الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاضْطِرابُ والقَلَقُ، يقال: مَرَجَ أمْرُ النّاسِ، ومَرَجَ الدِّينُ، ومَرَجَ الخاتَمُ في إِصْبَعِي، أي: قَلِقَ من الهُزالِ، وفي الحديث:"مَرَجَتْ عُهُودُهُمْ وأماناتُهُمْ".
6 -
في قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}
(1)
، قال الجِبْلي
(2)
: "وقرأ النَّخغِيُّ والشَّعْبِيُّ: {فَلَا تَكْهَرْ} بالكاف، وكذلك هو في قراءة عبد اللَّه بن مسعود، والكَهْرُ في اللغة: القَهْرُ والانْتِهارُ، والكَهْرُ: عُبُوسُ الوَجْهِ والشَّتْمُ، والعربُ تُعاقِبُ بَيْنَ الكاف والقاف، يَدُلُّ عليه حديثُ مُعاوِيةَ بنِ الحَكَمِ الذي تكلَّم في الصلاة: "واللَّهِ ما كَهَرَنِي ولَا ضَرَبَنِي"، يعني: رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم".
ثالثًا: موقفُ الجِبْليِّ من الاستشهاد بكلام العرب
وكلام العرب نَثرٌ وشعر، وسأتكلَّم هنا عن موقفِ الجِبْليِّ من الاستشهاد بالأمثال والشِّعر:
أولًا- استشهاد الجِبْليِّ بالأمثال والأقوال:
الأمثال التي استشهَد بها الجِبْلي تنقسم إلى ثلاثةِ أقسام:
الأول: ما استشهَد به على شرح معنًى لُغَوِيٍّ، ومن أمثلته عنده ما يلي:
1 -
في قوله تعالى: {إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}
(3)
، قال الجِبْلي
(4)
: "أي: لم يَقْرُبْ من أن يراها من شدّة الظُّلُمات، قال الفَرّاء
(5)
: "كاد" صلةٌ، أي: لم يرَها، كما
(1)
الضحى 9.
(2)
البستان 4/ 468.
(3)
النور 40.
(4)
البستان 1/ 343.
(5)
معاني القرآن 2/ 255.
تقول: ما كِدت أعرِفُه، وقال المبرّد
(1)
: لم يرَها إلّا بعد الجَهد، كما يقول القائل: ما كدتُ أراك من الظلمة، وقد رآه ولكنْ بعد بأسٍ وشدة، وقيل: معناه: قَرُبَ من الرؤية ولم يَرَ، كما يقال: كاد العروسُ يكونُ أميرًا، وكاد النعام يطير".
2 -
في قوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا}
(2)
، قال الجِبْلي
(3)
: "وقال ابنُ عبّاس: يريد النَّوْمَ والماءَ، وكذلك قال ثَعْلَبٌ
(4)
: البَرْدُ هاهنا: النَّوْمُ، ومن أمثال العرب:"مَنَعَ البَرْدُ البَرْدَ" يعني: النَّوْمَ؛ أي: أصابني من البَرْدِ ما منعني من النوم".
3 -
في قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}
(5)
، قال الجِبْلي
(6)
: "والطَّبَقُ في اللغة هو: الحال، والعرب تقولُ لِمَن وقع في أمرٍ شديدٍ: وَقَعَ في بَناتِ طَبَقٍ".
الثانِي: ما استشهَد به على حُكمٍ نَحْويٍّ، كاستشهاده على أنّ الألفَ واللام في قوله تعالى:{وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا}
(7)
للجِنس، فقد قال الجِبْلي
(8)
: "والكافر هاهنا: اسمٌ للجنس، ولهذا عُرِّفَ بالألف واللام، تقول العرب: أَهْلَكَ النّاسَ الدِّينارُ والدِّرْهَمُ، ويريدون به الجِنْسَ".
الثالث: ما استشهد به على تفسيرِ آيةٍ، ومن أمثلته عنده:
(1)
الكامل في اللغة والأدب 1/ 195.
(2)
النبأ 24.
(3)
البستان 4/ 255.
(4)
ينظر قوله في الأضداد لابن الأنباري ص 64، الزاهر لابن الأنباري 1/ 197.
(5)
الانشقاق 19.
(6)
البستان 4/ 362.
(7)
النبأ 40.
(8)
البستان 4/ 265.