الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الولد، وحمد الله على الموهبة، وتسميته إسماعيل لأنه ولد على كبر سنه.
وقال الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90]، انتهى (1).
قلت: ومما اتفق لشيخ الإسلام الوالد من اللطائف - وقد بُشِّر بولد على كبر سنه - قوله: [من مجزوء الرجز]
قَدْ بَشَّرُونِي بِغُلامٍ
…
قُلْتُ إِذْ صَحَّ الْخَبَرْ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
…
وَهَبَ لِي عَلى الكِبَرْ
*
فائِدَةٌ ثالِثَةٌ:
من الأمور الميسِّرة للعبد بسلوك طريق الصالحين والتشبه بهم: ما رواه البخاري في "تاريخه"، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَغاثَ مَلْهُوفاً كَتَبَ اللهُ لَهُ ثلاثاً وَسَبْعِينَ مَغْفِرَةً؛ واحِدَةٌ فِيها صَلاحُ أَمْرِهِ كُلِّهِ، وَثِنْتانِ وَسَبْعونَ لَهُ دَرجاتٌ فِي الْجَنَّةِ"(2).
وروى أبو نعيم عن عبد الواحد بن زيد رحمه الله تعالى قال: من
(1) وانظر: "المنتظم" لابن الجوزي (13/ 55)، و"البداية والنهاية" لابن كثير (11/ 103).
(2)
رواه البخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 350) وقال: كان شعبة يتكلم في زياد ابن حسان، والبيهقي في "شعب الإيمان"(7670) واللفظ له.
قدر على بطنه قدر على دينه، ومن قوي على بطنه قوي على الأخلاق الصالحة، ومن لم يعرف مضرته في دينه من قِبَلِ بطنه فذاك رجل من العابدين أعمى (1).
وعن مالك بن دينار رحمه الله تعالى قال: قال داود عليه السلام: معاشر الأنبياء (2)! تعالوا أعلمْكم خشية الله؛ أيما عبد منكم أحب أن يحيا ويرى الأعمال الصالحة فليحفظ عينه أن تنظر إلى السوء، ولسانه أن ينطق بالإفك، عين الله إلى الصديقين، وهو يسمع لهم (3).
وفي كتاب الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71].
قال الحسن: سديداً: صدقاً. رواه الفريابي، وعبد بن حُميد (4).
وقال [قتادة]: عدلاً. رواه عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم (5).
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(6/ 157).
(2)
في "حلية الأولياء": "الأتقياء" بدل "الأنبياء".
(3)
رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(2/ 359).
(4)
ورواه ابن أبي حاتم في "التفسير"(3/ 878).
(5)
رواه الطبري في "التفسير"(22/ 53)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3158).
وروى هؤلاء، وابن أبي شيبة عن عكرمة في الآية قال: قولوا: لا الله إلا الله (1).
ورواه البيهقي في "الأسماء والصفات" عنه، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (2).
فالتقوى، والعدل، والصدق، وذكر الله تعالى أعظم مُعين على تحصيل مقام الصالحين.
وروى ابن أيي الدنيا في "التقوى" عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر إلا سمعته يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70] " (3).
وروى سمُّويه في "فوائده" عن سهل بن سعد رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب الناس، أو علَّمهم لا يَدَعُ هذه الآية:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} إلى قوله: {فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70 - 71](4).
(1) رواه الطبري في "التفسير"(22/ 53)، وابن أبي حاتم في "التفسير"(10/ 3158).
(2)
رواه البيهقي في "الأسماء والصفات"(1/ 218).
(3)
كذا عزاه ابن كثير في "لتفسير"(3/ 522) إلى ابن أبي الدنيا، وقال: غريب جداً، ورواه البيهقي في "الزهد الكبير" (ص: 350).
(4)
ورواه الروياني في "مسنده"(1060)، وانظر:"الدر المنثور" للسيوطي (6/ 667).