المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٧

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذكر ابتداء دولة الملوك بنى أيوبونسبهم وبدء شأنهم

- ‌ذكر سنة خمس وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستنجد بالله بن المقتفى لأمر اللهوما لخص من سيرته

- ‌ذكر خلافة العاضد لدين الله-آخرهم-وما لخص من سيرته

- ‌نكتة

- ‌نكتة أخرى

- ‌ذكر سنة ست وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبذ من أخباره وزبد من أشعاره

- ‌ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة ثمان وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر طرف من أخبار السلجوقية وملوكهم

- ‌ذكر عدة ملوك بنى سلجوق

- ‌ذكر عبد المؤمن ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنى وثلاث وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌ذكر سنة أربع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌[ما لخص من الحوادث]

- ‌الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل محمودنور الدين الشهيد بن أتابك زنكى

- ‌ذكر سنة ست وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستضئ بنور الله بن المستنجد بالله،وما لخص من سيرته

- ‌السلطان الأجلّ صلاح الدنيا والدين يوسفالملك الناصر

- ‌ذكر سنة سبع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر منازلة الكرك وسببه

- ‌ذكر سنة تسع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام الناصر لدين اللهابن المستضئ بنور الله، وخبره

- ‌ذكر سنة ست وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القدس الشريف

- ‌ذكر خطبة القاضى محيى الدين

- ‌ذكر سنة أربع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ذكر سنة خمس وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة الكبرى على عكا

- ‌ذكر سنة ست وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان صلاح الدين رحمه الله

- ‌ذكر عدة أولاده الملوك

- ‌الملك العزيز

- ‌الملك الظاهر

- ‌ذكر بعض محاسنه رضى الله عنه

- ‌ذكر سنة تسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب انتقاض ملك الأفضلصاحب دمشق

- ‌ذكر سنة إحدى وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك المنصور بن الملك العزيز

- ‌ذكر سنة ست وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر القاضى الفاضل وفقر من ترسّله

- ‌ذكر سنة سبع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستمائة هجريةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر توجه السلطان خوارزم شاهإلى نحو بغداد

- ‌ذكر أولاد الشيخ وأصلهم

- ‌ذكر سنة خمس عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة العظمى على ثغر دمياط وابتدائها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك العادل

- ‌ذكر سنة ست عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌آل السلطان صلاح الدين بن أيوب

- ‌آل السلطان الملك العادل بن أيوب

- ‌آل سيف الإسلام صاحب اليمن ابن أيوب

- ‌آل المعظم شاهان شاه الكبير بن أيوب

- ‌ذكر سنة سبع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ليلة طيبة جرت بين ملوك الإسلام

- ‌ذكر السلطان علاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر بدء شأن الترك الأول حسبما ذكره صاحب الكتاب التركى

- ‌ذكر سبب تغلب التتار على ملك ألطن خانوما كان من حيل الحروب

- ‌ذكر ما جرى بين الملكين السلطان علاء الدينخوارزم شاه وجكزخان

- ‌ذكر دخول التتار بلاد الإسلام

- ‌ذكر سنة تسع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر سنة إحدى وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بعض شئ من سيرة الإمام الناصر

- ‌ذكر خلافة الإمام الظاهر بأمر الله بن الإمامالناصر لدين الله وسيرته

- ‌ذكر سنة ثلاث وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستنصر بالله بن الإمام الظاهر بأمر الله

- ‌ذكر سنة أربع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف موسى رحمه الله

- ‌ذكر سنة ست وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر تملك الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودودابن السلطان سيف الدين الملك العادل لدمشق

- ‌ذكر سنة سبع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر سنة ثمان وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر عجائب مما ذكر رسول التتار

- ‌ذكر سنة تسع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستعصم بالله وأخباره وما لخص من سيرته

- ‌ذكر سنة إحدى وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنتى وثلاث وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب مجئ الفرنسيس وما تم فى هذه الوقعة

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الصالح، رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بيعة الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح، رحمه الله

- ‌ذكر سنة ثمان وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اللّيلة الغراء المسفرة عن الصباح الأزهر بالنصر والظفر

- ‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك

- ‌ذكر الشعراء بالمائة السادسة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السادسة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

الفصل: ‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه

وأما ما ذكره ابن الأثير فى تاريخه قال: لقد بقيت، عدة سنين معرضا عن هذه الحادثة استعظاما لها. أقدم رجلا وأؤخر أخرى، فمن الذى يسهل عليه أن يسطر نعى الإسلام؟. فياليت أمى لم تلدنى! وياليتنى كنت نسيا منسيّا!. لكنى حثنى على ذلك جماعة من الأصدقاء الكبار الأعيان، وأنا متوقف. وتكلم كلام كثير، معناه التنصل مما سطره فى أمر هذه الحادثة وعظمها. ولعمرى إنه لمعذور فيما اعتذر منه. والعبد أيضا يعتذر عن ما لا بدّ كان من تسطيره، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطان

علاء الدين خوارزم شاه

وفى هذه السنة تولى الملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه بن تكش-وباقى نسبه قد تقدم-بعد وفاة أبيه فى تلك القلعة المقدم ذكرها. وكان تمليكه بوصية من أبيه، فركب فى الحالة الراهنة، وتوجّه إلى خوارزم طالبا لإخوته، ومعه سبعون نفرا، فالتقوهم أهل خوارزم بالخيول والسلاح والقماش والعدة. وتباشر الناس بقدومه، واجتمع إليه العساكر الإسلامية، فعاد فى سبعة آلاف فارس، فملك. ثم إن أخويه عملا على مسكه، فأعلمه بعض أصحابه، فرحل طالبا خراسان فى ثلثمائة فارس، وأقام بقية أصحابه بخوارزم. فورد عليهم الخبر بحركة التتار نحو خوارزم، فهربوا على أثر جلال الدين إلى خراسان.

وأما السلطان جلال الدين فوصل إلى نيسابور، وكان جكزخان لما بلغه أن

ص: 257

جلال الدين مشى مكان أبيه علاء الدين أمر التتار أن يتفرقوا عليه فى سائر الطرق، فوقع جلال الدين فى طريقه على سبعمائة منهم قد مسكوا له تلك الطريق، فأيقع معهم جلال الدين وكسرهم كسرة عظيمة، لم يسلم منهم مخبر. وهذا كان أول سيف خضب بدمائهم بالنصر فى الإسلام. ثم ساق جلال الدين إلى نيسابور، وكتب إلى العساكر المشتتة فى الأطراف بسرعة الاجتماع، والقدوم عليه. وأقام ينتظر الجيوش بنيسابور شهرا، والعساكر ترد وتتواصل أولا فأولا. فعلم جكزخان بذلك، فأعجله قبل [أن] تتكامل جيوشه. وأدركته التتار، فخرج من نيسابور بمن انضم إليه، يطوى المراحل إلى كرمان، ثم إلى غزنة. فأتاه الخبر أن أمين الملك -وهو ابن خال السلطان جلال الدين صاحب هراة-قد أخلى هراة، وأن التتار قد قربوا منها، وأن مع أمين الدين عشرة آلاف فارس. فنفذ إليه، واجتمع به، وانضمت العساكر بعضها إلى بعض، والتقى السلطان جلال الدين بالتتار الذين كانوا طالبين هراة، وكان مقدمهم تولوخان بن جكزخان فى عشرين ألف من المغل، فجرى بينهم من القتال ما يشيّب الأطفال. ونصر الله تعالى السلطان جلال الدين، وانهزم التتار، وركب المسلمون أكتافهم قتلا بالسيف. وقتل تولوخان بن جكزخان فى هذه الوقعة.

ولما بلغ جكزخان قتل ولده، وكسر جيشه، رمى سراقوجه على الأرض. وجمع سائر جيوشه، وسار مجدّا حتى وافى السلطان جلال الدين على حافة السند. وكان جلال الدين قد فارقه أخوه وخاله وجماعة من عساكره، فضاق عليه الوقت فى استرجاعهم

ص: 258

لمعاجلة الملعون له، فركب يوم الأربعاء لثمان خلون من شهر شوال من هذه السنة-وقيل من سنة تسع عشرة-والتقى مع جكزخان. وثبت جلال الدين مع قلة أصحابه، ثم حمل بنفسه على قلب جكزخان فمزقه بدادا، وكادت تكون النصرة له، لولا ظهر للتتار كمين كان لهم فيه عشرة آلاف من المغل من أجود فرسانهم، فخرجوا على ميمنة جلال الدين، وكان فيها-على قول-أمين الملك خاله، فكسروها وطرحوها على القلب.

وتبدد نظام جلال الدين، وتزعزعت أقدامه، وأسر ولده. وعاد جلال الدين إلى حافة السند هاربا، فرأى والدته وزوجته وأخته وأولاده أطفالا مع جماعة من حشمه، وهن يصحن بأعلا أصواتهن:«بالله عليك اقتلنا وخلصنا من الفضيحة والأسر» .

فأمر بهن فغرقن فى السند، وهذه من عجائب البلايا، ونوادر المصائب، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. ثم إنه لما سدت عليه المذاهب، وأحاطت به النوائب، ومن خلفه السيوف، ومن قدامه البحر العجاج، رفس فرسه وطلب الغرق ولا يسلّم نفسه لسيوف التتار. وكان الجواد من جياد الخيل-مع لطف الله عز وجل فقطع به النهر إلى الجانب الآخر. وكذلك تخلص معه من أصحابه تقدير أربعة آلاف رجل، حفاة عراة. ثم وصل إليه مركب من بعض الجهات، وفيه مأكول وملبوس.

فوقع ذلك عنده موقعا عظيما.

ولما علم صاحب الجودى أن جلال الدين وصل إلى بلاده مكسورا، طلبه بالفارس والراجل، لما كان بينه وبين أبيه السلطان علاء الدين خوارزم شاه من الدخول القديمة، والحروب. فبلغ ذلك جلال الدين، فعظم عليه الحال، إذ لم يكن معه من أصحابه من يمانع عن نفسه، لما فيهم من الجراحات وعريهم من العدد والسلاح، وعدم المركوب، ولا فيهم نجعة للذب. فجفل من مكانه، وأمر كل من

ص: 259

فيه قوة ونجعة يتبعه وإلا يقطع رأسه. وسار عازما أن يقطع السند مختفيا فى بعض الجبال بمن معه، ويعيشوا بما تكسبه أيديهم من الغارات. فصادفوا الهنود إليهم قاصدين. فلما رآهم الهنود ظنوا أنهم التتار، فتأخروا ولم يجد جلال الدين من الموت بد، فتقدم بمن معه، وتقدم ملك الهنود أيضا. ووقف جلال الدين حتى قاربه، وكان فى يده قوس. وكان شديد الساعد، ففوق سهما ورمى به ملك الهنود فأصاب صدره، وخرّ لوجهه يموج فى دمه، وانهزم جيشه، وأخذهم أصحاب جلال الدين.

وكسب [جلال الدين] خيله ومتاعه، وقوى نفسه بعد الإياس من الحياة. فسبحان المدبر الحكيم.

ثم رحل [جلال الدين] إلى سجستان، وأخذ ما كان له بها من الخزائن، وأنفق على من كان معه. ثم أتاه الخبر أن أيتامش قاصده فى ثلاثين ألف فارس ومائة ألف راجل، فسار جلال الدين نحوه تجلدا منه وصبرا. وقدّم أمامه جاهان بن بهلوان أزبك، فهجم على أيتامش، فتأخر له. ونفذ رسول إلى السلطان جلال الدين يطلب الصلح، ويقول:«ليس يخفاك ما وراءك من عدو الدين، وأنت سلطان المسلمين وابن سلطانهم. وقد رأيت أن أزوجك بنتى وأكون عضدك» . فمال السلطان جلال الدين لذلك، وسير مع رسوله نفر من أصحابه، فطاب لهم المقام عند أيتامش. ثم وردت الأخبار عليه أن أيتامش وقباجه وسائر ملوك الهند اتفقوا على السلطان جلال الدين، وأن يمسكوا عليه حافة السند، فعظم عليه ذلك وأخفاه، واستناب جاهان ابن بهلوان على ما بيده من ممالك الهند، وسار طالبا للعراق. فلما وصل إلى كرمان، وهو فى أشد الأحوال مما قاساه ومن معه فى تلك البرارى والصحارى التى بين الهند وكرمان، ووصل فى أربعة آلاف، منهم من هو راكب البقر والحمير وغير ذلك.

وكان ذلك فى سنة إحدى وعشرين وستمائة.

ص: 260