الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد روى أبو نعيم في "الحلية" بإسناد ضعيف، عن علي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله! أوصني، فقال:"قُلْ: رَبِّيَ اللهُ، ثُمَّ اسْتَقِمْ "، قلت: ربي الله، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب، قال:"لِيَهْنِكَ [العلم] يا أَبا الْحَسَنِ، لَقَدْ شَرِبْتَ الْعِلْمَ شُرْبا، وَنهلْتَهُ نَهْلًا"(1).
وقال أبو إسحاق الفَزَاري: ما أردت أمراً قط فتلوت عنده هذه الآية إلا عزم علي الرشد؛ {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)} [هود: 88]. رواه أبو الشيخ (2).
ومن هنا نحسن المقال في تفصيل ما للصَّالحين من الخلال:
1 - فمنها: الإخلاص
، وإحضار النية في جميع الأعمال، والأقوال، والأفعال.
قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ} [البينة: 5].
وروى الشيخان، وغيرهما عن عمر رضي الله تعالى عنه: أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّما الأَعْمالُ بِالنّيَّاتِ، وإِنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَىْ"(3).
وروى الإمام أحمد في "الزُّهد" عن سلمان الفارسي رضي الله
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(1/ 65).
(2)
كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور"(4/ 468) إلى أبي الشيخ في "العظمة".
(3)
تقدم تخريجه.
تعالى عنه قال: "لكل امرئ جَوَّانِيّ وبَرَّانِىٌّ؛ فمن يصلح جَوَّانِيَّهِ يصلح الله بَرَّانِيَّهِ، ومن يفسد جَوَّانِيَّه يفسد الله بَرَّانِيَّه"(1).
وعن الحسن رحمه الله تعالى قال: لا يزال العبد بخير ما دام إذا قال قال لله (2).
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" عن مُطَرِّف رحمه الله تعالى قال: إذا استوت سريرة العبد وعلانيته، قال الله عز وجل: هذا عبدي حقًا (3).
وروى ابن أبي الدُّنيا في كتاب "الإخلاص والنية" عن محمَّد بن الوليد قال: من عمر بن عبد العزيز برجل في يده حصى يقول: اللهم زوجني من الحور العين، فقام عليه عمر فقال: بئس المخاطب أنت، ألا ألقيت الحصا، وأخلصت إلى الله تعالى الدُّعاء (4).
وعن الحسن رحمه الله تعالى في قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)} [العنكبوت: 27]؛ قال: بنيته الصادقة؛ كتب بها الأجر في الآخرة (5).
(1) تقدم تخريجه.
(2)
رواه ابن المبارك في "الزهد"(2/ 17).
(3)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 239).
(4)
رواه ابن أبي الدنيا في "الإخلاص والنية"(ص: 38)، ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/ 287).
(5)
ذكره أبو طالب المكي في "قوت القلوب"(2/ 275).
وعن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: من هم بصلاة أو صيام أو حج أو عمرة أو غزو، فحِيْل بينه وبين ذلك، بلَّغه الله ما نوى (1).
واعلم أنَّ الصَّالحين لا يتحركون بحركة إلا بنية حسنة، ولا يتم التشبه بهم إلا بحسن النية والإخلاص، وإصلاح القلب.
وقد قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: لا يشبه الزي الزي حتى تشبه القلوب القلوب. رواه ابن أبي شيبة، وغيره (2).
وروى ابن أبي الدُّنيا عن أبي يزيد المديني قال: كان من دعاء أبي بكر الصِّديق رضي الله تعالى عنه: اللَّهُمَّ هب لي إيماناً ويقيناً ومعافاة ونية (3).
وعن أبي عمران الجَوني موقوفاً عليه، ومتصلاً، عن أنس
رضي الله تعالى عنه قال: تصعد الملائكة بالأعمال فتصف في سماء الدُّنيا، فينادي الملك: ألق تلك الصحيفة، ألق تلك الصحيفة، وينادي الملك: ألق تلك الصحيفة، ألق تلك الصحيفة، فتقول الملائكة عليهم السلام: ربنا! قالوا خيراً، وحفظناه عليهم، قال: فيقول الله تعالى: لم يرد به وجهي، وينادي الملك: اكتب لفلان كذا وكذا، فيقول: يا رب!
(1) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء"(8/ 52).
(2)
تقدم تخريجه.
(3)
رواه ابن أبي الدنيا في "اليقين"(ص: 7).