الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى: نبعَثُ الخلقَ كما بدأناه؛ أي: قُدرتُنا على الإعادة كقدرتنا على الابتداء، والخلق هاهنا: مصدرٌ، لا بمعنى المخلوق.
قوله: {وَعْدًا عَلَيْنَا} نصبٌ على المصدر؛ أي: وَعَدناكم ذلك وعدًا علينا
(1)
{إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)} الإعادةَ والبعثَ.
فصلٌ
عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: دَخَلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعندي عجوزٌ من بني عامر، فقال:"مَنْ هذه العجوزُ يا عائشةُ؟ "، فقلتُ: إحدى خالاتِي، فقالت العجوزُ: ادْعُ اللَّهَ أن يُدخلَني الجنةَ، فقال لها:"إنّ الجنةَ لا يَدْخُلُها العُجُزُ"، فأخَذ العجوزَ ما أخَذَها، فقال عليه السلام: "إنّ اللَّه عز وجل يُنْشِئُهُنَّ خَلْقًا غيرَ خَلْقِهِنَّ، قال اللَّه تعالى:{إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً. . .} الآيةَ
(2)
، قال: "إنكم تُحشَرون يومَ القيامة عُراةً حُفاةً غُرْلًا غُلْفًا، فأولُ من يُكْسَى إبراهيمُ عليه السلام خليلُ اللَّهِ عز وجل
(3)
"، فقالت عائشةُ رضي الله عنها: واسَوْأَتاه! أفلا يَحتشمُ الناسُ بعضهم بعضًا؟! فقال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}
(4)
، ثم قَرأَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:{كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} كيومَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"
(5)
.
(1)
يعني أنه مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة الخبرية قبله، ينظر: التبيان ص 929، البحر المحيط 6/ 318.
(2)
الطور 35، والحديث رواه الطبراني في المعجم الأوسط 5/ 357، وينظر: الشمائل المحمدية ص 200، الكشف والبيان 6/ 312.
(3)
في الأصل: "إبراهيم خليل اللَّه عز وجل".
(4)
عبس 37.
(5)
هذا حديث آخرُ، رواه الإمام أحمد بسنده عن السيدة عائشة في المسند 6/ 53، 90، والبخاري في صحيحه 7/ 195 كتاب الرقاق/ باب الحشر، ومسلمٌ في صحيحه 8/ 156 كتاب الجنة وصفة نعيمها/ باب فناء الدنيا.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105)} يعني: أمةَ محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين العاملينَ بطاعة اللَّه يرِثون الجنة، كقوله:{يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ}
(1)
.
قرأ الأعمشُ وحمزةُ
(2)
وخَلَفٌ
(3)
: {الزَّبُورِ} بضمِّ الزاي
(4)
، وقرأ الباقون بالنصب
(5)
، وهي بمعنى المَزْبور، كالحَلُوب والرَّكوب، يقال: زَبَرْتُ الكتابَ: إذا كَتَبْتَهُ
(6)
.
واختلفوا في معنى الزَّبور والذِّكر، فقال سعيدُ بن جُبَير
(7)
ومجاهدٌ
(8)
(1)
المؤمنون 11.
(2)
حمزة بن حبيب بن عمارة التيمي بالولاء، أبو عمارة الزيات، أحد القراء السبعة، كان يجلب الزيت إلى حلوان، والجوز والجبن إلى الكوفة، توفِّي سنة (156 هـ). [غاية النهاية 1/ 261 - 263، الأعلام 2/ 277].
(3)
خلف بن هشام البَزّارُ، أبو محمد الأسديُّ، أحد القراء العشَرة، كان عالمًا عابدًا ثقة، اشتهر ببغداد، سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد وتصدر للإقراء والرواية، توفي سنة (229 هـ). [غاية النهاية 1/ 272 - 274، سير أعلام النبلاء 10/ 576 - 580، الأعلام 2/ 311].
(4)
بضم الزاي، جمع: زِبْرٍ: كقِدْرٍ وقُدُورٍ، ينظر: السبعة ص 431، حجة القراءات ص 471، التيسير ص 98، الإتحاف 1/ 526، 2/ 268.
(5)
يعني: بفتح الزاي.
(6)
قال الأزهري: قال أبو عبيدة: زَبَرْتُ الكتابَ وذَبَرْتُهُ: إذا كتبتَهُ. قال: وقال الأصمعيُّ: زَبَرْتُ الكتابَ: كتبتُهُ، وذَبَرْتُهُ: قَرَأْتُهُ"، تهذيب اللغة: زبر 13/ 196، وينظر: الصحاح: زبر 1/ 308.
(7)
سعيد بن جبير بن هشام الأسدي بالولاء، أبو عبد اللَّه الكوفي، كان أعلم التابعين، حبشي الأصل، أخذ العلم عن ابن عباس وابن عمر، قتله الحجاج بواسط سنة (95 هـ)، قال ابن حنبل: قتل الحجاج سعيدًا وما على وجه الأرض أحد إلّا وهو مفتقر إلى علمه. [سير أعلام النبلاء 4/ 321 - 343، الأعلام 3/ 93].
(8)
مجاهد بن جبر أبو الحجاج المكي المخزومي بالولاء، تابعي من أهل مكة، شيخ القراء =