الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: تَحْزَنُونَ، وهو من الأضداد، تقول العربُ: تَفَكَّهْتُ: إذا تَنَعَّمْتَ، وتَفَكَّهْتُ: إذا حَزِنْتَ، قال أبو عَمْرٍو والكِسائيُّ
(1)
: التَّفَكُّهُ هو: التَّلَهُّفُ على ما فات، وقيل: التَّفَكُّهُ: التَّكلُّمُ فيما لا يَعْنِيكَ، ومنه قيل للمُزاح: فُكاهة".
- لفظُ "الظنِّ": ففي قوله تعالى: {إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ}
(2)
، قال الجِبلي
(3)
: "أي: عَلِمْتُ وأَيْقَنْتُ في الدنيا أَنِّي مُحاسَبٌ في الآخرة، والظَّنُّ يُستعمَلُ في اللُّغة بمعنى: اليقين، ويستوي اللفظُ بحقيقته فيه، ويُسْتَعمَلُ بِمعنى الشَّكِّ، قال أهلُ اللغة: الظَّنُّ من الأَضْداد، يكون يقينًا ويكون شَكًّا، كالرَّجاءِ يكون أَمَلًا ويكون خَوْفًا".
4 - اهتمامُه بتوضيح التصحيف:
ومن أمثلته ما يلي:
- في قوله تعالى: {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}
(4)
، قال الجبلي
(5)
: "قيل: هو في سَماءِ الدنيا، وقيل: في السَّماء الرابعة بِحِذاءِ الكعبةِ يُقالُ له: الضُّراحُ بضادٍ معجَمة، ومَن رواه بالصّاد المهمَلة فقد صَحَّفَ، ذكره ابنُ الأثير في غريبه"
(6)
.
5 - استطرادُه في ذكر أشياءَ بعيدةٍ عن موضوع الآية التي يشرحها:
كان الجِبلي يتطرَّقُ أحيانًا إلى ذِكرِ حكم نَحْويٍّ أو فائدة لُغويّة أو حُكم فِقْهيّ أو غير ذلك ممّا هو خارجٌ عن موضوع الآية التي يتناولها، ومن أمثلة استطراده في ذكر فوائدَ لُغويّة:
(1)
ينظر قولهما في تهذيب اللغة للأزهري 10/ 280، الوسيط للواحدي 4/ 238.
(2)
الحاقة 20.
(3)
البستان 4/ 45.
(4)
الطور 4.
(5)
البستان 3/ 184.
(6)
النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 3/ 81.
- ما أورده في شرحه لقوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ}
(1)
، فقد أورد فصلًا ذَكَر فيه أحاديثَ في فضل النِّكاح، وممّا وَرَد في هذا الفصل قولُه
(2)
: "ويُسْتَحَبُّ له أن يتزوَّج الأبكار، ولا يتزوجَ عجوزًا ولا عاقرًا، لما رُوِيَ عن ابن عُمر رضي الله عنه أنّ رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "عليكم بالأبكار، فإنّهنَّ أعذب أفواهًا وأَنْتَقُ أرحامًا، وأَسْمَنُ أَقْبالًا، وأرضى باليسير من العمل"، ومعنى قوله عليه السلام: "أنتق أرحامًا"؛ يعني: كثيرة الولد، يقال: امرأة ناتِقٌ؛ أي كثيرة الأولاد"، قال الشاعر:
أَبَى لهُمُ أَن يَعرِفُوا الضَّيْمَ أنَّهمْ
…
بَنُو ناتِقٍ كانتْ كثيرًا عِيالُها"
- ما أَوْرده في قوله تعالى: {فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا}
(3)
فقد قال الجِبْلي
(4)
: "أَماراتُها وعلاماتُها منَ انشقاق القمر وخروج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، والأَشْراطُ واحدُها: شَرَطٌ، وأصلُ الإشراطِ: الإعلامُ، يقال: أَشْرَطَ نَفْسَهُ للأمر: إذا جَعَلَ نَفْسَهُ عَلَمًا فيه، وبهذا سُمِّيَ أصحابُ الشُّرَطِ، لِلُبْسِهِم لِباسًا يكون علامةً لهم، ومنه قيل: الشَّرْطُ في البيع وغيره؛ لأنه علامة من المتبايعَيْنِ، ويقال: أَشْرَطَ فُلانٌ نَفْسَهُ في عمل كذا؛ أي: أَعْلَمَها وجَعَلها له، قال أوسُ بن حُجْرٍ يصفُ رَجُلًا يُدَلِّي بحَبْلٍ من رأس جبلٍ إلى نَبِقَةٍ ليقطَعها ويتَّخذَ منها قَوْسًا:
فأَشْرَطَ فيها نَفْسَهُ وهْوَ مُعْصِمٌ
…
وأَلْقَى بأسبابٍ لهُ وتَوَكَّلا".
(1)
النور 32.
(2)
البستان 1/ 327.
(3)
محمد 18.
(4)
البستان 3/ 79.