الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كما اهتمُّ النّحاة بشيءٍ أَدَقُّ في هذا المَجالِ، وهو إعرابُ مشكِلات القرآن، وألَّفُوا فيه كتبًا مستقِلّةً، ويأتي في مقدّمتها: مشكِلُ إعراب القرآن لِمَكِّيِّ بن أبي طالبٍ القَيْسي.
وقد كان اهتمامي بإعرابِ القرآن كبيرًا، وأحمَد اللَّهَ أنْ وفَّقني إلى تحقيق كتاب في هذا المجال، وهو:
البستان في إعراب مشكِلات القرآن
لأبي العباس أحمَدَ بن أبي بكرٍ بن عُمرَ بن أبي الخَيْر بن أبي الهَيْثم الجِبْلِيِّ المعروف بالأحنَف أو ابنِ الأحنَف اليمَنيِّ
المتوفَّى سنةَ (717 هـ).
ومن الأسباب التي دفعَتْني إلى تحقيق هذا الكتاب:
1 -
عنوان الكتاب، فقد كان أوَّلَ ما دفَعَني إلى تحقيق هذا الكتاب عنوانُهُ، وهو إعرابُ مشكِلات القرآن، ذاك المجال الذي أحببته حُبًّا شديدًا منذ سني دراستي في كلية اللُّغة العربية.
2 -
كونُه لِعالِمٍ من علماء اليمن، ذلك القُطر العربِيُّ الإسلاميُّ الذي أَنْجب علماءَ في شتّى المجالاتِ العلميّة، خَدَموا الإسلام والعربيّةَ على مَرِّ العصور، فاليمن بلدٌ لمْ ينَلْ ما يستحِقُّه من اهتمام الباحثين، ولمْ يكشف الكثيرَ من أسرار خزائنه العلميّة التي تحوي كنوزًا كثيرةً جِدًّا من المخطوطات في مختلَف مجالات العلوم الإسلاميّة والعربيّة، تلك الكنوز التي لمْ ترَ النُّورَ بعدُ، وما تزال حبيسةَ هذه الخزائن التي تنتشر في اليمن.
3 -
أنّ هذا الكتابَ يكشف النِّقابَ عن عالِمٍ مُبَرِّزٍ من علماء اليمن، ربما لمْ يسمَعْ به أحدٌ من قبلُ، وهذا راجعٌ فيما يبدو إلى الطّبيعة الخاصّة ببلاد اليمن، أو إلى قلّة مؤلَّفاته، أو إلى عدم ذُيوعِها بين الناس.
4 -
أنّ الكتاب له أهميّةٌ خاصّةٌ في نفسه، فهو حافلٌ بآراءِ العلماء في إعراب القرآن، فقد بَلَغت عنايةُ المؤلِّف بهذه الآراء مبلغًا كبيرًا، كما أنه اهتمَّ باللّغة اهتمامًا واضحًا، واستعان بها في إعرابه وشرحه للآيات القرآنيّة، كما اهتمَّ المؤلِّفُ بالاستشهادِ بكلام العرب، وخاصّةً الشِّعرَ، فزادت شواهدُه النَّحويّةُ واللُّغويّةُ على ستِّمائة بيت، بخلاف ما أَوْرده من أبياتٍ ومقطوعات في الزُّهد والحِكمة ونحوهما.
أمّا الصُّعوباتُ التي واجهَتْني في أثناء تحقيقي لهذا الكتاب، فهي كثيرةٌ، ولكن اللَّه عز وجل يَسَّرَ لي أمري، وأعانني عليها، ومن أهمِّ هذه الصِّعاب:
1 -
أنّني لمْ أعثُرْ على نسخةٍ كاملةٍ لهذا الكتاب، بل الموجودُ منه جزءٌ يبدأ بسورة الأنبياء، وينتهي بآخرِ القرآن الكريم، وهي نسخةٌ وحيدة، ولكنّها تمتاز بأنّها منقولةٌ من نسخةِ المؤلِّف، ومقابَلةٌ عليها، وبها تصحيحاتٌ وتعليقات.
2 -
أنّ هذه النُّسخةَ المذكورةَ توجد صورة منها في دار الكتُب المصريّة، وبها نقصٌ من آخِرها، إِذْ تنتهي بسورةِ الجنِّ، فبحثتُ عن بقيّتِها، ونَظَرتُ في فهارِسِ المكتبات، حتى عثرتُ على مصوَّرةٍ من المخطوط ذاتِه، وهي محفوظةٍ بمركز البحث العلميِّ وإحياء التّراث الإسلاميِّ بجامعة أُمِّ القرى بالمملكة العربيّة السُّعودية، وهي تنتهي بآخِر القرآنِ الكريم، فطلبتُ إلى بعض الإخوة الأفاضل، فزوَّدوني بها، ممّا شجَّعني على المُضيِّ في عملي في التحقيق.
ولكن، على الرَّغم من أنّ الكتابَ لم يَصِلْ إلينا كاملًا، إلّا أنه مهمٌّ جدًّا في مجالِهِ، وهو إعرابُ مشكِلات القرآن؛ لأنه رَسَم صورةً واضحةً إلى حَدٍّ بعيد
لشخصيّة مؤلِّفِهِ النَّحويّةِ، فالمؤلِّفُ كان كأكثرِ العلماء المتأخِّرين يمزُجُ بين آراءِ البصريِّين والكوفيِّين في اختياراته النَّحوية، ولكنّه كان أكثرَ ميلًا إلى المذهب الكوفِيِّ في هذه الاختيارات والآراءِ النَّحوية، وهذا مُبَيَّنٌ في الفصل الأول من القسم الأول من هذه الدراسة.
3 -
أنّ الكتابَ حافلٌ بالنُّقول عن العلماء في النَّحو واللُّغة وغيرهما، ومنها نُقولٌ عن كتُبٍ مفقودةٍ لمْ تَصِلْ إلينا، ومنها: كتُبٌ لا تزال مخطوطةً، منها: كتابُ "عَيْنُ المعاني في تفسير السَّبع المثاني"، ومختصرُه "إنسانُ العَيْن" لمحمد بن طَيْفور الغَزْنَويِّ الشجاوَنْدي المتوفَّى في منتصَف القرن السادس الهجريِّ تقريبًا.
وقد تكوَّنَ هذا البحثُ من قسمَيْن، تسِبقُهما مقدِّمةٌ، وتعقُبُهما خاتَمة.
- أمّا المقدِّمة فقد اشتملت على أهميّة الموضوع وأسباب اختياري له، والصُّعوباتِ التي واجهتني في تحقيقه.
- وأمّا القسم الأول: فهو قسمُ الدِّراسة، وقد جاء بعُنوان "الجِبْلِيُّ وكتابُه البُستان في إعرابِ مشكِلات القرآن"، وقد اشتمل على فصلَيْن:
- الفصل الأول: الجِبْلِيُّ - حياتُهُ وآثارُهُ، وقد اشتمل على ثمانيةِ مباحثَ هي:
المبحث الأول: كُنيتُه واسمُه ونَسَبه ولقبُه.
المبحث الثاني: مولدُه.
المبحث الثالث: عصرُه.
المبحث الرابع: شيوخُه وتلاميذُه.
المبحث الخامس: مَنْزِلتُه العلميّة.
المبحث السادس: آثارُه ووفاته.
المبحث السابع: موقفُه من أصول النَّحو.
المبحث الثامن: مذهبُه النَّحويُّ واختياراتُه.
- الفصل الثاني: كتابُ "البستان في إعراب مشكِلات القرآن"، وقد اشتمل على ستةِ مباحثَ هي:
المبحث الأول: عُنوان الكتاب، وتوثيقُ نسبتِهِ للجِبْليِّ، وموضوعه.
المبحث الثاني: مصادرُه.
المبحث الثالث: منهجُ الجِبْليِّ فيه.
المبحث الرابع: المصطلَحاتُ النَّحويّةُ في "البستان".
المبحث الخامس: العِلّةُ النَّحويّة في "البستان".
المبحث السادس: ملحوظاتٌ على الكتاب.
- وأمّا القسم الثانِي: فهو قسمُ التحقيق، وقد اشتمل على:
- وَصْفِ نُسخة المخطوط.
- منهج التحقيق.
- نماذجَ مصوّرةٍ من المخطوط.
- النصِّ المحقَّق.
وقد حَقَّقْتُ الكتابَ مُتَّبِعًا المنهجَ العلميَّ في تحقيق المخطوطات، وبَيَّنْتُ ذلك في القسم الثاني: قسم التحقيق، وذلك في منهج التحقيق.
- وأمّا خاتَمةُ الدِّراسة فقد اشتملت على أهمِّ ما توصَّلتُ إليه من نتائجَ فيها.
- وأمّا الفهارسُ فقد اشتملت على أحدَ عشَرَ فِهرِسًا، هي:
1 -
فِهرِسُ الشّواهد القرآنيّة.
2 -
فِهرِسُ القراءاتِ القرآنيّة.
3 -
فِهرِسُ الأحاديثِ والآثار.
4 -
فِهرِسُ الأقوال والأمثال ونحوِها.
5 -
فِهرِسُ الأشعارِ والأرجاز.
6 -
فِهرِسُ الأعلام.
7 -
فِهرِسُ القبائل والطوائف والجماعات.
8 -
فِهرِسُ الأماكن والمواضع والبُلدان والمياه.
9 -
فِهرِسُ الكتب المذكورة في النَّص.
10 -
فِهرِسُ المصادرِ والمراجع.
11 -
فِهرِسُ الموضوعات.
وعَمَلًا بقولِ النبيِّ المصطفى صلى الله عليه وسلم: "مَن لمْ يَشْكُرِ النّاسَ لمْ يَشْكُرِ اللَّهَ عز وجل"، فإنني -بَعْدَ شُكْرِ اللَّه تعالى- أتقدَّمُ بجزيل الشُّكر وعظيم الامتنان لأساتذتي الأجِلّاء في كليّة اللّغة العربيّة بالمَنُوفيّة - جامعة الأزهر، وأخصُّ منهم حضَرات السّادةِ العلماء: الأستاذ الدكتور/ أحمد محمد عبد اللَّه.
والأستاذ الدكتور/ السيّد محمد عبد المقصود.
والأستاذ الدكتور/ حمزة عبد اللَّه النَّشَرْتي.
والأستاذ الدكتور/ أمين عبد اللَّه سالم.
كما أتقدُّم بوافر الشُّكر وأَجْزَلِه للعالِمَيْنِ الفاضلَيْن: سعادةِ الأُستاذ الدكتور تركي ابن سهو العتيبي، وسعادة الأُستاذ الدكتور سَيْف بن عبد الرحمن العريفي، الأستاذَيْنِ بكليّة اللُّغة العربيّة بجامعةِ الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد زَكَّيا الكتابَ للنَّشر بمركز الملك فيصل.
كما أنّني أُهدي هذا العملَ إلى والدي رحمه الله وإلى والدتي بارك اللَّه لنا في عمُرِها، كما أنّني أشكر لزوجتي وأولادي لِقاءَ ما تحملوه معي بسبب انشغالي عنهم بهذا العمل وغيره.
وبعدُ. . فهذا ما اجتهدتُ فيه من أَجْل تحقيق هذا الكتاب، وإخراجِه على هذه الصُّورة، فاللَّهَ أسألُ أن يجعلَ هذا العمل خالصًا لوجهِه الكريم، وأن يجعَلَه في ميزان حسناتي يوم القيامة.
{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} .
أحمد محمّد الجِنْدي
عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بالمَنُوفية/ جامعة الأزهر
وكلية اللغة العربية بالرياض/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية