الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على مسرتي لا تصحبه؛ فإنه لك عدو (1).
وقال داود عليه السلام مثله، إلا أنه قال: وارتد لنفسك أخداناً، وكل خِدْنٍ لا يوافقك على مسرتي فلا تصحبه؛ فإنه لك عدو، ويقسى قلبك، ويباعدك مني (2).
54 - ومنها: إجراء أحكام الناس على الظاهر، وكِلَةُ سرائرهم إلى الله تعالى:
روى البخاري عن عتبة بن عبد الله بن مسعود قال: سمعت عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول: إن ناسًا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرًا أَمِنَّاهُ، وقرَّبناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءاً لم نأْمَنْهُ، ولم نصدقه، وإن قال: إن سريرته حسنة (3).
55 - ومنها: الخوف، والرجاء، واعتدالهما، أو ترجيح الخوف إلا عند الموت، فيرجح الرَّجاء
.
قال الله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ
(1) انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/ 160)، وكذا رواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: 85)، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (ص: 56).
(2)
انظر: "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/ 160)، وكذا ذكره أبو طالب المكي في "قوت القلوب"(2/ 361).
(3)
رواه البخاري (2498).
عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 50 - 49].
وقال تعالى: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء: 57].
وروى البخاري عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَىْ أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ، وَالنَّارُ بِمِثْلِ ذَلِكَ"(1).
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوْبَةِ مَا طَمعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ"(2).
وروى عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد"، والبيهقي في "الشعب" عن ثابت البناني رحمه الله تعالى، [عن مطرف] (3) قال: لو وَزَنَ خوف المؤمن رجاءه، ما رجَحَ أحدُهما على صاحبه (4).
وعن شعبة قال: لو وُزِنَ خوف المؤمن ورجاؤه، ما زاد خوفه على رجائه، ولا رجاؤه على خوفه (5).
(1) رواه البخاري (6123).
(2)
رواه مسلم (2755).
(3)
زيادة من "شعب الإيمان" للبيهقي (1024).
(4)
رواه الإمام أحمد في "الزهد"(ص: 239)، والبيهقي في "شعب الإيمان"(1024).
(5)
رواه البيهقي في "شعب الإيمان"(1026).