الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَدْعُونَ (1)؛ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا (2)؛ ومنه: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ (3) أى: الله كاف عبده؛ لأنّ إنكار النفى نفى له، ونفى النفى إثبات؛ وهذا مراد من قال:«إنّ الهمزة فيه للتقرير بما دخله النفى لا بالنفي» .
(1/ 593) ولإنكار الفعل صورة أخرى، وهى نحو: أزيدا ضربت أم عمرا؟
لمن يردّد الضرب بينهما. والإنكار: إمّا للتوبيخ، أى: ما كان ينبغى أن يكون؛ نحو: أعصيت ربّك؟ أو لا ينبغى أن يكون؛ نحو: أتعصى ربّك؟ أو للتكذيب أى: لم يكن؛ نحو: أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ (4)، أو لا يكون؛ نحو:
أَنُلْزِمُكُمُوها (5) والتهّكم نحو: أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا (6)، والتحقير؛ نحو: مّن هذا؟ والتهويل؛ كقراءة ابن عباس- رضى الله عنه-:
ولقد نجينا بنى إسرائيل من العذاب المهين من فرعون (7) بلفظ الاستفهام، ورفع «فرعون»؛ ولهذا قال: إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ، والاستبعاد؛ نحو: أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ (8).
(1/ 595)
ومنها: الأمر
، والأظهر: أنّ صيغته من المقترنة باللام؛ نحو:
«ليحضر زيد» وغيرها؛ نحو: أكرم عمرا، ورويد (9) بكرا، موضوعة لطلب الفعل استعلاء؛ لتبادر الفهم عند سماعها إلى ذلك المعنى.
(1/ 597) وقد تستعمل لغيره؛ كالإباحة؛ نحو: جالس الحسن أو ابن سيرين، والتهديد؛ نحو: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ (10)، والتعجيز؛ نحو: فَأْتُوا
(1) الأنعام: 40.
(2)
الأنعام: 14.
(3)
الزمر: 36.
(4)
الإسراء: 4.
(5)
هود: 28.
(6)
هود: 87.
(7)
الدخان: 30 - 31.
(8)
الدخان: 13 - 14.
(9)
فالمراد بصيغته: ما دل على طلب فعل غير كف استعلاء سواء كان اسما أو فعلا.
(10)
فصلت: 40.