الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النَّهارِ، وَرَجُلٌ آتاهُ اللهُ مالاً فَهُوَ يُنْفِقُهُ آناءَ اللَّيْلِ وآناءَ النَّهارِ" (1).
والآناء: الساعات.
ولا يقال: (أنفق) إلا في الخير، كما تقدم.
70 - ومنها: الإكثار من ذكر الله تعالى، والرغبة في مجالس الذكر، والتنزه عن مجالس اللهو والظلم وذكر الدُّنيا:
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 41 - 43].
وروى مسلم، والترمذي، وابن ماجه عن أبي هريرة، وأبي سعيد رضي الله تعالى عنهما: أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: "لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُوْنَ اللهَ إِلَاّ حَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ، وَغَشِيتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِيْنَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيْمَنْ عِنْدَهم"(2).
وروى الإمام أحمد في "الزُّهد" عن أبي مسلم الخولاني رحمه الله تعالى: أنه دخل المسجد، فنظر إلى نفر قد اجتمعوا جلوساً، فرجا أن يكونوا على ذكر على خير، فجلس إليهم، فإذا بعضهم يقول: قدم غلام لي فأصاب كذا وكذا، وقال الآخر: أنا جهزت غلاماً لي، فنظر
(1) رواه البخاري (4737)، ومسلم (815) واللفظ له.
(2)
رواه مسلم (2700)، والترمذي (3378)، وابن ماجه (3791).
إليهم، فقال: سبحان الله! هل تدرون ما مثلي ومثلكم؟ كمثل رجل أصابه مطر غزير وابل، فالتفت فإذا هو بمصراعين عظيمين، فقال: لو دخلت هذا البيت حتى يذهب عني أذى هذا المطر، فدخل، فإذا بيت لا سقف له، جلست إليكم وأنا أرجو أن تكونوا على خير، فإذا أنتم أصحاب دنيا، وقام عنهم (1).
وعن سالم بن أبي الجعد رحمه الله تعالى قال: قيل لأبي الدرداء رضي الله تعالى عنه: إن أبا سعد بن منبه أعتق مئة محرر، فقال: إن مئة محرر من مال رجل لكثير، وإن شئتم أنبأتكم مما هو أفضل من ذلك؛ إيمان ملزوم بالليل والنهار، ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل (2).
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ما عمل آدمي عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله، قالوا: يا أبا عبد الرحمن! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: لا، إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع؛ لأن الله رضي الله عنه يقول في كتابه:{وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45](3).
وفي رواية عبد الله في "زوائده": ولا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع (4).
(1) رواه الإمام أحمد في "الورع"(ص: 59)، وكذا ابن المبارك في "الزهد"(1/ 338).
(2)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 136)، وكذا ابن المبارك في "الزهد"(1/ 340).
(3)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 184).
(4)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 184).