الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
القياسُ عند الجِبْلي:
إذا نظرنا في "البستان" وجَدْنا أنّ الجِبْليَّ استخدم القياسَ بأقسامه بصورةٍ واضحة في الأحكامِ النَّحويّةِ والأوجُهِ الإعرابيّةِ التي ذكرها، ومن أنواع القياس التي وَرَدت عنده:
أ - حَمْلُ الفَرْع على الأصل، ومن أمثلته عنده:
1 -
صرفُ الممنوع من الصَّرف: ففي قوله تعالى: {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ}
(1)
، قال الجِبْلي
(2)
: "وفيه وجهان، أحدُهما: أَنَّ مِن العرب مَن يَصْرِفُ جَمِيعَ ما لا ينصرف، وهو لغةُ الشعراء؛ لأنهم اضْطُرُّوا إليه في الشِّعْرِ فصَرَفُوهُ، فجَرَتْ على ألسنتهم كذلك، والوجه الآخَر: أنّ هذا الجمعَ أَشْبَهَ الآحادَ؛ لأنهم قالوا: "صَواحِباتُ يُوسُفَ".
2 -
إعلالُ المصدر لإعلال فعله: ففي قوله تعالى: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا}
(3)
، قال الجِبْلي
(4)
: "وظهرت الواو في قوله: {لِوَاذًا} على معنى: لَاوَذْتُ لِواذًا، يقال: لَاوَذَ فُلَانٌ بِفَلَانٍ يُلاوِذُ مُلَاوَذةً ولِواذًا، ولو كان مصدرًا لـ "لُذْتُ" لَقال: لِياذًا، مثلَ: القِيامِ والصِّيام، ويُقال أيضًا: لَاذَ يَلُوذُ لِواذًا ولِياذًا بقلبِ الواو ياءً".
ب - حَمْلُ الأصل على الفَرْع: ومن صُوَره عنده:
(1)
الإنسان 4.
(2)
البستان 4/ 198.
(3)
النور 63.
(4)
البستان 1/ 359.
1 -
في قوله تعالى: {سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى}
(1)
، قال الجِبْلي
(2)
: "و"لا" بمعنى "ليسَ"، وهو: خَبَرٌ، وليس بِنَهْيٍ، إذْ لا يَجُوزُ أن يُنْهَى الإنسانُ عن النِّسيانِ؛ لأنه ليس باختياره، وقال صاحب إنسانِ العَيْن: هو نَهْيٌ، وإثباتُ الأَلِفِ كقول الراجز:
إذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقْ
ولَا تَرَضّاها ولا تَمَلَّقْ
والمعنى: لا تَنْسَ العملَ به".
والحركة بعضُ الحرف، ومع ذلك حُمِل الحرف عليها في الآية على هذا الرأي الذي حكاه الجِبْلي عن صاحب إنسان العَيْن، كما حُمل عليها في البيت.
2 -
حَمْلُ الوَصْلِ على الوقْف: ففي قوله تعالى: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}
(3)
، قال الجِبْلي
(4)
: "وأَسْكَن الهمزةَ فيهما قُنْبُلٌ، وقَرأ الباقونَ بالخفض والتنوين فيهما. . . ومن أَسْكَن الهمزةَ فعلى نيّة الوَقْف".
جـ - حَمْلُ النَّظِيرِ على النَّظِيرِ: ومن أمثلته عندَه:
1 -
ما ذَكَره في قوله تعالى: {حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}
(5)
، فقد قال
(6)
: "وأصل الوِزْرِ: ما حَمَلْتَهُ، فسُمِّيَ السلاحُ وِزْرًا لأنه يُحْمَلُ. . . ولم يُسْمَعْ لأَوْزارِ الحَرْبِ بِواحِدٍ، إلّا أنه على التأويل: وِزْرٌ". فهذا يعني أنه حَمَله على نظيرِه مثلَ حِمْلٍ وأحمال.
(1)
الأعلى 6.
(2)
البستان 4/ 393.
(3)
النمل 22.
(4)
البستان 1/ 450.
(5)
محمد 4.
(6)
البستان 3/ 72.