المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌10 - ومنها: الخشوع، والخضوع بين يدي الله تعالى، والسكينة، والوقار، خصوصا في إتيان الصلاة، وطلب العلم: - حسن التنبه لما ورد في التشبه - جـ ٢

[نجم الدين الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌140 - البكاء من خشية الله تعالى:

- ‌141 - ومنها: الخضوع، والخشوع:

- ‌142 - ومنها: التلطُّف بأهل الشَّام، وإرادة الخير لهم، ودفع السوء عنهم:

- ‌143 - ومنها: حضور مجالس العلم:

- ‌144 - ومنها: ختم المجالس بالتسبيح والتحميد:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدةٌ:

- ‌ فائِدةٌ أُخْرَىْ:

- ‌ مَسْألةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌خَاتِمَة فِي لطَائَف تَتَعَلَّق بِهَذَا البَاب

- ‌(2) باب التَّشَبُّه بِالأَخْيَار مِنْ بَنِي آدَم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌(3) بَابُ التَّشَبُّه بِالصَّالِحِينَ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُم أجْمَعِيْنَ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌1 - فمنها: الإخلاص

- ‌2 - ومنها: التوبة:

- ‌3 - ومنها: الصبر على طاعة الله، وعن معصيته، وعلى قضائه:

- ‌4 - ومنها: الرضا بقضاء الله تعالى:

- ‌5 - ومنها: الصدق:

- ‌6 - ومنها: المراقبة:

- ‌7 - ومنها: الشكر:

- ‌8 - ومنها: السجود شكراً عند هجوم نعمة، واندفاع نقمة، ورؤية مبتلى:

- ‌9 - ومنها: التقوى:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌10 - ومنها: الإحسان:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌11 - ومنها: اليقين:

- ‌12 - ومنها: التوكل:

- ‌13 - ومنها: التفكر في مصنوعات الله تعالى، وفي نعمه، دون التفكر في ذاته:

- ‌14 - ومنها: الاستقامة:

- ‌15 - ومنها: المبادرة إلى الخيرات:

- ‌16 - ومنها: المجاهدة للكفار، وللنفس، والشيطان:

- ‌17 - ومنها: المصابرة في الحرب، وعدم الفرار:

- ‌18 - ومنها: الازدياد من الخير - وخصوصًا في آخر العمر - وكل نَفَسٍ من أنفاس العبد يمكن أن يكون آخر عمره:

- ‌19 - ومنها: الاقتصاد في العبادة:

- ‌20 - ومنها: المحافظة على الأعمال، والمداومة عليها:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌21 - ومنها: الأخذ بالرخص في محالِّها؛ كقصر الصلاة في السفر وجمعها، والفطر بعد مجاوزة ثلاثة مراحل، والتيمم عند فقد الماء، والمسح على الخفين

- ‌22 - ومنها: المحافظة على السنة، وآدابها:

- ‌23 - ومنها: الانفياد لحكم الله تعالى:

- ‌24 - ومنها: إحياء السنة، والدلالة على الخير، والتعاون على البر والتقوى:

- ‌25 - ومنها: حفظ اللسان والصمت إلا عن خير:

- ‌26 - ومنها: النصيحة:

- ‌27 - ومنها: العدل في الحكم، وفي سائر ما يطلب فيه العدل:

- ‌28 - ومنها: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر:

- ‌29 - ومنها: موافقة القول العمل:

- ‌30 - ومنها: أداء الأمانة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌31 - ومنها: تعظيم حرمات المسلمين، والشفقة عليهم، ورحمة من أمر برحمته من خلق الله تعالى:

- ‌32 - ومنها: ستر عورات المسلمين:

- ‌33 - ومنها: قضاء حوائج المسلمين:

- ‌34 - ومنها: الشفاعة إلا في حدود الله تعالى، أو في إضاعة حق:

- ‌35 - ومنها: الإصلاح بين النَّاس:

- ‌36 - ومنها: إيثار صحبة الفقراء، والتواضع لهم:

- ‌37 - ومنها: ملاطفة اليتيم، والبنات، وسائر الضعفة، والمساكين، والمنكسرين، والإحسان إليهم:

- ‌38 - ومنها: التلطف بالمرأة، وتحسين الخلق معها، واحتمال الأذى منها:

- ‌39 - ومنها: الرفق بالخادم، والتلطف به، والإحسان إليه:

- ‌40 - ومنها: النفقة على العيال:

- ‌41 - ومنها: الصدقة، وخصوصاً مما يحب:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌42 - ومنها: تعليم الأهل، والأولاد الأدب، وأمرهم بطاعة الله تعالى، ونهيهم عن معصية الله، وتعليمهم ما يحتاجون إليه من ذلك:

- ‌43 - ومنها: رعاية حق الجار:

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌44 - ومنها: بر الوالدين، وصلة الأرحام:

- ‌45 - ومنها: برُّ أصدقاء الأب، والأم، والأقارب، وسائر من يندب بره، وإكرامه:

- ‌46 - ومنها: إكرام آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌47 - ومنها: محبة الصحابة رضي الله تعالى عنهم

- ‌48 - ومنها: توقير العلماء

- ‌49 - ومنها: زيارة أهل الخير، ومجالستهم، وصحبتهم، ومحبتهم، وطلب زيارتهم، وطلب الدعاء منهم، وزيارة المواضع الفاضلة

- ‌50 - ومنها: الحب في الله، والحث عليه:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌51 - ومن خصال الصَّالحين: أنهم إذا تواخوا في الله تعالى تعارفوا بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، وبلدانهم لأداء الحقوق، لا لاتباع العورات، ونحو ذلك؛ فين الأول من أخلاق الصَّالحين، والثاني من أخلاق المنافقين

- ‌52 - ومنها: إخبار العبد من يحب بأنه يحبّه:

- ‌53 - ومنها: البغض في الله، والعداوة في الله؛ أي: لأجله:

- ‌54 - ومنها: إجراء أحكام الناس على الظاهر، وكِلَةُ سرائرهم إلى الله تعالى:

- ‌55 - ومنها: الخوف، والرجاء، واعتدالهما، أو ترجيح الخوف إلا عند الموت، فيرجح الرَّجاء

- ‌ لَطِيْفَةٌ:

- ‌56 - ومنها: البكاء من خشية الله تعالى، أو شوقاً إلى لقائه، وخصوصاً عند تلاوة القرآن:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌57 - ومنها: الحزن على ما فات من معصية، أو تقصير، أو فَزَعاً من عذاب الله، وفَرَقاً من أهوال يوم القيامة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌58 - ومنها: حسن الظن بالله تعالى لا سيما عند الموت

- ‌59 - ومنها: الورع، وترك الشبهات:

- ‌60 - ومنها: الزهد في الدنيا، وإيثار التقلل منها

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌61 - ومنها: إيثار الجوع، وخشونة العيش، والاقتصار على اليسير من المأكول، والمشروب، والملبوس، وغيرها من حظوظ النفس:

- ‌62 - ومنها: القناعة، والاقتصاد في المعيشة، والنفقة، والتعفف عن السؤال من غير ضرورة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌63 - ومنها: قبول ما يفتح الله به من غير سؤال، ولا تطلُّع نفس:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌64 - ومنها: الأكل من عمل اليد، والكسب الطيب:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌65 - ومنها: الكرم، والجود، والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى:

- ‌وَهُنا لَطائِفُ:

- ‌ إحداها:

- ‌ الثانية:

- ‌ الثالثة:

- ‌ الرابعة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌66 - ومن خصال الصالحين، وأخلاقهم: الإيثار، والمواساة {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} [البقرة: 265]:

- ‌67 - ومنها: التواضع، وخفض الجناح:

- ‌68 - ومنها: التنافس في أمور الآخرة، والاستكثار مما يتبرك به:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌69 - ومنها: أخذ المال من وجهه، وصرفه في وجوهه المأمور بها شرعاً:

- ‌70 - ومنها: الإكثار من ذكر الله تعالى، والرغبة في مجالس الذكر، والتنزه عن مجالس اللهو والظلم وذكر الدُّنيا:

- ‌71 - ومنها: الإكثار من ذكر الموت، وقصر الأمل:

- ‌72 - ومنها: زيارة القبور للرجال، والسَّلام على سكانها:

- ‌73 - ومنها: قيام الليل، والتهجد، وهو الصلاة بعد رقدة كما في الحديث:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌74 - ومنها: استحباب العزلة عند فساد الزمان، أو الخوف من الفتنة في الدين، والوقوع في حرام، أو شبهة:

- ‌75 - ومنها: التفرغ للعبادة، علماً، وعملاً، ونية:

- ‌76 - ومنها: الاختلاط. بالناس لحضور جمعهم وجماعاتهم، وحضور مشاهد الخير، ومجالس الذِّكر معهم، وعيادة مرضاهم

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌1 - فمنها: الحياء

- ‌2 - ومنها: إنجاز الوعد، وحفظ العهد، ويدخل فيه صيانة الأسرار:

- ‌ تنبِيْهٌ:

- ‌3 - ومنها: المحافظة على ما اعتاده من الأوراد:

- ‌4 - ومنها: الْحِلْم، وكظم الغيظ، واحتمال الأذى، والعفو عن الناس، والصفح الجميل عنهم، والإحسان إليهم، والإعراض عن الجاهلين:

- ‌5 - ومنها -وهو أعم مما قبله -: حسن الخلق:

- ‌6 - ومنها: الرفق:

- ‌7 - ومنها: الأناة، والتُّؤَدَةُ:

- ‌8 - ومنها: قِرَى الضيف، وإكرامه، والبشاشة في وجهه، وطيب الكلام، وطلاقة الوجه عند اللقاء:

- ‌9 - ومنها: الوعظ، والاقتصاد فيه، والاستنصات فيه، وتفهمه للسَّامع:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌10 - ومنها: الخشوع، والخضوع بين يدي الله تعالى، والسكينة، والوقار، خصوصًا في إتيان الصَّلاة، وطلب العلم:

- ‌11 - ومنها: إهداء الهدية، وقبولها، ما لم تكن رشوة، والمكافاة عليها، وإتحاف الصديق والقريب بالشيء، وإعطاء ولده الشيء إذا دخل عليك:

- ‌12 - ومنها: إدخال السرور على قلوب المؤمنين، والتودد إليهم، والتردد إلى إخوانه منهم من غير إذلال لنفسه في طلب دنيا:

- ‌13 - ومنها: التهنئة، والتبشير بالخير لإخوانه المؤمنين:

- ‌14 - ومنها: تنفيس كروب المسلمين، وقضاء حوائجهم، وستر عوراتهم، وتعزيتهم في مصائبهم:

- ‌15 - ومنها: تنحية الأذى عن طريق المسلمين:

- ‌16 - ومنها: كف الأنسان أذاه عن الناس:

- ‌17 - ومنها: اصطناع المعروف على أنواع؛ كالقرض، وقيادة الأعمى، وإسماع الأصم، ومساعدة المسلم على حمل حاجته، وقضائها، وتحميل دابته، وإمساك الركاب له، ونحو ذلك، وقد تقدم منه كثير:

- ‌18 - ومنها: وداع الصاحب عند فراقه لسفر، أو غيره، والدعاء له، وطلب الدعاء منه:

- ‌19 - ومنها: الاستخارة، والمشاورة:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌20 - ومنها: الذهاب إلى العيد والحج والجنازة ونحوها من طريق، والرجوع من طريق آخر؛ لتكثر مواضع العبادة، وتشهد بها ملائكة الطريقين، وتتبرك بالطائع بقاعهما، أو لغير ذلك

- ‌21 - ومنها: تقدم اليمين فيما هو من باب التكريم، واليسار في ضد ذلك:

- ‌22 - ومنها: المحافظة على آداب الوضوء، والطهارة

- ‌23 - ومنها: المحافظة على آداب الطعام والشراب، كالتسمية

- ‌24 - ومن الآداب: إفشاء السلام، والبداءة به، وتسليم الراكب على الماشي

- ‌فَصَلٌ

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ الفائدة الأولى: ولاية الله تعالى:

- ‌ الفائدة الثانية: ولاية النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ الفائدة الثالثة: فوز العبد بهذه المرتبة العظيمة التي محلها في القرآن العظيم بين جبريل وبقية الملائكة عليهم السلام

- ‌ الفائدة الرابعة: الدخول في رحمة الله تعالى:

- ‌ الفائدة الخامسة: حفظ العبد في نفسه، وأولاده، وأهله، وعشيرته، وجيرانه:

- ‌ تَنْبِيْهانِ:

- ‌الأَوَّلُ:

- ‌ الثَّانِيْ:

- ‌ الفائدة السادسة: إن العبد الصالح إذا استرعي على رعية أعانه الله تعالى على رعايتها، ووفقها لطاعته

- ‌ الفائدة السابعة: إدخال السرور على قلوب الأبوين والأقارب في قبورهم بصلاح الولد والقريب

- ‌ الفائدة الثامنة: أن الصالحين لا تقوم عليهم الساعة، ولا يقاسون أهوال قيامها، ويثبتهم الله في القبور، وينجيهم على الصراط

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تنبِيْهٌ آخَرُ:

- ‌ الفائدة التاسعة: النعيم في القبر، والسلامة من فتنته، وذب الأعمال الصالحة عن العبد الصالح فيه:

- ‌ الفائدة العاشرة: تنعم الصالح في الدنيا بمعرفة الله تعالى

- ‌ الفائدة الحادية عشرة: أن الصلاح يكسب العبد الشرف في الدنيا والآخرة:

- ‌ الفائدة الثانية عشرة: مقارنة الصالحين في الجنة، ومرافقتهم

- ‌ الفائدة الثالثة عشرة: أن الله تعالى يلحق بالعبد الصالح في رتبته من هو دونه في الرتبة من ولد

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ الفائدة الرابعة عشرة: أن الصالحين تفتخر بهم البقاع، وإذا ماتوا بكت عليهم مجالسهم من الأرض

- ‌ الفائدة الخامسة عشرة: الحياة الطيبة:

- ‌ الفائدة السادسة عشرة: ما تضمنه قوله تعالى:

- ‌ الفائدة السابعة عشرة: أن الله تعالى يلقي محبة الصالحين في قلوب الخلق إلا من شذ منهم:

- ‌ الفائدة الثامنة عشرة: هداية الصالحين في الدنيا إلى عمل الخير

- ‌ الفائدة التاسعة عشرة: أن الصالحين يرفعون إلى جنة الفردوس، والدرجات العلي، وشجرة طوبى

- ‌ الفائدة التي بها تمام عشرون فائدة: الفلاح

- ‌ تَنْبِيْهٌ لَطِيْفٌ:

- ‌فَصلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ تَتِمَّةٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ ومن فوائد ذكر الصَّالحين:

- ‌ ومن لطائف الآثار:

- ‌ تَنْبِيْهٌ:

- ‌فَصْلٌ

- ‌ ومن لطائفها:

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌فَصْلٌ

- ‌ فائِدَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثانِيَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ ثالِثَةٌ:

- ‌ فائِدَةٌ رابِعَةٌ:

- ‌ تَنْبِيهٌ:

- ‌ فائِدَةٌ خامِسَةٌ:

الفصل: ‌10 - ومنها: الخشوع، والخضوع بين يدي الله تعالى، والسكينة، والوقار، خصوصا في إتيان الصلاة، وطلب العلم:

يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أَتَخوَّلكمْ بالموعظة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها (1)؛ أي: يتعهدنا بها مخافة السآمة علينا.

*‌

‌ تَنْبِيْهٌ:

وينبغي لمن حضر مجلس الوعظ، أو درس العلم أن ينصت، ويلقي عليه سمعه لما يملى ليفهم، ولا يكثر اللغط في المجلس.

وكذلك لو كان في مجلس مشورة أو مسامرة فيه من هو أولى بمفاتحة الحديث، فوظيفته الإنصات، وعدم اللغط.

وقد أخرج البيهقي، وابن عساكر عن محمَّد بن كعب القرظي مرسلًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تَجَالَسَ قَوْم مَجْلِسًا فَلَمْ يُنْصِتْ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ، إِلَّا نُزِعَ مِنْ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ الْبَرَكَةُ"(2).

‌10 - ومنها: الخشوع، والخضوع بين يدي الله تعالى، والسكينة، والوقار، خصوصًا في إتيان الصَّلاة، وطلب العلم:

قال الله تعالى: {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

وقال تعالى: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45، 46].

(1) رواه البخاري (70) واللفظ له، ومسلم (2821).

(2)

رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى"(ص: 294)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(33/ 361).

ص: 369

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4].

وقال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]، والخشوع في الصوت والبصر، والخضوع في البدن.

وسئل علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه عن الخشوع، فقال: الخشوع في القلب أن تلين كنفك للمرء المسلم، وأن لا تلتفت في صَلاتك (1).

وروى الحكيم الترمذي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى رجلًا يعبث بلحيته في صلاته، فقال:"لَوْ خَشَعَ قَلْبُ هَذَا خَشَعَتْ جَوَارِحُهُ"(2).

وروى هو، والبيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَعَوَّذُوْا بِاللهِ مِنْ خُشُوْعِ النِّفَاقِ"، قالوا: يا رسول الله! وما خشوع النفاق؟ قال: "خُشُوْعُ الْبَدَنِ، وَنِفَاقُ الْقَلْبِ"(3).

(1) رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 403)، والحاكم في "المستدرك"(3482).

(2)

رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(3/ 215). وضعف العراقي إسناده في "تخريج أحاديث الإحياء"(1/ 105) وقال: والمعروف أنه من قول سعيد بن المسيب.

(3)

رواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول"(3/ 215)، والبيهقي في =

ص: 370

وروي نحوه عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه موقوفًا عليه (1).

وروى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد وصححه، عن حذيفة رضي الله عنه قال: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصَّلاة (2).

وروى الطَبراني في "الكبير" عن أبي الدَّرداء رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ شَيْءٍ يُرْفَعُ مِنْ هَذهِ الأُمَّةِ الْخُشُوْعُ، حَتَّيْ لا تَرَيْ فِيْها خاشِعًا"(3).

وله نحوه من حديث شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه (4).

= "شعب الإيمان"(6967). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء"(2/ 942): رواه البيهقي في "الشعب" وفيه الحارث بن عبيد الأيادي، ضعفه أحمد وابن معين.

(1)

رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(6966)، ورواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 142).

(2)

رواه ابن أبي شيبة في "المصنف"(34808)، والإمام أحمد في "الزهد" (ص: 179).

(3)

كذا عزاه المنذري في "الترغيب والترهيب"(1/ 254) إلى الطبراني وحسنه، وأصل الحديث عند الترمذي (2653) وحسنه.

(4)

رواه الطبراني في "المعجم الكبير"(7183)، ورواه أيضًا في "المعجم الكبير"(18/ 43) عن عوف بن مالك الأشجعي.

ص: 371

وروى الإمام أحمد في "الزهد" عن ضَمْرة بن حبيب مرسلًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَوَّلُ شَيْءٍ يُرْفَعُ مِنْ هَذهِ الأُمَّةِ الأَمَانَةُ وَالْخُشُوْعُ"(1).

وروى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِذَا أُقِيْمَتِ الصَّلاةُ فَلا تأْتُوْهَا وَأَنتمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوْهَا وَأَنْتُمْ تَمْشُوْنَ عَلَيْكُمُ السَّكِيْنَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوْا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوْا"(2).

زاد مسلم في رواية له: "فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كانَ يَعْمَدُ إِلَيْ الصَّلاةِ فَهُوَ فِيْ صَلاةٍ"(3).

وروى أبو نعيم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، والخطيب في "جامعة" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سُرْعَةُ الْمَشْيِ تُذْهِبُ بَهاءَ الْمُؤْمِنِ"(4).

(1) رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 395).

(2)

رواه البخاري (866)، ومسلم (602).

(3)

رواه مسلم (602).

(4)

رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(10/ 290) عن أبي هريرة.

ورواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/ 394) عن ابن عمر.

وإسنادهما ضعيفان؛ أما حديث أبي هريرة فقد قال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(5/ 266): حديث منكر جدًا.

وأما حديث ابن عمر فقد قال ابن طاهر المقدسي في "التذكرة في الأحاديث=

ص: 372

وروى أبو القاسم بن بشران في "أماليه" عن أنس رضي الله تعالى عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سُرْعَةُ الْمَشْيِ تُذْهِبُ بَهَاءَ الْوَجْهِ"(1).

والمراد: الإسراع الحثيث لأنه يخل بالوقار.

وقوله تعالى: {يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا} [الفرقان: 63]، ؛ أي: برفق واقتصاد.

وليس المراد به مشي المتماوتين؛ فرب ماشٍ هونًا رويدًا وهو ذئب أطلس.

وقد قيل فيمن هذا حالهم: [من مجزوء الرمل]

كُلُّهُمْ يَمْشِيْ رُوَيْدَهْ

كُلُّهُمْ يَطْلُبُ صَيْدَهْ (2)

وقال الله تعالى حكاية عن لقمان عليه السلام: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].

قوله: {وَاقْصِدْ} ؛ أي: اقتصد في مشيك: لا مشي المتماوتين، ولا مشي الجبارين.

= الموضوعة" (ص: 158): فيه الوليد بن سلمة الطبراني ومحمد بن عمر بن صهبان، كذاب وضعيف.

(1)

وكذا رواه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"(1/ 152) إلا أنه قال: "بماء الوجه".

(2)

انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية (4/ 218)، و"تفسير القرطبي"(13/ 69).

ص: 373

وقال الله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا} [الإسراء: 37].

وروى الترمذي في "الشمائل": أن عليًا رضي الله تعالى عنه كان إذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان إذا مشى تقلَّع، كأنما ينحط من صَبَب (1).

وفي رواية أخرى: كان إذا مشى تَكَفَّأ تكفؤًا، كأنما ينحط من صبب (2)(3).

وفي حديث آخر: كان يمشي هونا ذريع المشية (4).

فالتقلع: رفع الرجل بقوة.

والتكفؤ: الميل إلى سنن المشي وقصده.

والهون: الرفق والوقار.

والذريع: الواسع الخطو؛ أي: إن مشيه كان يرفع فيه رجليه بسرعة، ويمد خطوه خلاف مشية المختال، وكل ذلك برفق، وتثبت دون عَجَلة، كما قال القاضي عياض رحمه الله تعالى (5).

(1) رواه الترمذي في "الشمائل المحمدية"(ص: 113)، وكذا رواه في "سننه"(3638).

(2)

الصبب: ما انحدر من الأرض.

(3)

رواه الترمذي في "الشمائل المحمدية"(ص: 31).

(4)

رواه الترمذي في "الشمائل المحمدية"(ص: 38) عن هند بن أبي هالة.

(5)

انظر: "الشفا" للقاضي عياض (1/ 129).

ص: 374

وروى ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي مشيًا يعرف فيه أنه ليس بعاجز ولا كسلان (1).

والذي تلخص من الآيات والأحاديث: أن الأدب في المشي الاقتصاد والتوسط بين الإسراع الحثيث، وبين التماوت والاختيال.

وقد يحسن أحد الطرفين كالاختيال في الحرب، وكالإسراع إلى حضور جنائز الصالحين خشية الفوات، كما تقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم أسرع إلى سعد بن معاذ رضي الله عنه إسراعًا كليًا.

ومن هذا القبيل قول الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى: [من المنسرح]

حَدَّثَنَا شَيْخُنَا الْكِنَانِيْ

عَنْ أَبِهِ صاحِبِ الْخَطابَهْ

أَسْرِعْ أَخَا الْعِلْمِ فِيْ ثلاثٍ

الأَكْلِ وَالْمَشْيِ وَالْكِتَابَهْ (2)

وقوله: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: 19]؛ أي: اخفض من صوتك عند الملأ، كما رواه ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى.

والأدب في رفع الصوت أن يقتصر منه على قدر الحاجة في إسماع المخاطب.

(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(4/ 61).

(2)

انظر: "شذرات الذهب" لابن العماد (8/ 55).

ص: 375