الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحثُ السادس ملحوظاتٌ على الكتاب
أولًا: ملحوظاتٌ على المنهج:
ومنها نُقولُه عن العلماء:
هناك ملحوظاتٌ في نُقول الجِبْلي عن العلماء، تتمثَّل فيما يأتي:
أ- أخطاءٌ في النُّقول عن العلماء:
وممّا أخطأَ فيه الجِبْليُّ: نُقُولُهُ التي نَقَلها من كتابِ الجُمَل في النَّحو المنسوب خَطَأً للخليل بن أحمد، وقد نَقَل الجِبْلي أربعةَ عشَرَ نصًّا عن هذا الكتاب، ونسبها للخليل بن أحمد، وهو في الحقيقة كتابٌ آخَرُ اسمه "المُحَلَّى في وجوه النَّصب" لابن شُقَيْرٍ البغداديِّ المتوفَّى سنة (317 هـ)
(1)
، وهذه الآراءُ في أغلبها آراءٌ كوفيةٌ؛
(1)
هو: أبو بكر أَحْمَدُ بن الحسن بن الفَرَجِ بن شُقَيْرٍ النحويُّ البغدادي، أخذ عن أَبِي العباس المُبَرِّدِ وأَبِي جعفر الطبري وأَحْمَدَ بنِ ناصحٍ، وكان في طبقة ابن السَّرّاجِ ومَبْرَمانَ، قال السيرافِيُّ:"وفي طبقتهما [يعني ابن السراج ومبرمان] ممن يَخْلِطُ علم البصريين بعلم الكوفيين: أبو بكر بن شُقَيْرٍ وأبو بكر بن الخياط". اهـ، ومن مؤلفات ابن شقير أيضًا بخلاف كتابه المحلى: المذكر والمؤنث -المقصور والممدود- مختصر في النحو، قال ياقوت:"قرأت في كتاب ابن مسعدة أن الكتاب الذي يُنْسَبُ إلى الخليل، ويُسَمَّى الجُمَلَ من تصانيف ابن شقير هذا".
ينظر في ترجمة ابن شقير: أخبار النحويين البصريين للسيرافي ص 109، معجم الأدباء لياقوت 3/ 11، الفهرست لابن النديم ص 91، إنباه الرواة للقفطي 1/ 69، 70، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 4/ 309، الوافي بالوفيات 6/ 349، بغية الوعاة للسيوطي =
لأن صاحبها الحقيقيَّ أبا بكرٍ بنَ شُقير كان من أوائل من خلطوا بَيْنَ المذهبَيْن: البصريِّ والكوفي، ويُمْكِنُ أن نلتمس العذر للجِبْلي في نسبته تلك النصوصَ للخليل؛ لأنه قد شاع بين الناس أن هذا الكتاب للخليل بن أحمد.
وهذه الآراءُ قمتُ بتخريجها من كتاب الجُمَل المنسوب للخليل، ولكنَّني حَرصتُ على التنبيه في كلِّ موضع -تقريبًا- على أنّ هذا الكتابَ منسوب خَطَأً للخليل بن أحمد، وحَرصتُ -في أغلب هذه المواضع- على تبيين اتّجاه هذا الرأي إن كان بَصْريًّا أو كوفيًّا.
- فمن الآراء التي نَقَلها الجِبْلي عن كتابِ الجُمَل المنسوب للخليل:
1 -
قال الجِبلي
(1)
: "قوله: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا}
(2)
؛ أي: ضياءً، والواو هاهنا زائدةٌ لا موضعَ لها؛ لأنها دخلت حَشْوًا، ومنه قولُ امرئ القيس:
فلَمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ، وانْتَحَى
…
بِنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفافٍ عَقَنْقَلِ
معناه: انتحى، فأُدخِلت الواو حَشْوًا وإقحامًا، هكذا قاله الخليل
(3)
".
2 -
قال الجِبْلي
(4)
: "قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ
= 1/ 302، هدية العارفين للبغدادي 1/ 58، الأعلام 1/ 110، معجم المؤلفين 1/ 196، وينظر: تحقيق نسبة كتاب المحلى أو الجمل لابن شقير ما كتبه الدكتور/ فائز فارس في مقدمة تحقيقه لكتاب المحلى في وجوه النصب لابن شقير ص 30 - 33.
(1)
البستان 1/ 193.
(2)
الأنبياء 48.
(3)
الجمل في النحو المنسوب للخليل ص 288.
(4)
البستان 1/ 238.