الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورةُ النمل
مكِّية
وهي أربعة آلاف وسبعمائة وتسعون حرفًا، وألفٌ ومائة وتسع وأربعون كلمةً، وثلاث وتسعون آية.
باب ما جاء في فضل قراءتها
عن أُبَيِّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "من قرأ "طس سليمان" كان له من الأجر عشْر حسنات، بعَدَدِ مَن صَدَّقَ بسليمان عليه السلام، وكَذَّبَ به، وهودٍ وشعيبٍ وصالحٍ وإبراهَيمَ صلى اللَّه عليهم أجمعين، ويخرج من قبره وهو ينادي: لا إله إلا اللَّه محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم"
(1)
.
ورُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ سورة سليمان عليه السلام استغفر له كلُّ شيء خلقه اللَّه بيده، وقال له: كن فكان، سوى الثقلين، وقَبِلَ اللَّهُ استغفارَهم له"
(2)
.
باب ما جاء فيها من الإعراب
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل: {طس} قال ابن عباس
(3)
: هو اسمٌ من أسماء اللَّه
(1)
ينظر: الكشف والبيان 7/ 188، الوسيط 3/ 368، الكشاف 3/ 164، مجمع البيان 7/ 361.
(2)
لم أعثر له على تخريج.
(3)
ينظر قوله في جامع البيان 19/ 160، الكشف والبيان 7/ 188.
-عز وجل أقسم به على أن هذه السورة {تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1)} يعني: وآياتُ كتابٍ مبينٍ، وقيل: الطاء من اللطيف، والسين من السميع، وقال قتادة: هو اسم من أسماء القرآن، وقال مجاهد في الحروف المقطَّعة
(1)
: هي فواتحُ يَفتَتِحُ اللَّهُ بها القرآنَ، وليست من أسمائه.
قوله: {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} بيان: من الضلالة لِمَن عمل به، وبُشْرَى: بما فيه من الثواب للمصدِّقين به أنه من عند اللَّه.
وفي محلهما من الإعراب وجهان، أحدهما: الرفع على خبر الابتداء، أي: هو هُدى، وإن شئت على حذف حرف الصفة، [أي: فيه هدى، ويجوز أن يكون الخبر]
(2)
في قوله تعالى: {لِلْمُؤْمِنِينَ} ، والثاني: النصب على القطع والحال، ويحتمل أن يكون نصبًا على المصدر، تقديره: يَهْدِي هُدًى، ويُبَشِّرُ بُشْرَى
(3)
.
ثم نَعَت المؤمنين، فقال:{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ (3)} الآية، وفي محل {الَّذِينَ} من الإعراب ثلاثة أوجه، أحدها: الخفض على النعت، والثاني: النصب على المدح، والثالث: الرفع على خبر ابتداءٍ محذوف، تقديره: هم الذين.
قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ} يعني: الذين لا يؤمنون بالآخرة {وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)} فـ {هُمُ} الأولى: رفع بالابتداء، والثانية: ابتداء وخبر، و {الْأَخْسَرُونَ}: خبر ابتداء الثانِي، وهما خبر ابتداء الأول.
(1)
ينظر قوله في الوسيط 3/ 368.
(2)
ما بين المعقوفتين زيادة يقتضيها السياق من تفسير القرطبي 13/ 155، ويعني المؤلف بحرف الصفة حرف الجر، ومعنى حذفه أن {هُدًى}: فاعل بالجار والمجرور على مذهب الكوفيين والأخفش.
(3)
ينظر في هذه الأوجه وغيرها: معاني القرآن وإعرابه 4/ 107، الكشاف 3/ 135، الفريد 3/ 671، 672، البحر المحيط 7/ 51، الدر المصون 5/ 294، 295.
قوله: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ} ؛ أي: يُلْقَى عليك القرآنُ وحيًا {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)} ؛ أي: من عند اللَّه الحكيم العليم، ونصب القرآن على الخبر للفعل المجهول
(1)
.
قوله تعالى: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ} يعني: في مَسِيرِهِ من مَدْيَنَ إلى مِصْرَ، وقد أَصْلَدَ زَنْدُهُ
(2)
، قال الزَّجّاج
(3)
: موضع {إِذْ} نصب، والمعنى: اذكر إذ قال موسى؛ أي: اذكر قصته إِذْ قال لأهله، يعني: لامرأته {إِنِّي آنَسْتُ نَارًا} ؛ أي: أَحْسَسْتُ، والإيناس: إِحْساسُ مَأْنُوسٍ به، وقيل
(4)
: أبصرتُ نارًا، فامكثوا مكانَكم، {سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ} ، قرأ أهل الكوفة ويعقوب:{بِشِهَابٍ قَبَسٍ} منونًا على البدل من {شِهابٍ} ، ويحتمل أن يكون نعتًا له، تقديره: بشهابٍ مَقْبُوسٍ، وقرأ غيرهم بالإضافة
(5)
، وهو الاختيار.
ووَجْه قراءة من قرأ بالتنوين أنه بمنْزِلة {شِهَابٌ ثَاقِبٌ}
(6)
، ووجه الإضافة أنه بمنْزِلة "دارُ آجُرٍّ"، قال الزَّجّاج
(7)
: مَن نَوَّنَ جعل القَبَسَ من صفة الشهاب.
(1)
يعني أنه مفعولٌ ثانٍ للفعل المبني للمجهول، والمفعول الأول هو نائب الفاعل، الذي هو الضمير المستتر، وتقديره: أنت.
(2)
الزَّنْدُ والزَّنْدةُ: خَشَبَتانِ يُسْتَقْدَحُ بِهِما، فالسفلى: زَنْدةٌ والأعلى: زَنْدٌ، ويقال: صَلِدَ الزَّنْدُ يَصْلَدُ صَلْدًا وأَصْلَدَ: صَوَّتَ ولم يُخْرِجْ نارًا. اللسان: زند، صلد.
(3)
معاني القرآن وإعرابه 4/ 108.
(4)
قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 92، وينظر أيضًا: جامع البيان 19/ 162، معاني القرآن للنَّحاس 5/ 114.
(5)
قرأ بالإضافة: ابنُ عامر وأبو عمرو ونافع وابن كثير والحسن وأبو جعفر، ينظر: السبعة ص 478، إعراب القراءات السبع 2/ 143، حجة القراءات ص 523، البحر المحيط 7/ 53، الإتحاف 2/ 323.
(6)
الصافات 10.
(7)
معاني القرآن وإعرابه 4/ 108.
ومن أضاف فقال الفرّاء
(1)
: هو مما يضاف إلى نفسه إذا اختلف الاسمان، كقوله:{وَلَدَارُ الْآخِرَةِ}
(2)
.
ومعناه: سآتيكم بشعلة من نار أقتبسها منه، والشهاب: كل ذي نور، نحو الكواكب والعود المُوقَدِ، والقبس: اسمٌ لِما يُقْتبَسُ من الجَمْرِ وما أشبهه، والمعنى: بشهاب من قبس، يقال: قَبَسْتُ قَبْسًا، والاسم: القَبَسُ، كما يقال: قَبَضْتُ قَبْضًا، والاسم: القَبَضُ
(3)
، ويجوز: بشهابٍ قبسًا في غير القرآن، على أنه مصدر أو بيان أو حال
(4)
.
قوله: {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7)} ؛ أي: لكي تستدفئوا من البرد، وكان ذلك في شدة الشتاء، يقال: صَلِيَ بالنّار، واصطلى بها: إذا اسْتَدْفَأَ، وأصل الطاء تاءٌ، فأبدل منها طاءً؛ لأن الطاء مطبِقة، فكان الجمع بينهما حسنًا.
قوله: {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ} ؛ أي: بورِك على مَن في النار، أو فيمن في النار، قال الفراء
(5)
: والعرب تقول: بارَكَهُ اللَّهُ، وبارَكَ عليه، وبارك فيه بمعنًى واحد. والتقدير: مَن في طَلَبِ النار، وهو موسى، فحذف المضاف
(6)
.
وهذا تَحِيّةٌ مِن اللَّه تعالى لِمُوسَى عليه السلام بالبركة، كما حَيّا إبراهيمَ
(1)
معاني القرآن 2/ 286.
(2)
يوسف 109، والنحل 30.
(3)
قاله ابن قتيبة والنَّحاس، ينظر: غريب القرآن لابن قتيبة ص 322، معاني القرآن للنحاس 5/ 115، والقَبَضُ: ما قُبضَ من الأموال، والقَبَضُ: ما جُمِعَ من الغنائم، ينظر: تهذيب اللغة 8/ 350، تفسير القرَطبي 13/ 157.
(4)
قاله القرطبي في تفسيره 13/ 157، ولم يقرأ أحد بالنصب.
(5)
معاني القرآن 2/ 286.
(6)
ينظر: الوسيط للواحدي 3/ 369، البيان للأنباري 2/ 219.
عليه السّلام بالبركة على ألسنة الملائكة حين دخلوا عليه، فقالوا:{رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}
(1)
، وقيل
(2)
: {مَنْ فِي النَّارِ} هم الملائكة، وذلك أن موسى عليه السلام رأى نورًا عظيمًا، وكان فيه ملائكة لهم زَجَلٌ بالتسبيح والتقديس، {وَمَنْ حَوْلَهَا} هو موسى عليه السلام؛ لأنه كان بالقرب منها، ولم يكن فيها، واللَّه تعالى نادى موسى لَمّا توجَّه إلى النار بأنه قد بارك فيه وفي الملائكة الذين كانوا في ذلك النور الذي رآه موسى عليه السلام.
وقال صاحب إنسان العين في معنى قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا}
(3)
: قيل: أراد موسى الذي هو في أمر النار وطلبها، يقال: فيم أنت؟ أي: ما تَطْلُبُ؟ قال الشاعر:
78 -
فبُورِكْتَ مولُودًا، وبُورِكْتَ ناشِئًا
…
وبُورِكْتَ عِنْدَ الشَّيبِ إذْ أنتَ أَشْيَبُ
(4)
وقيل: أراد الملائكةَ كما ذكرنا، وقيل: أراد اللَّهَ سبحانه، والمراد: أَمْرُهُ وكلامُهُ، يقال: قَطَعَ الأميرُ اللصَّ؛ أي: أَمَرَ بقطعه، وقيل:"مَنْ" بمعنى "ما"، يعنى: النور الذي في النار. و"حَوْلَها": منصوب على الظرف.
ثم نَزَّهَ نَفْسَهُ، فقال:{وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8)} ، ثم أخبر اللَّهُ موسى عن نفسه، وتَعَرَّفَ إليه بصفاته وذاته فقال تعالى:{يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9)} الهاء في قوله: {إِنَّهُ} : عماد، وليست بكناية، وهو اسم لا يظهر،
(1)
هود 73.
(2)
ذكره النَّحاس بغير عزو في معاني القرآن 5/ 116.
(3)
عين المعاني ورقة 95/ ب.
(4)
البيت من الطويل، للكميت بن زيد من إحدى هاشمياته يمدح النبي صلى الله عليه وسلم.
التخريج: ديوانه 4/ 187، الكشف والبيان 7/ 190، تاريخ دمشق 50/ 236، 239، تفسير القرطبي 13/ 158، البحر المحيط 7/ 54، الدر المصون 5/ 296.
قاله الفراء
(1)
، وقيل: الكناية في {إِنَّهُ} هو ضمير الشأن والأمر؛ أي: إن الشأن والأمر أن المعبود أنا.
ثم أراه آيةً على قدرته ليشاهد من قدرة اللَّه ما لم يشاهده قَبْلُ، وهو قوله:{وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ} وفي الآية محذوف تقديره: فألقاها فصارت حيةً
(2)
{فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ} قال الزجاج
(3)
: صارت العصا تتحرك كما يتحرك الجانُّ، وهو الحية الأبيض.
وإنما شَبَّهَها بالجانِّ في خفة حركتها، وشَبَّهَها فِي موضع آخرَ
(4)
بالثعبان لِعظَمِها
(5)
{وَلَّى مُدْبِرًا} خوفًا من الحية، {وَلَمْ يُعَقِّبْ (10)}؛ أي: ولم يَرْجِعْ
(6)
، يقال: عَقَّبَ فلان: إذا رَجَعَ، وكل راجِعٍ مُعَقِّبٌ، وقيل
(7)
: معناه: ولم يلتفت، وقيل: معناه: ولم يُقْبِلْ بعد أن وَلَّى، قال الشاعر:
(1)
معاني القرآن 2/ 287، يعني الفرَّاءُ بالعماد: ما يُسَمَّى عند البصريين بضمير الشأن، وهذه التسمية استعملها الفرَّاء وحده من الكوفيين، أما جمهورهم فقد استعملوا مصطلح المجهول، ينظر: مصطلحات النحو الكوفِيِّ ص 47، 48.
(2)
قاله الطبري في جامع البيان 19/ 165، وينظر: الوسيط للواحدي 3/ 369، تفسير القرطبي 13/ 160، البحر المحيط 7/ 55.
(3)
معاني القرآن وإعرابه 4/ 109.
(4)
يعني قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ} . الأعراف 107، والشعراء 32.
(5)
هذا القول حكاه الأزهري عن ثعلب في التهذيب 10/ 496، وينظر: الوسيط 3/ 369، اللسان: جنن.
(6)
قاله مجاهد وأبو عبيدة وابن قتيبة، ينظر: مجاز القرآن 2/ 92، غريب القرآن لابن قتيبة ص 322، جامع البيان 19/ 166، وينظر: معاني القرآن وإعرابه 4/ 109، معاني القرآن للنَّحاس 5/ 117، تهذيب اللغة 1/ 273.
(7)
قاله سفيان وقتادة والفرَّاء والنَّحاس، ينظر: معاني القرآن للفرَّاء 2/ 287، إعراب القرآن 3/ 199، تهذيب اللغة 1/ 273.
79 -
طَلَبَ المُعَقِّبِ حَقَّهُ المَظْلُومُ
(1)
ونصب {مُدْبِرًا} على الحال.
ثم أراه آيةً أخرى، فقال تعالى:{وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} يعني: جَيْبَ المِدْرَعةِ
(2)
من قِبَلِ صدره، وكانت المِدْرَعةُ مِصْرِيّةً، وقيل
(3)
: معنى {فِي جَيْبِكَ} ؛ أي: في قميصك، ولهذا سُمِّيَ القميصُ جَيْبًا؛ لأنه يُجابُ؛ أي: يُقْطَعُ، فكل شيء قطعتَه فقد جَيَّبْتَهُ، فأَدْخَلَ يَدَهُ في جيبه ثم أخرجها، فإذا هي تبرق مثل البرق، فذلك قوله:{تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ (12)} ؛ أي: بَرَصٍ وآفةٍ، ومحل {بَيْضَاءَ} نصب على الحال.
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً} يعني: مضيئة بيِّنةً واضحة، نظيرها قوله تعالى:{وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً}
(4)
، وهو منصوب على الحال، وقوله تعالى:{وَقَالُوا هَذَا} ؛ أي: هذا الذي نراه عِيانًا {سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا} يعني بالآيات، {وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} أنها من عند اللَّه، وأنها ليست بسحر
(1)
هذا عجز بيت من بحر الكامل، للبيد بن ربيعة يصف حمارًا وأَتانَه، وصدره:
حَتّى تَهَجَّرَ فِي الرَّواحِ وَهاجَهُ
اللغة: التهجير: السير في الهاجرة، وهي نصف النهار عند اشتداد الحر، الرواح: السير بعد الزوال، هاجَهُ: أَثارَهُ، المُعَقِّبُ: الذي يَتْبَعُ حَقًا له يَسْتَرِدُّهُ.
التخريج: ديوانه ص 155، معاني القرآن للفرَّاء 2/ 66، أمالي ابن الشجري 1/ 347، 2/ 223، الإنصاف ص 232، شرح شواهد الإيضاح ص 133، شرح المفصل 2/ 24، 46، 6/ 65، 66، عين المعاني ورقة 95/ ب، شرح الكافية للرَّضي 1/ 343، 3/ 481، اللسان: عقب، خزانة الأدب 2/ 242، 245، 8/ 134.
(2)
المِدْرَعةُ: ثوب من صوف مشقوقٌ من المُقَدَّمِ. اللسان: درع.
(3)
قاله قتادة، ينظر: الوسيط 3/ 370، البحر المحيط 7/ 56.
(4)
الإسراء 59.
{ظُلْمًا وَعُلُوًّا} قال الزَّجّاج
(1)
: التقدير: وجحدوا بها ظلمًا وعلوًّا؛ أي: شِرْكًا وتَكَبُّرًا، وهما منصوبان على الحال مثل: أَحْمَدُ اللَّهَ شُكْرًا، وقيل: هما مصدران في موضع الحال
(2)
.
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ} وهو وادٍ بالشام معروفٌ عند العرب
(3)
، وقال كعب
(4)
: هو بالطائف، {قَالَتْ نَمْلَةٌ} عَرْجاءُ تُسَمَّى مُنْذِرةً، لها جناحان:{يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} كان وجه الكلام أن يقول: ادخلي مَسْكَنَكِ، فلما خاطبها بفعل الآدميِّين أجرى فعلها كفعل الآدميين المُمَيِّزِينَ؛ لاختصاصها بخاصيّة الآدميِّين
(5)
كقوله تعالى: {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ}
(6)
، وقد جاء: أكلوني البراغيث، وقرأ أُبَيٌّ:{ادْخُلُنَ مَسَاكِنَكُنَّ}
(7)
، {لَا يَحْطِمَنَّكُمْ
(1)
معاني القرآن وإعرابه 4/ 11.
(2)
والمعنى: جَحَدُوا بِها ظالِمِينَ وعالِينَ، ينظر: التبيان للعكبري ص 1006، الفريد للهمدانِي 3/ 676، الدر المصون 5/ 300.
(3)
قاله قتادة ومقاتل، ينظر: الكشف والبيان 7/ 197، الوسيط 3/ 373، عين المعاني ورقة 95/ ب، تفسير القرطبي 13/ 169.
(4)
قول كعب الأحبار في الكشف والبيان 7/ 97، الوسيط 3/ 37 تفسير القرطبي 13/ 169.
(5)
وخاصِّيَةُ الآدميين هنا هي الكلام والخطاب، قال سيبويه:"وأما {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} و {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} و {يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} فزعم [يعني الخليل] أنه بمنزلة ما يعقل ويسمع لَمّا ذَكَرَهُمْ بالسجود، وصار النمل بتلك المنزلة حين حَدَّثْتَ عنه كما تُحَدِّثُ عن الأناسيِّ. . . فجاز هذا حيث صارت هذه الأشياء عندهم تُؤْمَرُ وتُطِيعُ، وتفهم الكلام وتَعْبُدُ بِمَنْزِلةِ الآدميين". الكتاب 2/ 47، 48 وينظر أيضًا: معاني القرآن للفرَّاء 2/ 35، معاني القرآن للأخفش ص 90، 362، 465، معاني القرآن وإعرابه 4/ 112، إعراب القرآن 3/ 202.
(6)
يوسف 4.
(7)
في الأصل: "مساكنكم"، وانظر قراءة أُبَيٍّ في تفسير القرطبي 13/ 170، والبحر المحيط 7/ 59.