6 - ومنها: الرفق:

- ‌7 - ومنها: الأناة، والتُّؤَدَةُ:

- ‌8 - ومنها: قِرَى الضيف، وإكرامه، والبشاشة في وجهه، وطيب الكلام، وطلاقة الوجه عند اللقاء:

- ‌9 - ومنها: الوعظ، والاقتصاد فيه، والاستنصات فيه، وتفهمه للسَّامع:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌10 - ومنها: الخشوع، والخضوع بين يدي الله تعالى، والسكينة، والوقار، خصوصًا في إتيان الصَّلاة، وطلب العلم:

- ‌11 - ومنها: إهداء الهدية، وقبولها، ما لم تكن رشوة، والمكافاة عليها، وإتحاف الصديق والقريب بالشيء، وإعطاء ولده الشيء إذا دخل عليك:

- ‌12 - ومنها: إدخال السرور على قلوب المؤمنين، والتودد إليهم، والتردد إلى إخوانه منهم من غير إذلال لنفسه في طلب دنيا:

- ‌13 - ومنها: التهنئة، والتبشير بالخير لإخوانه المؤمنين:

- ‌14 - ومنها: تنفيس كروب المسلمين، وقضاء حوائجهم، وستر عوراتهم، وتعزيتهم في مصائبهم:

- ‌15 - ومنها: تنحية الأذى عن طريق المسلمين:

- ‌16 - ومنها: كف الأنسان أذاه عن الناس:

- ‌17 - ومنها: اصطناع المعروف على أنواع؛ كالقرض، وقيادة الأعمى، وإسماع الأصم، ومساعدة المسلم على حمل حاجته، وقضائها، وتحميل دابته، وإمساك الركاب له، ونحو ذلك، وقد تقدم منه كثير:

- ‌18 - ومنها: وداع الصاحب عند فراقه لسفر، أو غيره، والدعاء له، وطلب الدعاء منه:

- ‌19 - ومنها: الاستخارة، والمشاورة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌20 - ومنها: الذهاب إلى العيد والحج والجنازة ونحوها من طريق، والرجوع من طريق آخر؛ لتكثر مواضع العبادة، وتشهد بها ملائكة الطريقين، وتتبرك بالطائع بقاعهما، أو لغير ذلك

- ‌21 - ومنها: تقدم اليمين فيما هو من باب التكريم، واليسار في ضد ذلك:

- ‌22 - ومنها: المحافظة على آداب الوضوء، والطهارة

- ‌23 - ومنها: المحافظة على آداب الطعام والشراب، كالتسمية

- ‌24 - ومن الآداب: إفشاء السلام، والبداءة به، وتسليم الراكب على الماشي

- ‌فَصَلٌ

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ الفائدة الأولى: ولاية الله تعالى:

- ‌ الفائدة الثانية: ولاية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الفائدة الثالثة: فوز العبد بهذه المرتبة العظيمة التي محلها في القرآن العظيم بين جبريل وبقية الملائكة عليهم السلام

- ‌ الفائدة الرابعة: الدخول في رحمة الله تعالى:

- ‌ الفائدة الخامسة: حفظ العبد في نفسه، وأولاده، وأهله، وعشيرته، وجيرانه:

- ‌ تَنْبِيْهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِيْ:

- ‌ الفائدة السادسة: إن العبد الصالح إذا استرعي على رعية أعانه الله تعالى على رعايتها، ووفقها لطاعته

- ‌ الفائدة السابعة: إدخال السرور على قلوب الأبوين والأقارب في قبورهم بصلاح الولد والقريب

- ‌ الفائدة الثامنة: أن الصالحين لا تقوم عليهم الساعة، ولا يقاسون أهوال قيامها، ويثبتهم الله في القبور، وينجيهم على الصراط

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ الفائدة التاسعة: النعيم في القبر، والسلامة من فتنته، وذب الأعمال الصالحة عن العبد الصالح فيه:

- ‌ الفائدة العاشرة: تنعم الصالح في الدنيا بمعرفة الله تعالى

- ‌ الفائدة الحادية عشرة: أن الصلاح يكسب العبد الشرف في الدنيا والآخرة:

- ‌ الفائدة الثانية عشرة: مقارنة الصالحين في الجنة، ومرافقتهم

- ‌ الفائدة الثالثة عشرة: أن الله تعالى يلحق بالعبد الصالح في رتبته من هو دونه في الرتبة من ولد

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ الفائدة الرابعة عشرة: أن الصالحين تفتخر بهم البقاع، وإذا ماتوا بكت عليهم مجالسهم من الأرض

- ‌ الفائدة الخامسة عشرة: الحياة الطيبة:

- ‌ الفائدة السادسة عشرة: ما تضمنه قوله تعالى:

- ‌ الفائدة السابعة عشرة: أن الله تعالى يلقي محبة الصالحين في قلوب الخلق إلا من شذ منهم:

- ‌ الفائدة الثامنة عشرة: هداية الصالحين في الدنيا إلى عمل الخير

- ‌ الفائدة التاسعة عشرة: أن الصالحين يرفعون إلى جنة الفردوس، والدرجات العلي، وشجرة طوبى

- ‌ الفائدة التي بها تمام عشرون فائدة: الفلاح

- ‌ تَنْبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌فَصلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ ومن فوائد ذكر الصَّالحين:

- ‌ ومن لطائف الآثار:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ ومن لطائفها:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثانِيَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثالِثَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ رابِعَةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ فائِدَةٌ خامِسَةٌ:

الفصل: ‌ ‌فَصْلٌ هذا الذي أشرنا إليه من أعمال الصَّالحين وأوصافهم، إنما هو

‌فَصْلٌ

هذا الذي أشرنا إليه من أعمال الصَّالحين وأوصافهم، إنما هو أصول أعمالهم، ومجامع أخلاقهم، وقد أحببت أن أشير إلى جملة صالحة من خصالهم، وشمائلهم، ومجامع أخلاقهم على وجه الإيجاز والتفصيل، دون الإخلال والتطويل؛ آخذًا لذلك، أو لمعظمه من كتاب الشيخ الإمام شيخ الإسلام؛ أبي زكريَّا يحيى بن شرف بن مري النواوي - رحمه الله تعالى، ورضي عنه - المسمى بِـ:"رياض الصالحين"؛ فإنه ذكر فيه معظم آدابهم وأخلاقهم، وقال فيه: وأرجو إن تم هذا الكتاب أن يكون - إن شاء الله تعالى - سائقًا للمعتني به إلى الخيرات، حاجزاً له عن أنواع القبائح والمهلكات (1).

وقال في خطبته - أيضًا -: ولقد أحسن القائل: [من الرمل]

إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا فُطُنًا

طَلَّقُوا الدُّنْيِاَ وَخَافُوا الْفِتَنا

(1) انظر: "رياض الصالحين" للإمام النووي (ص: 4).

ص: 205

نَظَرُوْا فِيْها فَلَمَّا عَلِمُوْا

أَنَّهَا لَيْسَتْ لِحًىّ وَطَنا

جَعَلُوْها لُجَّةً وَاتَّخَذُوْا

صَالِحَ الأَعْمَالِ فِيْها سُفُنا (1)

ولقد روينا هذا الكتاب، وسائر كتب النووي رحمه الله تعالى عن جماعة، أجَلُّهُم شيخ الإسلام الوالد قال: أنا بها شيخ الإسلام البرهان ابن أبي شريف، عن الشيخ العلامة زين الدين القبابي المصري، عن ابن الخباز، عن النووي بكل كتبه، وكلها عمدة في بابها، لا يستغني طالبُ علمٍ وتقيٌّ عن طِلابِها.

وقد جمعتها في قصيدة لا بأس بإثباتها في هذا المقام، وكان نظمي لها قبل تمام الألف بأكثر من عام، فقلت:[من الوافر]

سَقَىْ قَبْرًا بِهِ سَكَنَ النَّوَاوِيْ

حَيَا مُزْنٍ عَنِ الْغُفْرَانِ رَاوِيْ

فَقَدْ نَشَرَ الْعُلُوْمَ لِطالِبِيْها

وَأَصْبَحَ وَهْوَ لِلأَفْضالِ طَاوِيْ

(1) انظر: "رياض الصالحين" للإمام النووي (ص: 3). والأبيات للإمام الشافعي، كما في "ديوانه" (ص: 109).

ص: 206

وَكَمْ أَبْدَىْ لَهُمْ تَصْنِيْفَ عِلْمٍ

بِهِ قَدْ شادَ رَبْعاً غَيْرَ خَاوِيْ

فَـ (ـروْضَتُهُ) الَّتِيْ زَهُرَتْ بِزَهْرٍ

يَفُوْقُ الزَّهْرَ لا لاوٍ وَذَاوِيْ

وَفِيْ (الْمِنْهَاجِ) كَمْ أَبْدَىْ عُلُوْماً

وَلِمْ لا وَهْوَ لِلتَّحْقِيْقِ حَاوِيْ

(دَقَائِقُهُ) زَهَتْ وَلَهَا نَظِيْرٌ

لِرَوْضَتِهِ رَوَاها كُلُّ رَاوِيْ

وَفِيْ (شَرْحِ الصَّحِيْحِ لِمُسْلِمٍ) كَمْ

لِدَاءِ الْجَهْلِ بَيَّنَ مَا يُدَاوِيْ

(كِتَابُ الْمُبْهَمَاتِ) وَ (أَرْبَعُوْهُ) الَّـ

ـتِيْ يَأْوِيْ إِلَيْهَا كُلُّ آوِيْ

وَفِي (الأَذْكَارِ) كَمْ مِنْ مُنْجِيَاتٍ

لِمُتَّبعِ السَّبِيْلِ مِنَ الْمَهَاوِيْ

وَ (آدَابُ الْفَتَىْ) الْمُفْتِيْ (رِياضٌ)

إِلَيْهَا الصَّالِحُوْنَ الْغُرُّ تَاوِيْ

وَفِيْ (الإِرْشادِ) كَمْ أَبْدَىْ رَشَاداً

لِمَنْ لِصِنَاعَةِ التَّحْدِيْثِ هَاوِيْ

ص: 207

وَفِيْ (تَقْرِيْبِهِ) كَمْ دَانَ بُعْدٌ

وَفِيْ (تَيْسِيْره) لِلْيُسْرِ زَاوِيْ

وَفِيْ (الطَّبَقَاتِ) لِلْفُقَهَاءِ وَافِيْ

بِـ (ـتَهْذِيْبٍ) سَمِيْنٍ غَيْرِ ضَاوِيْ

وَ (تَرْجَمَةُ الإِمَامِ الشَّافِعِيِّ) الَّـ

ـتِيْ فَاقَتْ سُلافتهَا الْقَهَاوِيْ

وَ (تِبْيَانٌ) لِقَارِئِ ذِكْرِ رَبِّي

نَفِيْسٌ جَامعٌ ثُمَّ (الْفَتَاوِيْ)

(مَنَاسِكُ) سِتَّةٌ تَهْدِيْ الْبَرَايَا

كَنَجْمِ فَيْ الدَّيَاجِيْ غَيْرِ هَاوِيْ

وَفِيْ (تَحْرِيْرهِ) كَمْ مُشْكِلاتٍ

عَلَىْ التَّنْبِيْهِ تُكْشَفُ لِلْمُهَاوِيْ

(ضَوَابِطُ) ثُمَّ (إِمْلاءٌ) و (جُزْءٌ)

لِمَنْ هُوَ لاغْتِرَافِ الْمَاءِ نَاوِيْ

وَذَا مَا قَدْ تَكَمَّلَ وَانْتهَىْ مِنْ

تَآلِيْفٍ كَرِيْمَاتِ الْمَثَاوِيْ

وَفِيْ (شَرْحِ الْمُهَذَّبِ) حُسْنُ ضَبْطٍ

بِهِ عَرَفَ الْوَرَىْ قَدْرَ النَّوَاوِيْ

ص: 208

وَ (مُخْتَصَرٌ) نَفِيْسٌ مِنْهُ أَيْضًا

(كِتَابَ خُلاصَةِ الأَحْكامِ) حَاوِيْ

وَألَّفَ بَعْضَ (شَرْح لِلْبُخَارِيْ)

وَ (لِلتَّنْبِيْهِ شَرْحاً) غَيْرَ نَاوِيْ

وَبِـ (الْبُسْتَانِ) خَتْمُ السِّرِّ يَحْلُوْ

فَخُذْ بِالْعِلْمِ وَاطَّرِحِ الدَّعَاوِيْ

وَإنَّ لَهُ سِوَىْ مَا قَدْ ذَكَرْنَا

كَمَا قَدْ قَالَهُ الشَّمْسُ السَّخَاوِيْ

إِلَىْ الْخَمْسِيْنَ قَدْ وَصَلَتْ وَإِنَّا

لَنُلفِيْهَاَ كَثِيْرَاتِ الْجَدَاوِيْ

وَنَجْمُ الدّيْنِ نَاظِمُهَا عُقُوْدًا

يَفُوْقُ ضِيَاؤُهَا النَّجْمَ السَّمَاوِيْ

وَبَدْرُ الدّيْنِ وَالِدُهُ وَعَنْه

رَوَاها وَهْوَ لَيْسَ لَهُ مُسَاوِيْ

عَنِ الْبُرْهَانِ وُهْوَ عَنِ الْقِبَابِيْ

تَلَقَّاهَا بِثَبْتٍ وَهْوَ رَاوِيْ

عَنِ الشَّيْخِ ابْنِ خَبَّازِ الْمُزَكَّىْ

لَدَىْ الْعُلَمَاءِ عَنْ وَصْمِ الْمَسَاوِيْ

ص: 209

عَنِ الْحَبْرِ الإِمَامِ هُوَ النَّوَاوِيْ

جَزَاهُ اللهُ جَناتِ الْمَآوِيْ

وفي تسمية النووي رحمه الله تعالى كتابه المشار إليه "رياض الصَّالحين" إشارة إلى أن الصالحين ترتاح قلوبهم، وتنشرح صدورهم للأعمال الصالحة المذكورة في هذا الكتاب، كما ترتاح القلوب وتنشرح الصدور في الرياض التي هي جمع روض، أو روضة، وهما البستان، وهذا كما شبه النبي صلى الله عليه وسلم حِلَقَ الذكْرِ بالرياض في قوله صلى الله عليه وسلم:"إِذا مَرَرْتُمْ بِرِياضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوْا"، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: "حِلَقُ الذِّكْرِ". رواه الإمام أحمد، والترمذي، والبيهقي في "الشعب" من حديث أنس رضي الله عنه (1).

وينبغي أن نسرح في هذه الرياض، وننتهل من أعذب الحِياض، ونذكر من شمائل الصَّالحين ما تنقاد له النفوس وترتاض، وتحيى به القلوب من الأمراض.

وقبل ذلك نذكر مقدمة لطيفة، وهي:

إن التشبه بالصالحين في هذه الأزمنة يشق على النفوس كثيرًا، فلا ينبغي للعبد أن يدع نفسه انتظاراً لفيئتها إلى الخيرة فمن النفوس الآن لا تكاد تنقاد إلى خير إلا بأعظم أنواع الزجر والتخويف، وأشد ألوان التوبيخ والتعنيف.

(1) رواه الإمام أحمد في "المسند"(3/ 150)، والترمذي (3510) وحسنه، والبيهقي في "شعب الإيمان"(529).

ص: 210

ومنذ زمان قديم قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى: إن الصَّالحين فيما مضى كانت نفوسهم تواتيهم على الخير عفواً، وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا إلا على كرهٍ، فينبغي لنا أن نُكْرِهَهَا. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "محاسبة النفس"(1).

وقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] على القول (2) بأن المراد في الآية مجاهدة النفس؛ لأنه أفضل الجهاد؛ أي: والذين جاهدوا أنفسهم في مرضاتنا لنهدينهم سبلنا التي تُوصِل عبادنا الصالحين إلينا؛ فعليك بحمل النفس على أخلاق الصَّالحين وأعمالهم (3).

وقد روى الأستاذ أبو القاسم القيشري رحمه الله في "رسالته" عن إبراهيم بن أدهم - رحمه الله تعالى، ورضي عنه - قال: لن ينال

(1) رواه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس"(ص: 150).

(2)

انظر الأقوال في تفسير الآية في "تفسير القرطبي"(13/ 364).

(3)

قال الإمام ابن القيم في "الفوائد"(ص: 59): علق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكملُ الناس هداية أعظمهم جهادًا، وأفرض الجهاد: جهاد النفس، وجهاد الهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدنيا، فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه، الموصلة إلى جنته، ومن ترك الجهاد فاته من الهدى بحسب ما عطل من الجهاد، قال الجنيد: والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة، لنهدينهم سبل الإخلاص، ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنًا، فمن نصر عليها نصر على عدوه، ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه.

ص: 211

الرجل درجة الصَّالحين حتى يجوز ست عقبات:

أوله: يغلق باب النعمة، ويفتح باب الشِّدة.

والثاني: يغلق باب العز، ويفتح باب الذُّل.

والثالث: يغلق باب الراحة، ويفتح باب الجهد.

والرابع: يغلق باب النوم، ويفتح باب السهر.

والخامس: يغلق باب الغنى، ويفتح باب الفقر.

والسادس: يغلق باب الأمل، ويفتح باب استعداد الموت (1). انتهى.

ومع هذا لا بد من طلب التوفيق والمعونة من الله تعالى على سلوك طريق الصَّالحين؛ ألا ترى إلى قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} [الفاتحة: 5].

وقال شعيب عليه السلام: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)} [هود: 88]؛ أي: وما توفيقي في صلاح نفسي المفهوم من قوله: {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ} ، وإلى إصلاح مَنْ سِوَايَ إلا بالله.

وقوله: {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ} [هود: 88]؛ أي: لنفسي ولكم، لكن لا يتم لي ذلك إلا بالتوفيق من الله تعالى.

(1) رواه القشيري في "رسالته"(ص: 134).

ص: 212