الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد دلت الأدلة من القرآن العظيم، والسنة النبوية الشريفة على يسر الشريعة الإسلامية وسماحتها، وعلى رفع الحرج، ومن هذه الأدلة ما يأتي:
أ - من القرآن الكريم آيات كثيرة وهي على نوعين:
النوع الأول: الآيات الكريمة التي تنص على نفي الحرج، ومنها:
1 -
قال الله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدّينِ مِنْ حَرَجٍ} (1)، أي لم يجعل عليكم في الدين مشقةً، وعسراً، بل يسره غاية التيسير، وسهّله غاية السهولة، فلم يُلزم إلا بما هو سهل على النفوس: لا يُثقلها، ثم إذا عرض بعض الأسباب الموجبة للتخفيف خفَّف سبحانه وتعالى ما أمر به: إما بإسقاطه، أو إسقاط بعضه، ويؤخذ من هذه الآية قاعدة شرعية: وهي أن المشقة تجلب التيسير، والضرورات تبيح المحظورات، فيدخل في ذلك من الأحكام الفرعية شيء كثير معروف في كتب الأحكام (2).
2 -
قال الله عز وجل: {مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (3) لم يجعل الله سبحانه وتعالى علينا فيما شرع لنا من حرج، ولا مشقة، ولا عسر، وإنما هو رحمة منه بعباده (4).
3 -
قال تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لله وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (5)،وهذه الآية أصل في سقوط التكاليف عن
(1) سورة الحج، الآية:78.
(2)
انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص547.
(3)
سورة المائدة، الآية:6.
(4)
انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير المنان، للسعدي، ص224.
(5)
سورة التوبة، الآية:91،وانظر: سورة النور:61،وسورة الأحزاب: 37 - 38،وسورة الفتح:17.