الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
عن كعب بن مالك، قال: قلت: يا رسول اللَّه: ماذا تقول في الشعر؟ فقال عليه السلام: "إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، والذي نفسي بيده، لَكأنَّهُم يَنْضَحُونَهم بالنَّبْل"
(1)
.
وعن أُبي بن كعب، قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: "إن من الشِّعْرِ لَحِكْمةً"
(2)
.
وعن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول: "الشعر كلام، فمنه حسن ومنه قبيح، فخُذِ الحسنَ ودَعِ القبيحَ"
(3)
، وعن الشعبي قال
(4)
: كان أبو بكر يقول الشعرَ، وكان عُمَرُ يقول الشعرَ، وكان عَلِيٌّ أَشْعَرَ الثلاثة.
وعن حسان بن ثابت قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "اهْجُهُم - أو: هاجِهِم، ورُوحُ القُدُسِ معك"
(5)
، فقال حسان بن ثابت لأبي سفيان
(6)
مُجِيبًا عن النَّبِيِّ عليه السلام:
(1)
رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 456، 6/ 387، والبيهقي في السنن الكبرى 10/ 239 كتاب الشهادات: باب شهادة الشعراء، وينظر: المعجم الكبير 19/ 76، كنز العمال 3/ 580، 862.
(2)
رواه الإمام أحمد في المسند 3/ 456، 5/ 125، والبخاري في صحيحه 7/ 107 كتاب الأدب: باب ما يجوز من الشعر، والدارمي في سننه 2/ 297 كتاب الاستئذان: باب في "إن من الشعر حكمة".
(3)
رواه البخاري في الأدب المفرد ص 185، وينظر: فتح الباري 10/ 445، كنز العمال 3/ 577.
(4)
ينظر: الوسيط 3/ 366، تاريخ دمشق 42/ 520، أنساب الأشراف ص 152، البداية والنهاية 8/ 9.
(5)
رواه الإمام أحمد في المسند 4/ 299، 302، والبخاري في صحيحه 5/ 51 كتاب المغازي: باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، 7/ 109 كتاب الأدب: باب هجاء المشركين، ومسلم في صحيحه 7/ 163 كتاب فضائل الصحابة: باب فضائل حسان بن ثابت.
(6)
هو: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، اسمه المغيرة، ابن عم الرسول، وأخوه من =
77 -
هَجَوتَ مُحَمَّدًا فأَجَبتُ عنهُ
…
وعِندَ اللَّهِ في ذاكَ الجزاءُ
هَجَوتَ مُبارَكًا بَرًّا حَنيفًا
…
أَمينَ اللَّهِ شيمتُهُ الوفاءُ
فإنَّ أَبي ووالدتي وعِرضي
…
لِعِرضِ مُحمَّدٍ منكُم وِقاءُ
أَتَهجوهُ ولستَ لهُ بِكُفءٍ
…
فشرُّكما لخيرِكما الفِداءُ
فمَن يَهجو رسولَ اللَّهِ مِنكُمْ
…
ويَمدَحُهُ ويَنصُرُهُ سَواءُ
لِساني صارِمٌ لا عَيبَ فيهِ
…
وبَحري لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ
(1)
وهذه الأبيات في قصيدة له، أنشدها قبل فتح مكة.
قوله: {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} يعني: شعراء المؤمنين لم يشغَلْهم الشعر عن ذكر اللَّه تعالى، ولم يجعلوا الشعر هَمَّهُمْ، و {كَثِيرًا}: نعت لمصدر محذوف، تقديره: وذكروا اللَّه ذِكْرًا كثيرًا {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} قال مقاتل: انتصروا من المشركين؛ لأنهم بَدَءُوا بالهجاء.
ثم أَوْعَدَ شعراءَ المشركين، فقال:{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} يعني: الذين أشركوا وهَجَوْا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين {أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)} يعني: أيَّ مَرْجِعٍ يرجِعون إليه بعد مماتهم، قال ابن عباس: إلى جهنم والسعير، يعني: أنهم ينقلبون إلى نار جهنم يخلدون فيها.
= الرضاع، كان يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، ثم أسلم وثبت مع الرسول يوم حنين، توفِّي سنة (20 هـ). [الإصابة 7/ 151، الأعلام 7/ 276].
(1)
الأبيات بترتيب مختلف في ديوان حسان ص 76، وينظر: السيرة النبوية لابن هشام 4/ 878، 879، المقتضب 2/ 135، الزاهر لابن الأنباري 2/ 63، إعراب القرآن للنَّحاس 2/ 353، 3/ 154، 217، الاقتضاب 2/ 19، 3/ 36، 37، عين المعاني ورقة 95/ أ، شرح شواهد المغني ص 850.
و {أَيِّ} : منصوب بقوله: {يَنْقَلِبُونَ} لا بقوله: {سَيَعْلَمُ} ؛ لأنه اسم أقيم مقام المصدر
(1)
، تقديره: ينقلبون انقلابًا، تقدم المصدر على الفعل، والنحويون يقولون:{مُنْقَلَبٍ} : ظرف أو مصدر لـ {يَنْقَلِبُونَ} ، ولا يعمل في الاستفهام ما قبله، والعلة في ذلك أن الاستفهام معنًى، وما قبله معنًى آخر، فلو عمل فيه ما قبله لدخل بعضُ المعاني في بعض
(2)
، واللَّه أعلم.
* * *
(1)
أقيم مقام المصدر لأنه أضيف إلى المصدر وهو {مُنْقَلَبٍ} ، ينظر: البحر المحيط 7/ 47.
(2)
من أول قوله: "ولا يعمل في الاستفهام ما قبله" قاله النَّحاس في إعراب القرآن 3/ 196.