الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على حسب نوع الخطبة، ويجزل كلامه؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّت عيناه، وعلا صوتُه، واشتدّ غضبُه حتى كأنه منذر جيش
…
)) (1).قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ((يستدل بهذا على أنه يستحب للخطيب أن يفخّم أمر الخطب، ويرفع صوته، ويجزل كلامه، ويكون مطابقاً للفصل الذي يتكلم فيه: من ترغيب أو ترهيب)) (2).
9 - يستحب أن يؤذن المؤذن إذا جلس الإمام على المنبر
، لحديث السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر رضي الله عنهما، فلما كان
عثمان رضي الله عنه وكثر الناس زاد النداء الثالث على الزوراء)) (3).
10 - لا يرفع يديه على المنبر في الدعاء بل يشير بإصبعه ولا يحرك يديه عند الانفعال
؛ لحديث حصين عن عمارة بن رؤيبة قال: ((رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه، فقال: قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة)) (4).
ولفظ الترمذي: ((عن حصين قال: سمعت عمارة بن رؤيبة الثقفي وبشر بن مروان يخطب فرفع يديه في الدعاء، فقال عمارة: قبح الله هاتين اليدين القصيرتين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يزيد على أن يقول: هكذا - وأشار هشيم بالسبابة)) (5).
وفي لفظ أبي داود: ((رأى عمارةُ بنُ رؤيبة بشَر بنَ مروان وهو يدعو
(1) مسلم، برقم 867، وتقدم تخريجه في الشرط الرابع من شروط صحة الخطبة.
(2)
شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 405 - 406.
(3)
البخاري، برقم 912، 913، 915، 916،وتقدم تخريجه في آداب الجمعة، رقم 23.
(4)
مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، برقم 874.
(5)
الترمذي، كتاب الجمعة، باب كراهية رفع الأيدي على المنبر، برقم 515.
في يوم الجمعة
…
)) (1).
قال الإمام النووي رحمه الله: ((هذا فيه أن السنة أن لا يرفع اليد في الخطبة وهو قول مالك وأصحابنا وغيرهم، وحكى القاضي عن بعض السلف وبعض المالكية إباحته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في خطبة الجمعة حين استسقى (2).وأجاب الأولون بأن هذا الرفع كان لعارض)) (3). قلت: وهو أنه دعا للاستسقاء، فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه)) (4)، فلا يرفع الإمام ولا المأموم اليدين في الدعاء أثناء
الخطبة إلا إذا كان الدعاء في الخطبة للاستسقاء، وكذلك في جميع المواضع التي يخطب ويوعظ فيها. أما غير ذلك فإن رفع اليدين حال الدعاء سنة، ومن أسباب قبول الدعاء واستجابته؛ ولهذا قال الإمام النووي رحمه الله على قوله:((كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء)): ((هذا الحديث يوهم ظاهره أنه لم يرفع صلى الله عليه وسلم إلا في الاستسقاء، وليس الأمر كذلك، بل قد ثبت رفع يديه في الدعاء في مواطن غير الاستسقاء، وهي أكثر من أن تحصر، وقد جمعت منها نحواً من ثلاثين حديثاً، من الصحيحين أو أحدهما، وذكرتها في أواخر باب صفة الصلاة من شرح المهذب، ويتأول هذا الحديث على أنه لم يرفع الرفع البليغ، بحيث يرى بياض إبطيه إلا في الاستسقاء، أو أن المراد: لم أره رفع وقد رآه غيره رفع فيقدم المثبتون في مواضع كثيرة - وهم جماعات - على
(1) أبو داود، كتاب الصلاة، باب رفع اليدين على المنبر، برقم 1104،وأحمد،4/ 136.
(2)
البخاري، برقم 1029، ومسلم، برقم 897، وتقدم تخريجه.
(3)
شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 411.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب الاستسقاء، باب رفع الإمام يده في الاستسقاء، برقم 1031، وكتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، برقم 3565، ومسلم، كتاب الاستسقاء، باب رفع اليدين بالدعاء في الاستسقاء، برقم 895.