الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعثمان (1)، وعمر بن عبد العزيز (2) رضي الله عنهم. قال العلامة الألباني رحمه الله
تعالى: ((ومما يشهد للحديث ويقويه جريان عمل الخلفاء عليه)) (3)،وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ((
…
وإن كان الحديث المرفوع فيه ضعيفاً لكن الأمة عملت به، واشتهر بينها أن الخطيب إذا جاء وصعد المنبر فإنه يسلم على الناس، وهذا التسليم العام. أما الخاص فإنه إذا دخل المسجد سلم على من يلاقيه أولاً، وهذا من السنة بناء على النصوص العامة: أن الإنسان إذا أتى قوماً فإنه يسلم عليهم)) (4)، والله الموفق (5).
2 - يخطب على منبر أو موضع عالٍ مرتفع
، والأفضل أن يكون ثلاث درجات، وأن يكون عن يمين القبلة؛ لأن منبر النبي صلى الله عليه وسلم كان
(1) عن أبي نضرة قال: كان عثمان قد كبر فإذا صعد المنبر سلم فأطال قدر ما يقرأ إنسان أم الكتاب)) ابن أبي شيبة، 2/ 114، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 5/ 107، تحت الحديث رقم 2076:((وإسناده صحيح)).
(2)
عن عمر بن هاجر أن عمر بن عبد العزيز كان إذا استوى على المنبر سلم على الناس وردوا عليه. ابن أبي شيبة، 2/ 114، وقال الألباني في الصحيحة، 5/ 107، برقم 2076:((وسنده صحيح)).
وروى البيهقي عن ابن عمر قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دنا من منبره يوم الجمعة سلم على من عنده من الجلوس، فإذا صعد المنبر استقبل الناس بوجهه ثم سلم)). البيهقي في الكبرى،3/ 205، وقال:((وروي في ذلك عن ابن عباس، وابن الزبير، ثم عن عمر بن عبد العزيز، 3/ 205. وقد أشار العلامة الألباني إلى هذا الشاهد لما سبق بقوله: ((وللحديث شاهد آخر من حديث ابن عمر مرفوعاً به وفيه زيادة أوردته من أجلها في الضعيفة (4194) من رواية البيهقي وابن عساكر)) الأحاديث الصحيحة، 5/ 107.
(3)
الأحاديث الصحيحة، 5/ 107.
(4)
الشرح الممتع، 5/ 80.
(5)
انظر: الشرح الكبير، لابن قدامة، 5/ 236، وزاد المعاد لابن القيم،1/ 186.
كذلك (1)،قال العلامة ابن القاسم:((وأجمع المسلمون على ذلك في كل عصر ومصر)) (2).
والمنبر: مرقاة الخطيب سمي منبراً؛ لارتفاعه وعلوه (3)، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذ منبراً في مسجده، فعن أبي حازم قال: سألوا سهل بن سعد رضي الله عنه من أي شيء المنبر؟ فقال: ((ما بقي بالناس أعلم مني: هو من أثل الغابة عمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم)). وفي لفظ: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة أن مُري غلامك النجار يعمل لي أعواداً أجلس عليهن)). وفي لفظ: ((والله إني لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة من الأنصار: ((مُري غلامك النجار أن يعمل لي أعواداً أجلس عليهن إذا كلمت الناس)) فأمرته فعملها من طرفاءِ الغابة، ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر بها فوضعت هاهنا
…
)) (4).
وعن جابر رضي الله عنه أن امرأة قالت: يا رسول الله، ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه؟ فإن لي غلاماً نجاراً، قال:((إن شئت)). وفي لفظ: ((كان جذع يقوم عليه النبي صلى الله عليه وسلم فلما وُضِعَ له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشارحتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليه))، وفي لفظ: ((فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكَّت حتى استقرت، قال:
(1) قال ابن قدامة في الشرح الكبير، 5/ 235:((ويستحب أن يكون المنبر عن يمين القبلة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم هكذا صنع)) وقال المرداوي في الإنصاف: ((لكن يكون المنبر عن يمين مستقبلي القبلة)) وعبر عنه: ((عن يمين مستقبل القبلة بالمحراب يلي جنبه من جهة يمين المصلي في المحراب)) حاشية ابن قاسم على الروض المربع،20/ 452.
(2)
حاشية ابن قاسم على الروض المربع، 2/ 452.
(3)
لسان العرب، لابن منظور، باب الراء، فصل الميم، 5/ 189.
(4)
البخاري، كتاب الصلاة، باب الصلاة في السطوح والمنبر والخشب، برقم 377،وباب الاستعانة بالنجار والصناع في أعواد المنبر والمسجد، برقم 448،وكتاب الجمعة، باب الخطبة على المنبر، برقم 917.