الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة خمس وستمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم خمسة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا ونصف أصبع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله. والسلطان الملك العادل كذلك، وهو بدمشق. وتوجه إلى خدمته الملك الكامل ولده، وأقامت مصر والقاهرة خاليتان من سلطان إلى حين عودته.
وفيها وصل إلى السلطان الملك العادل، وإلى جميع أولاده، سراويلات الفتوة، صحبة رسل الخلافة، وصحبتها خلع عظيمة. فلبسوا، ولبس كل أحد من يلوذ به من أمرائه وخاصته. وشاع لبس ذلك فى الناس.
وفى شهر رجب توفى القاضى صدر الدين عبد الملك بن عيسى، وكان صالحا.
وولى الحكم بعده القاضى عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلى. وجمع له ما لم يجمع لغيره من تدريس وخطابة وغيرهما.
وكان السلطان العادل قد نزل على عكا فى سنة أربع، وهى السنة الخالية، وأقام عليها ثلاثة أيام. ثم اتفق الحال على [إطلاق] ألف وثمانمائة أسير من المسلمين، فاستنقذوا من الأسر، ورحل عنها.
(12 - 7)
وفى سنة خمس خرجت الكرج إلى ولاية أخلاط، وقصدوا مدينة أرجيش فحاصروها، وملكوها عنوة بالسيف، ونهبوا جميع ما فيها، وأسروا وسبوا جميع أهلها، وأصبحت خاوية على عروشها.
وفى آخر هذه السنة عاد الشيخ شهاب الدين السهروردى من عند الإمام الناصر إلى السلطان الملك العادل، وصحبته خلعة عظيمة مكللة، وطوق ذهب مرصع بالجواهر، وتقليدا عظيما يتضمن نعوتا لم ينعت بها إلا الملوك من بنى بويه وبنى سلجوق، لما كان الحكم لهم فى البلاد. ويتضمن التقليد مصر، والشام، والشرق كله، والعراق، وبعض العجم الذى لم يكن داخل فى ملك خوارزم شاه. وكذلك الخلع العظيمة إلى سائر الملوك أولاده. وكان ذلك يوما مشهودا.
وفيها كانت الزلزلة بنيسابور، فدامت عشرة أيام وهى تعاودهم. وهلك تحت الردم عالم عظيم، والله أعلم.