‌6 - تركه آيات بدون إعراب أو شرح: - البستان في إعراب مشكلات القرآن - جـ ١

- وفي قوله تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا}

(1)

، قال الجِبْلي

(2)

: "أي: فُتِّتَتْ فَتًّا، ولُتَّتْ لَتًّا، كما يُبَسُّ السَّوِيقُ ويُلَتُّ، قال الشاعر:

فانْبَسَّ حَيّاتُ الكَثِيبِ الأَهْيَلِ

والبَسِيسةُ عندَ العرب: الدَّقيقُ أو السَّوِيقُ يُلَتُّ ويُتَّخَذُ زادًا، وذُكِرَ عن لِصٍّ من غَطَفانَ أنه أراد أن يَخْبِزَ، فخافَ أن يُعَجَّلَ عن الخَبْزِ، فقال:

لا تَخْبِزا خُبْزًا، وبُسّا بَسّا

ولَا تُطِيلَنْ بِمُناخٍ حَبْسا".

‌

‌6 - ترْكُه آياتٍ بدون إعراب أو شرح:

كان الجِبْلي يرى في بعض الأحيان أنَّ بعضَ الآيات ظاهرةُ التفسير أو الإعراب، فلا يُعرِبُها، فنراه يقول مثلًا:"وما بعدَ هذا ظاهرُ التفسير" ونحوَه، ومن أمثلة ذلك ما يلي:

- ما ورد في قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}

(3)

، فقد قال الجِبْلي

(4)

: محَلُّ {اَلَّذِينَ} : رفْعٌ على النعت للمؤمنين، وإن شئتَ قلت: هو رَفْعٌ على الابتداء، وإن شئتَ قلت: محَلُّه نَصْبٌ على المدح، وما بعدَه ظاهرُ التفسير".

ثم انتقل إلى إعراب الآية الخامسة من السورة، فقال

(5)

: "قوله تعالى {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}

(6)

، قال اللَّيث: الفَرْجُ: اسمٌ يَجْمَعُ سَوْآتِ الرجال والنساء،