الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(1/ 244) وكثيرا ما يخرج على خلافه.
إخراج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر
فيجعل غير السائل كالسائل: إذا قدّم إليه ما يلوّح له بالخبر؛ فيستشرف له استشراف الطالب المتردّد؛ نحو: وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (1).
(1/ 247) وغير (2) المنكر كالمنكر: إذا لاح عليه شيء من أمارات الإنكار؛ نحو (3)[من السريع]:
جاء شقيق عارضا رمحه
…
إنّ بنى عمّك فيهم رماح
(1/ 248) والمنكر كغير المنكر (4): إذا كان معه ما إن تأمّله ارتدع؛ نحو:
لا رَيْبَ فِيهِ (5).
(1/ 241) وهكذا اعتبارات النّفى.
ثم الإسناد:
(1/ 257) 1 - منه: حقيقة عقلية، وهى: إسناد الفعل- أو معناه- إلى ما هو له عند المتكلّم، فى الظاهر؛ كقول المؤمن: أنبت الله البقل، وقول الجاهل: أنبت الرّبيع البقل، وقولك: جاء زيد، وأنت تعلم أنه لم يجىء.
(1/ 263) 2 - ومنه: مجاز عقلىّ، وهو: إسناده إلى ملابس له غير ما هو له بتأوّل.
وله (6) ملابسات شتّى: يلابس الفاعل، والمفعول به، والمصدر، والزمان،
(1) المؤمنون: 27.
(2)
أى ويجعل غير المنكر كالمنكر.
(3)
البيت لحجل بن نضلة الباهلى، وهو شاعر جاهلى، والبيت فى «دلائل الإعجاز» للجرجانى، ص 304، 312 و «الإيضاح» للقزوينى، (6)، والمصباح لبدر الدين بن مالك (1/ 20).
(4)
أى: ويجعل المنكر كغير المنكر.
(5)
البقرة: 2.
(6)
أى للفعل، أو معناه.
والمكان والسبب:
فإسناده إلى الفاعل أو المفعول به- إذا كان مبنيّا له حقيقة كما مرّ.
وإلى غيرهما- للملابسة-: مجاز؛ كقولهم: عيشة راضية، وسيل مفعم، وشعر شاعر، ونهاره صائم، ونهر جار، وبنى الأمير المدينة.
(1/ 268) وقولنا: «بتأوّل» : يخرج ما مرّ من قول الجاهل؛ ولهذا لم يحمل نحو قوله (1)[من المتقارب]:
أشاب الصّغير وأفنى الكبي
…
ر كرّ الغداة ومرّ العشى
على المجاز؛ ما لم يعلم أو يظنّ بأنّ قائله لم يرد ظاهره؛ كما استدلّ على أنّ إسناد «ميّز» فى قول أبى النّجم [من الرجز]:
ميّز عنه قنزعا عن قنزع
…
جذب اللّيالى أبطئ أو أسرعي (2)
مجاز بقوله عقيبه [من الرجز]:
أفناه قيل الله للشّمس اطلعى
(1/ 272) وأقسامه أربعة: لأنّ طرفيه:
إمّا حقيقتان: نحو: أنبت الربيع البقل.
أو مجازان: نحو: أحيا الأرض شباب الزّمان.
أو مختلفان: نحو: أنبت البقل شباب الزمان، وأحيا الأرض الربيع.
(1/ 274) وهو فى القرآن كثير: وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً (3)،
(1) البيت للصلتان العبدى أورده بدر الدين بن مالك فى المصباح ص 144 بلا عزو، وعبد القاهر الجرجانى فى أسرار البلاغة ص 244.
(2)
أورده بدر الدين بن مالك فى المصباح ص 145، وفخر الدين الرازى فى نهاية الإيجاز ص 182، وعزاه لأبى النجم.
وميز عنه: أى: عن الرأس. القنزع: أي: الشعر المجتمع فى نواحى الرأس. جذب الليالى:
أى: مضيها واختلافها. أبطئ أو أسرعى: حال من الليالى، على تقدير القول، أى: مقولا فيها.
(3)
الأنفال: 2.
يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ (1)، يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما (2)، يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدانَ شِيباً (3)، وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (4).
(1/ 275) وهو غير مختصّ بالخبر، بل يجرى فى الإنشاء؛ نحو يا هامانُ ابْنِ لِي صَرْحاً (5).
(1/ 275) ولا بدّ له من قرينة:
لفظيّة: كما مرّ.
أو معنويّة: كاستحالة قيام المسند بالمذكور:
عقلا: كقولك: محبّتك جاءت بى إليك.
أو عادة: نحو: هزم الأمير الجند.
وكصدوره عن الموحّد فى مثل [من المتقارب]:
أشاب الصّغير
…
(1/ 276) ومعرفة حقيقته:
إمّا ظاهرة: كما فى قوله تعالى: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ (6) أى: فما ربحوا فى تجارتهم.
وإمّا خفيّة: كما فى قولك: سرّتنى رؤيتك، أى: سرّنى الله عند رؤيتك، وقوله [من مجزوء الوافر]:
يزيدك وجهه حسنا
…
إذا ما زدته نظرا (7)
أى: يزيدك الله حسنا فى وجهه.
(1) القصص: 4.
(2)
الأعراف: 27.
(3)
المزمل: 17.
(4)
الزلزلة: 2.
(5)
غافر: 36.
(6)
البقرة: 16.
(7)
البيت لأبى نواس الشاعر، أورده فخر الدين الرازى فى نهاية الإيجاز ص 177 بلا عزو.