الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصلٌ
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ جَلِيسِ السوءِ كمَثَلِ [صاحب]
(1)
الكِيرِ، إِنْ لم يُحْرِقْ ثيابَك يَعْبَقْ بِكَ رِيحُهُ"
(2)
.
وقال مالكُ بن دينار
(3)
: إنك إنْ تنقُل الحجارةَ معَ الأبرار خيرٌ لك من أن تأكلَ الخَبِيصَ مَعَ الفُجّارِ.
قوله تعالَى: {وَقَالَ الرَّسُولُ} ؛ أي: ويقولُ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فِي ذلك اليوم: {الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا (30)} يعنِي: قالوا فيه غيرَ الحق، وزعموا أنه شِعرٌ وسحر، مأخوذٌ من الهُجْرِ، وهو القول السيِّئ، وقيل: من الهِجْرانِ؛ أي: أَعْرَضُوا عنه وتركوه، فلم يؤمنوا به، ولمْ يعملوا بِما فيه، قَرأَ نافعٌ وأبو عَمْرو والبَزِّيُّ:{قَوْمِيَ} بفتح الياء
(4)
، وأسكنها الباقون.
= التخريج: روضة العقلاء ونزهة الفضلاء ص 102، الكشف والبيان 7/ 131، تفسير القرطبي 13/ 26.
(1)
ما بين المعقوفتين زيادة يقتضيها السياق.
(2)
رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 408، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 61 كتاب الأدب: باب الجليس الصالح.
(3)
أبو يحيى البصري، مولى سامة بن لؤي بن غالب، معدود في ثقات التابعين، قليل الحديث، حَدَّثَ عن أنس بن مالك وابنِ جبير وابن سيرين والحسن، كان يكتب المصاحف بالأجرة، ولا يأكل شيئًا من الطيبات، توفي بالبصرة سنة (131 هـ)، وقيل:(127 هـ). [سير أعلام النبلاء 5/ 362 - 364، الأعلام 5/ 260، 261]، وينظر قوله فِي الكشف والبيان 7/ 132، تفسير القرطبي 13/ 27، والخبيص: نوع من الحَلْواء المخلوطة.
(4)
قرأ بفتح الياء أيضًا أبو جعفر وروح، وقرأ الباقون وابن كثير في غير رواية البزي لإسكانها، ينظر: السبعة ص 464، إعراب القراءات السبع 2/ 122، الإتحاف 2/ 308.