الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
الفائدة الخامسة: حفظ العبد في نفسه، وأولاده، وأهله، وعشيرته، وجيرانه:
تقدم في صدر الكتاب في الحديث الوارد في الدعاء عند النوم: "إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِيَ فَارْحَمْهَا، وإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْها بِما تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِيْنَ"(1).
وقال الله تعالى: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} [الكهف: 82].
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: حفظًا بصلاح أبيهما، ولم يذكر عنهما صلاحا. رواه الإمام عبد الله بن المبارك، والإمام أحمد؛ كلاهما في "الزهد"، وغيرهما، وصححه الحاكم (2).
وقيل: كان بينهما وبين الأب الصالح سبعة آباء (3).
وقال محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى: إن الله يحفظ بصلاح العبد ولده، وولد ولده، وعترته، وعشيرته، وأهل دويرات حوله، فما يزالون في حفظ الله ما دام فيهم. رواه ابن المبارك، وابن أبي شيبة (4).
(1) تقدم تخريجه.
(2)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 112)، والحاكم في "المستدرك"(3395).
(3)
رواه الطبري في "التفسير"(16/ 6) عن جعفر بن محمد.
(4)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 112)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(35415).
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: إن الله يصلح بصلاح الرجل ولده، وولد ولده، ويحفظه في دويرته والدويرات حوله، فما يزالون في ستر من الله وعافية. رواه ابن أبي حاتم.
وقال كعب: إن الله يخلف العبد المؤمن في ولده ثمانين عامًا. رواه الإمام أحمد في "الزهد".
بل روى الطبراني في "معجمه الكبير" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ يَدْفَعُ بِالْمُسْلِمِ الصَّالِحِ عَنْ مِئَةِ أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ جِيْرانِهِ الْبَلاءَ"(1).
وروى ابن المبارك عن خيثمة رحمه الله تعالى قال: إن الله تعالى ليطرد بالرجل الشيطان من الآدر (2).
أي: لصلاحه، وكثرة ذكره لله عز وجل، وتلاوته القرآن.
وأنشد أبو القاسم إسحاق الختلي في كتاب "الديباج" عن محمد ابن يزيد لمحمود الوراق رحمه الله تعالى: [من الطويل]
رَأَيْتُ صَلاحَ الْمَرْءِ يُصْلحُ أَهْلَهُ
…
وَيُعْدِيْهِمُ داءُ الْفَسَادِ إِذَا فَسَدْ
(1) رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(4080). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(8/ 164): رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" وفيه يحيى بن سعيد العطار، وهو ضعيف.
(2)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(1/ 112)، وابن أبي شيبة في "المصنف"(35020).