الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّاحِرُ}
(1)
في الزخرف، و {أَيُّهَا الثَّقَلَانِ}
(2)
في الرحمن، قال أبو عليٍّ الفارسي
(3)
: وهذا لا يتَّجه؛ لأن آخرَ الاسم هو الياء الثانية من "أَيُّ"، فينبغي أن يكون المضموم آخرَ الاسم، ولو جاز أن يُضَمَّ الهاءُ -من حيث كان مقترنًا بالكلمة- لَجازَ أن يُضَمَّ الميمُ في "اللَّهُمَّ"؛ لأنه آخر الكلمة، وينبغي ألا يُقرأَ بهذا، ولا يؤخَذَ به.
وقرأ الباقون: "أَيُّها" بالألف في الثلاثة، ووقف أبو عَمْرٍو والكِسائيُّ بالألف فيهن، ووقف الباقونَ على الهاء من غير ألف
(4)
.
فصل
عن ابن عُمر رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أَيُّها الناس، توبوا إلى ربِّكم، فإنِّي أتوبُ إلى اللَّه في كلِّ يوم مائةَ مَرّةً"، رواه مسلمٌ
(5)
= وصلًا، وقرأ أبو عمرو والكسائي ويعقوب:{أَيُّها} بالألف وقفًا، وقرأ ابن عامر ونافع وابن كثير وعاصم وحمزة وأبو جعفر وخلف:{أَيُّهَ} وقفا، ينظر: السبعة ص 455، 586، 620، إعراب القراءات السبع 2/ 107، 302، 337، تفسير القرطبي 12/ 238، 16/ 97، 17/ 169، التيسير ص 161، 162، البحر المحيط 6/ 414، الإتحاف 2/ 296، 457، 511.
(1)
الزخرف 49.
(2)
الرحمن 31.
(3)
الحجة للقراء السبعة 3/ 198، 199.
(4)
قاله ابن الأنباري في إيضاح الوقف والابتداء ص 278 - 280.
(5)
صحيح مسلم 8/ 73 كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه، وينظر: مسند الإمام أحمد 4/ 260، 261، 5/ 411، المعجم الكبير 1/ 302.
عن أبِي بكر بن أبِي شَيْبة عن غُنْدَرٍ
(1)
عن شُعبة
(2)
.
قوله تعالى: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ (32)} هو: جَمْع الأَيِّمِ، وهو: مَن لا زَوْجَ له مِن رَجُلٍ أو امرأةٍ، يقال: رجلٌ أَيِّمٌ وامرأةٌ أَيِّمةٌ
(3)
، والفعل منه: آمَتِ المرأةُ تئيمُ أَيْمًا وأيْمة وأُيُومًا، وتأيَّمت تأيُّمًا، ويقال: فلانةٌ أَيِّمٌ: إذا لم يكن لها زوجٌ، بكْرًا كانت أوثَيِّبًا، والجمع: أَيامَى، والأصل: أَيائِمُ فقُلِبت، ورجلٌ أَيِّمٌ: لا امرأةَ له
(4)
.
قال السُّدِّيُّ
(5)
: مَن لم يكن له زوجٌ من امرأةٍ أو رجل فهو أَيِّمٌ، وهذا قول
(1)
هو: محمد بن جعفر بن داران، أبو عبد اللَّه الهذلي بالولاء، المعروف بغُنْدَرٍ، محدِّث متعبد من أهل البصرة، كان أصح الناس كتابة للحديث، روى عنه أحمد بن حنبل وابن معين، ظل يصوم يومًا ويومًا خمسين سنة، توفِّي سنة (193 هـ). [سير أعلام النبلاء 9/ 98: 102، الأعلام 6/ 69].
(2)
شعبة بن الحجاج بن الورد، أبو بسطام الأزدي العتكي بالولاء، أمير المؤمنين في الحديث، عالِمُ البصرة وشيخها، أول من فتش عن أمر المُحَدِّثينَ وجانَبَ الضعفاءَ والمتروكين، توفي سنة (160 هـ)، من كتبه: الغرائب في الحديث. [وفيات الأعيان 2/ 469، 470، سير أعلام النبلاء 7/ 202 - 228، الأعلام 3/ 164].
(3)
قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 2/ 65، وابن قتيبة في غريب القرآن ص 304، وينظر: إعراب القرآن للنحاس 3/ 135.
(4)
من أول قوله: "آمت المرأة تئيم" قاله ابن السكيت في إصلاح المنطق ص 341.
وقول المؤلف: "والأصل: أيائم فقُلِبَتْ" تابَعَ فيه ابنَ السكيت والأزهريَّ والفارسيَّ في أن "أيامى" مقلوبُ موضعِ العين إلى اللام، وأن وزنه "فَعائِلُ"، ولكن سيبويه ذهب إلى أنه غير مقلوب، وأن وزنه "فَعالَى"، ينظر: الكتاب 3/ 650، تهذيب اللغة 15/ 622، الكشاف 3/ 63، شرح الشافية للرضي 2/ 146، اللسان:"أيم"، البحر المحيط 6/ 144، الدر المصون 5/ 217.
(5)
هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السُّدِّيُّ، أبو محمد القرشي، تابعي سكن =
جماعة المفسِّرين، قال الشاعر:
39 -
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَظْهَرَ دِينَهُ
…
وَسَعْدٌ بِبابِ القادِسِيّةِ مُعْصِمُ
فأُبْنا وَقَدْ آمَتْ نِساءٌ كَثِيرةٌ
…
ونِسْوةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيهِنَّ أيِّمُ
(1)
وقال آخَر:
40 -
فإِنْ تَنْكِحِي أَنْكِحْ وَإنْ تتَأَيَّمِي
…
وَإنْ كُنْتُ أَفْتَى مِنْكُمُ أَتَأَيَّمُ
(2)
= الكوفة، صاحب التفسير والمغازي والسير، كان إمامًا عارفًا بالوقائع والأيام، كان يقعد في سُدّةِ باب الجامع بالكوفة فسمي السُّدِّيَّ، روى عن أنس وابن عباس، توفي سنة (128 هـ). [سير أعلام النبلاء 5/ 264، 265، الأعلام 1/ 317].
(1)
البيتان من الطويل، لرجل من بَجِيلةَ يتهم سعدَ بنَ وَقّاصٍ بأنه لم يقاتل، وأن نساءه لم تتأيم، ويروى أن سعدًا رضي الله عنه دعا عليه وقال: اللهم إن كان كاذبًا فاقطع لسانه ويده، فجاءه سَهْمٌ وهو واقف بين الصَّفَّيْنِ، فوقع في لسانه، فبَطَلَ شِقُّهُ، فلم يتكلم حتى مات، ورواية صدر البيت الأول عند الطبري:
نُقاتِلُ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ نَصْرَهُ
ويروى الثاني: "وَنسْوانُ سَعْدٍ" مكان: "ونسوة سعد".
اللغة: مُعْصِمٌ: لازم مقيم، أَعْصَمَ الرَّجُلُ بصاحبه إعصامًا: لزمه خوفًا من السقوط.
التخريج: ديوان بني أسد 2/ 599، تاريخ الطبري 3/ 577، 580، الجليس الصالح الكافي 1/ 579، المذكر والمؤنث لابن الأنباري 1/ 140، الزاهر 1/ 167، الأضداد للأنباري ص 332، الكشف والبيان 7/ 89، تاريخ مدينة دمشق 20/ 344، 345، البداية والنهاية 7/ 45، الكامل في التاريخ 2/ 315.
(2)
البيت من الطويل، لم أقف على قائله، ويروى عجزه:
يَدَ الدَّهْرِ ما لم تنكحي أتأيمُ
اللغة: تَأَيَّمَ الرَّجُلُ وتَأَيَّمَتِ المرأةُ: مَكَثا زمانًا لا يتزوجان، يَدَ الدهرِ يقال: لا أفعله يَدَ الدهر أي: لا أفعله أبدًا.
التخريج: مجاز القرآن 2/ 65، الأضداد لابن الأنباري ص 332، الزاهر 1/ 166، =