الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ
رَوَى أبو هريرةَ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إِنَّ الحَمِيمَ لَيُصَبُّ عَلَى رُءُوسِهِمْ، فيَنْفُذُ الجُمْجُمةَ، حَتَّى يَخْلُضَ إِلَى جَنْبِهِ، فيَسِيلُ ما في جَوْفِهِ عَلَى قَدَمَيْهِ، وَهُوَ الصَّهْرُ، ثُمَّ يُعادُ كَما كانَ"
(1)
.
قوله: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21)} ؛ أي: سِياطٌ من حديد، واحدتُها: مِقْمَعةٌ، سُمِّيَتْ بذلك لأنه يُقْمَعُ بها المضروبُ؛ أي: يُذَلَّلُ، وأصلها من قولهم: قَمَعْتُ رَأْسَهُ: إذا ضربتَه ضَرْبًا عنيفًا.
فصلٌ
عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} : "لَوْ وُضِعَ مِقْمَعٌ مِنْ حَدِيدٍ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ الثَّقَلَانِ ما أَقَلُّوهُ مِنَ الأَرْضِ"
(2)
.
قال الحسن: إنّ النار تَرميهم بِلَهَبِها، حتى إذا كانوا في أعلاها ضُرِبُوا
= الشمسَ متى تغرب: إذا ارتقب غروبَها، اصْطَهَر الحرباءُ وصَهَرَتْهُ الشمسُ: إذا تَلأْلأَ ظَهْرُهُ من شدة حَرِّ الشمس، عَدَلَ: مال عنها.
التخريج: ديوان الأخطل ص 265، ديوان ذي الرمة ص 1898، أساس البلاغة: ربأ، التذكرة الحمدونية 2/ 292.
(1)
رواه الإمام أحمد في المسند 2/ 374، والترمذي في سننه 4/ 10 أبواب صفة جهنم، باب ما جاء في صفة شراب أهل النار.
(2)
هذا جزء من حديث رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 29، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 388 كتاب صفة النار، وينظر: الجامع الصغير 2/ 427، الدر المنثور 4/ 350، كنز العمال 14/ 523.
بمقامعَ فهَوَوْا فيها سبعين خريفًا، فإذا انتَهوا إلى أسفلها ضَرَبهم زَفيرُ لهبِها، فلا يستقرُّون ساعةً، فذلك قولُه تعالى:{كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا} يعني: كلما حاوَلوا الخروجَ من النار، لِما يَلْحَقُهُمْ من الغمِّ والكَرْب الذي يأخُذ بأنفاسِهم، رُدُّوا إليها بالمقامع، ويقول لهم خَزَنة النار:{وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22)} والحريق: اسمٌ من الاحتراق.
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا} يعني: في الجِنان {مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ} وهي: جمعُ سِوار. {وَلُؤْلُؤًا} : قَرأَ أهلُ المدينة وعاصمٌ الجَحْدري
(1)
هاهنا وفي سورة الملائكة: {وَلُؤْلُؤًا} ،
(2)
بالنَّصب على معنى: ويُحَلَّوْنَ لؤلؤًا، واستدَلُّوا بأنها مكتوبةٌ في جميع المصاحف بالألف هاهنا، وقَرأَ الباقون بالخفض: عطفًا على الذهب، ثم اختلفوا في وجهِ إثبات الألف، فقال أبو عَمْرو
(3)
: أُثبِتت فيه كما أُثبِتت في: قالوا وكالوا. وقال الكِسائي
(4)
: أثبتوها فيه للهمزة؛ لأنّ الهمزةَ حرفٌ من الحروف، وأمّا يعقوبُ فإنه قَرأَها هاهنا بالنصب، وفي "فاطر": بالخفض رجوعًا إلى المصحف؛ لأنه كُتِبَ في جميع المصاحف هاهنا بالألف وهناك بغير ألف، وأبو بكرٍ يترُك الهمزةَ الأولى من
(1)
عاصم بن العجاج الجحدري أبو المجشر البصري، قرأ على يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم، وروى عن أبي بكرة وعمر بن عبد العزيز، روى عنه هارون النحوي وغيره، وكان ثقة من عباد البصرة وقرائهم، توفِّي سنة (129 هـ). [غاية النهاية 1/ 349، لسان الميزان 3/ 220، إكمال الكمال 7/ 212، 213].
(2)
فاطر 33.
(3)
ينظر قوله في جامع البيان 17/ 178، الكشف والبيان 7/ 15، البرهان للزركشي 1/ 384.
(4)
ينظر قوله في جامع البيان 17/ 178، الكشف والبيان 7/ 15، البرهان للزركشي 1/ 384.
اللُّؤلؤ، ويحقِّقُ الثانية في جميع القرآن
(1)
.
قوله تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا} يعني: في الجنان {حَرِيرٌ (23)} وهو الإِبْرِيسَمُ الذي حُرِّمَ لُبْسُهُ في الدنيا على الرجال، رُوِيَ عن عُمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لَبِسَ الحَرِيرَ في الدنيا لم يلبَسْه في الآخرة، ومن لم يلبَسْه في الآخرة لم يدخُل الجنة؛ لأنّ اللَّه سبحانه وتعالى يقول: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} "
(2)
.
{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} يريد: لا إلَه إلا اللَّه، والحمدُ للَّه، واللَّهُ أكبر، وقيل: إلى القرآن {وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24)} : أُرْشِدُوا إلى الإسلام، وهو دِينُ اللَّه وطريقُه، والحميدُ: هو المحمودُ في أفعاله.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} : عطفٌ بالمستقبل على الماضي؛ لأنّ الصَّدَّ بمعنى: دوام الصِّفة لهم، ومعنى الآية: وهم يصُدُّون ومِن شأنهم الصَّدُّ، نظيرها قولُه تعالى:{الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}
(3)
.
وقيل
(4)
: لفظُه مستقبَلٌ ومعناه المُضِيُّ، أي: وصَدُّوا عن سبيل اللَّه. وقال
(1)
ينظر: السبعة ص 435، 534. 535، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 117، 118، النشر 2/ 326، تفسير القرطبي 12/ 29، البحر المحيط 6/ 335، الإتحاف 2/ 273، 393.
(2)
رُوِيَ هذا الحديثُ عن أكثر من صحابي، فقد رُوِيَ عن عُمَرَ وأبي سعيد الخدري وأنس وعقبة بن عامر وابن الزبير وأبي أمامة، ينظر: المسند 1/ 37، 39، 3/ 23، 101، 281، البخاري 7/ 44، 45 كتاب اللباس، صحيح مسلم 6/ 142 كتاب اللباس والزينة/ باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة على الرجل.
(3)
الرعد 28، وهذا القول قاله الفراء في معاني القرآن 2/ 221، وينظر: جامع البيان 17/ 181، البحر المحيط 6/ 336، الدر المصون 5/ 139.
(4)
قاله الفارسي في الإغفال 1/ 354، والخبر على هذا الرأي والرأي السابق محذوف تقديره:"معذبون"، وينظر: التبيان ص 938، 939، البحر المحيط 6/ 336، الدر المصون 5/ 13.
الخليل
(1)
: الواو إقحامٌ، ومعناه: يصُدُّون.
ويجوزُ أن يكونَ المعنى: إنّ الذين كفَروا فيما مضَى وهم الآن يصُدُّون معَ ما تقدَّم من كفرهم، والمعنى: يمنَعون الناسَ عن طاعة اللَّه {وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ؛ أي: وعن المسجد الحرام {الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ} المُقيم {وَالْبَادِ} الطارئُ المُنْتابُ إليه من غيره. قَرأَ حفصٌ والأعمش: {سَوَاءً} بالنصب بإيقاع الجَعْل عليه؛ لأنّ الجَعْلَ يتعدَّى إلى مفعولَيْن، وقَرأَ الآخَرون:{سَوَاءً} بالرَّفع
(2)
على الابتداء، وما بعدَه: خبرُه، وتمامُ الكلام عندَ قوله:{لِلنَّاسِ} قال ابنُ الأنباري
(3)
: {جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ} وتُرفَعُ {الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} بمعنى: {سَوَاءً} كما تقول: رأيتُ زيدًا قائمًا أبوه.
ورُوِىَ عن بعض القُرّاء أنه قرأ: {سَوَاءً} بالنصب {الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ} بالخَفْض
(4)
على معنى: جَعَلْناه للناسِ: العاكفِ فيه والبادِ
(5)
، وقَرأَ أبو عَمْرٍو ووَرْش:{وَالْبادِي} بياءٍ في الوصل فقط، وقَرأَ ابنُ كثيرٍ: بياءٍ في
(1)
الجمل المنسوب للخليل ص 288، وهو بغير نسبة في إعراب القرآن للنحاس 3/ 93، وذكر الأنباري أنه قول الكوفيين في البيان 2/ 173، وينظر: البحر المحيط 6/ 336، الدر المصون 5/ 139.
(2)
ورَوَى أبو بكر عن عاصم: {سَواءٌ} بالرَّفع، ينظر: السبعة ص 435، الكشف عن وجوه القراءات 2/ 118، القرطبي 12/ 34، التيسير ص 157، البحر 6/ 336، الإتحاف 2/ 273.
(3)
إيضاح الوقف والابتداء ص 784.
(4)
هذه قراءة الأعمش في رواية القُطَعِيِّ، ينظر: إعراب القرآن للنحاس 2/ 397، تفسير القرطبي 12/ 34، البحر المحيط 6/ 336.
(5)
يعني أن {الْعَاكِفُ} نعت للناس أو بدل منه، ينظر: إيضاح الوقف ص 784، إعراب القرآن 3/ 93، 94، الحجة للفارسي 3/ 168.
الحالتَيْن، وقَرأَ الباقونَ بغير ياءٍ في الحالتَيْن
(1)
.
قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} يعني: المسجدَ الحرام، نزلت هذه الآيةُ في عبد اللَّه بن أَنيس بن خَطَل
(2)
، قَتَلَ رجلًا من الأنصار، وارتدَّ عن الإسلام، وهرب إلى مكةَ كافرًا، فنزلت فيه
(3)
: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ} شرطٌ وجزاء، يعني: لَجأَ إلى الحرم {بِإِلْحَادٍ} ؛ أي: بِمَيْلٍ عن الإسلام وبِظُلْمٍ، فيدخل إلى الحرم من أجل القِصاص منه مشركًا {نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25)} جوابُ الشرط، والمعنى: أنه يريد إلحادًا بظلم، وهو الميل إلى الظلم، والباءُ فيه زائدةٌ، كقوله تعالى:{تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ}
(4)
؛ أي: أنبتت الدهن
(5)
، وقيل
(6)
: معنى {يُرِدْ} أراد به: بأن يُلْحِدَ بظلم، كما قال الشاعر:
(1)
قرأ: {الْبادِي} بياء في الوصل فقط أبو عمرو وأبو جعفر ونافع في رواية ابن جماز وورش وإسماعيل بن جعفر عنه، وقرأ بإثبات الياء وصلًا ووقفًا ابن كثير ويعقوب، وقرأ الباقون ونافع في رواية المسيبي وابن أبي أويس بغير ياء لا في الوصل ولا في الوقف، ينظر: السبعة ص 436، حجة القراءات ص 475، التيسير ص 158، الإتحاف 2/ 274.
(2)
هو عبد العزى بن خطل وقيل: هلال بن خطل، أسلم وسماه الرسول عبد اللَّه وهاجر للمدينة، وبعثه الرسول ساعيًا ومعه رجل من خزاعة فَقَتَلَ الخُزاعِيَّ وهرب إلى مكة، وقال الشعر يهجو به النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان فتح مكة تعلق بأستار الكعبة، فأمر الرسول بقتله. [الأنساب 5/ 29، سبل الهدى والرشاد 5/ 224].
(3)
ينظر في سبب نزولها: عين المعاني ورقة 85/ ب، الدر المنثور 4/ 351.
(4)
المؤمنون 20.
(5)
قال بزيادة الباء: الأخفشُ في معاني القرآن ص 414، وأبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 48، 56، وابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ص 250، قال النحاس:"وهذا عند أبي العباس خطأ؛ لأنه لا يزاد شيء لغير معنى". معاني القرآن للنحاس 4/ 395.
(6)
قاله الفراء والزَّجّاج، معاني القرآن للفراء 2/ 222، معاني القرآن وإعرابه 3/ 421.
14 -
أُرِيدُ لأَنْسَى ذِكْرَها فَكَأنَّما
…
تَمَثَّلُ لِي لَيْلَى بِكُلِّ سَبِيلِ
(1)
أراد: بأنْ أنسى، ومعنى الإلحادِ في اللُّغة: العدولُ عن القصد.
قولُه تعالى: {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ (26)} الآيةَ، ومعنى {بَوَّأْنَا} هاهنا: بَيَّنّا له مكانَ البيت، قال الكَلْبي
(2)
: بَعَث اللَّه سحابةً على قَدْر البيت فيها رأسٌ يتكلَّم، فقامت بحِيال البيت وقالت: يا إبراهيم: ابْنِ البيتَ على قَدْرِي
(3)
.
قوله: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ} ؛ أي: أَعْلِمْ ونادِ في الناس: {بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ
(1)
البيت من الطويل لجميل بثينة، وقد ورد في ديوانه بهذه الرواية في صفحة 185، وورد برواية:
تَمَثَّلُ لِي لَيْلَى عَلَى كُلِّ مَرْقَبِ
في ديوانه ص 34، ونُسِبَ أيضًا لكثير عزة، ونسب للمتوكل الليثي، والشاهد فيه: مَجِيءُ اللام بِمعنى الباء.
التخريج: ديوان جميل ص 34، 185، ديوان كثير ص 108، معاني القرآن للأخفش ص 165، معاني القرآن وإعرابه 2/ 155، 3/ 421، المحتسب 2/ 32، البيان 2/ 425، عين المعاني ورقة 85/ ب، تفسير القرطبي 2/ 305، 5/ 148، رصف المباني ص 246، الجنى الداني ص 121، اللسان: رود، مغني اللبيب ص 285، المقاصد النحوية 2/ 249، 3/ 403، شرح شواهد المغني ص 65، 580، خزانة الأدب 10/ 329.
(2)
هو: محمد بن السائب بن بشر بن عمرو أبو النضر الكلبي، نَسّابةٌ راوية مفسر إخباري، شهد وقعة دير الجماجم مع ابن الأشعث، وهو ضعيف الحديث، ولد بالكوفة وتوفي بها سنة (146 هـ)، من كتبه: أخبار ربيعة وأنسابها، الأصنام. [سير أعلام النبلاء 6/ 248، وفيات الأعيان 4/ 309 - 311، الأعلام 6/ 133].
(3)
رواه الحاكم عن عَلِيٍّ رضي الله عنه في المستدرك 2/ 551 كتاب تواريخ المتقدمين، باب ذكر إبر اهيم عليه السلام، وينظر: الوسيط 3/ 266، فتح الباري 6/ 289، الدر المنثور 4/ 352، كنز العمال 2/ 471.
رِجَالًا}؛ أي: رَجّالةً مُشاة على أرجُلِهم، وهو جَمْع راجِلٍ، مثل: قائِمٍ وقِيامٍ وصائِمٍ وصِيامٍ، وقيل: هو جَمْعُ رَجْلى كعَبْدٍ وعِبادٍ، ورَجْلٌ: جَمْعُ راجِلٍ كراكِبٍ ورَكْبٍ
(1)
، وهو منصوبٌ على الحال.
قوله: {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} ؛ أي: ورُكبانًا
(2)
، والضامر: البعير المهزول، والمعنى: يأتوك مُشاةً ورُكْبانًا على كل ضامر {يَأْتِينَ} أراد النُّوق {مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)} ؛ أي: طريقٍ بعيد، وإنما جَمَعَهُ لمكان {كُلِّ}
(3)
، وفي بعض القراءات:{يَأْتُونَ}
(4)
يكونُ للناس، وقال الفَرّاء
(5)
: ويجوز: {وَتَأْتِي} هو على اللفظ، وفي قراءة عبدِ اللَّه بن مسعود
(6)
: {يَأْتُونَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} على معنى: يأتوك رَجّالةً يَأْتُونَ
(7)
. قال ابنُ الأنباري
(8)
: ويجوز في العربية: يَأْتُوا من كلِّ فجٍّ عميق، بالجَزْم على أنْ تجعلَه تابعًا لـ {يَأْتُوكَ} .
(1)
قال النحاس: "يقال في جمع راجِلٍ خمسةُ أوجه: راجِلٌ ورُجّالٌ، مثل: راكِبٍ ورُكّابٍ. . .، وراجِلٌ ورِجالٌ، مثل: قائِمٍ وقِيامٍ، ويقال: راجِلٌ ورَجْلةٌ ورَجْلٌ ورَجّالةٌ، فهذه خمسة". معاني القرآن للنحاس 4/ 398، وقال الأزهري:"الرَّجْلُ: جماعة الرّاجِلِ، وهم الرَّجّالةُ والرُّجّالُ". التهذيب 11/ 29، وينظر: الصحاح ص 1705، اللسان: رجل.
(2)
يعني: أن الجار والمجرور {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} في موضع نصب على الحال، ينظر: البيان 2/ 174.
(3)
يعني: جمع الفاعل في {يَأْتِينَ} لدلالة {كُلِّ} على العموم، قاله مكي في مشكل إعراب القرآن 2/ 97، وينظر: البيان للأنباري 2/ 174، التبيان للعكبري ص 940.
(4)
في الأصل: "يأتونه"، والصواب ما أُثْبِتَ.
(5)
معاني القرآن 2/ 224، وهو معنى كلام الفراء، وليس نصه.
(6)
وهي أيضًا قراءة الضحاك وابن أبي عبلة، ينظر: مختصر ابن خالويه ص 97، تفسير القرطبي 12/ 39، البحر المحيط 6/ 238.
(7)
من أول قوله: "وفي قراءة عبد اللَّه" إلى هنا قاله ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ص 785.
(8)
إيضاح الوقف والابتداء ص 785.