الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العامّةُ: {يَخْرُجُونَ} بفتح الياء وضمِّ الراء، وقَرأَ عاصمٌ الجَحْدَرِيُّ بضمِّ الياء وفتح الراء".
وهذه ليست قراءةَ عاصمٍ الجَحْدَرِيِّ، وإنما هي قراءةُ عاصم بن أبي النَّجُود في رواية كلٍّ من الأعشى وأَبي بكرٍ عنه، وهي أيضًا قراءةُ عَلِيِّ بن أَبي طالبٍ والأعمش والسُّلَمِيِّ
(1)
.
ثانيًا: موقفُ الجِبْليِّ من الاستشهاد بالحديث:
إذا نظرنا في "البستان" وجدنا أنّ الجِبْليَّ استشهَد بالحديث النَّبويِّ بصورةٍ كبيرة، ولكنّ هذا الاستشهادَ بهذه الأحاديث ينقسم قسمَيْن:
الأول: أحاديثُ أوردها الجِبْليُّ في فضائل السُّور، أو في تفسير الآيات، أو في بيانِ أسبابِ النزولِ، أو في بيانِ حُكْمٍ فِقْهِيٍّ ونحوِ ذلك، وهذه الأحاديث كثيرةٌ جدًّا، والأمثلة عليها أكثرُ من أن تُحصَى.
الثانِي: أحاديثُ أوردها الجِبْليُّ للاستشهاد بها على حُكمٍ نَحْويٍّ، أو معنًى لُغَوِيٍّ، وهذه الأحاديث قليلةٌ بالنسبة للقسم الأول، ومن أمثلتها:
1 -
ما ذكره الجِبْلي في شرحه لمعنى التقدير في قوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ}
(2)
، فقد قال حاكيًا عن أبي عُمرَ الزاهد
(3)
: "يقال: قَدَرَ اللَّهُ لك الخيرَ، يَقْدِرُهُ قَدْرًا، المعنى: قَدَّرَهُ، ومنه الخبر في هلال رمضان: "فإنْ غُمَّ عليكُم فاقْدُرُوا لهُ"؛ أي: قدِّرُوا له".
(1)
ينظر: مختصر ابن خالويه ص 162، تفسير القرطبي 18/ 296، البحر المحيط 8/ 330.
(2)
الأنبياء 87.
(3)
البستان 1/ 202.
2 -
وفي قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}
(1)
، قال الجِبْلي
(2)
: "والهَوْنُ في اللغة: الرِّفق واللِّين، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا ما، عسى أن يكونَ بغيضَكَ يومًا ما، وأَبْغِضْ بغيضَكَ هَوْنًا ما، عسى أن يكون حبيبَكَ يومًا ما".
3 -
في قوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ}
(3)
، قال الجِبْلي
(4)
: "قرأ العامّة: {كِبْرَهُ} بكسر الكاف، وقرأ حُمَيدٌ الأعرج ويعقوبُ بضمِّ الكاف، قال أبو عَمْرٍو بنُ العلاء: هو خطأ؛ لأنّ الكُبْر بالضمِّ في الوَلَاءِ والسِّنِّ، ومنه الحديث: "الولاء للكُبْر"، وهو: أَقْعَدُ وَلَدِ الرَّجُلِ من الذكور وأقربُهم إليه نسبًا".
4 -
في قوله تعالى: {وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}
(5)
، قال الجِبْلي
(6)
: "قال الزَّجّاج
(7)
: من لم يصرِفْ فلأنّه اسمُ مدينة تُعرَف بِمَأْرِبَ: من اليمن، بينها وبين صنعاءَ مسيرةُ ثلاثة أيام، ومَن صَرَف فلأنّه اسمُ البلد، فيكون مذكَّرًا سُمِّي به مذكَّر. ورُوِيَ في الحديث، أنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم سئل عن سَبَأٍ فقال:"كان رجلًا له عشَرةٌ من البنين".
5 -
في قوله تعالى: {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ}
(8)
، قال الجِبْلي
(9)
: "وأصلُ المَرْجِ:
(1)
الفرقان 63.
(2)
البستان 1/ 391.
(3)
النور 11.
(4)
البستان 1/ 313.
(5)
النمل 22.
(6)
البستان 1/ 450.
(7)
معاني القرآن وإعرابه 4/ 114.
(8)
سورة ق 5.
(9)
البستان 3/ 140.