الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثلاثين وستمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وعشر أصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين. والوزير ابن العلقمى بحاله. والسلطان الملك الكامل ببلاد الشرق.
وفى تاسع وعشرين شعبان توفى صاحب إربل، وتسلمها-وجميع حصونها وقلاعها-نواب الخلافة.
وفى شهر صفر وصل راجح صاحب مكة، وصحبته عسكر كثيف من اليمن، وعدتهم ستمائة فارس وأربعة آلاف راجل، مع خلق كثير من عربان الحجاز. فلما تحقق الأمير فخر الدين وصولهم، خرج بأصحابه من مكة سالما، وتحصّن بالينبع، وتسلم راجح مكة سلما.
وفيها عاد السلطان الملك الكامل إلى الديار المصرية بعد ما رتّب بالشرق ولده الملك الصالح نجم الدين أيوب ومعه الأمير شمس الدين صواب، وهو الحاكم فى البلاد الشرقية، لأنه كان أكبر الخدام العادلية، وأوثقهم عنده. وأقام الملك الأشرف بدمشق.
ورجع كل ملك إلى بلده، وأقام الكامل بالديار المصرية.
وفى شوال منها قدم الملك الناصر داود صاحب الكرك إلى خدمة عمه الملك الكامل بالديار المصرية وصحبته جماعة من العلماء، وأقام إلى آخر هذه السنة.
وقدم علاء الدين أقسنقر الزاهد وتوجه إلى مكة، شرفها الله. ووصل إلى (21 - 7)
فخر الدين بن الشيخ وهو بالينبع وصحبته ألطغتكين، واجتمعوا يدا واحدة ثم قصدوا مكة. فلما علم بهم راجح، والعسكر اليمنى، خرجوا منها سالمين، وتولاها قطب الدين بن مجلى فى ذلك التاريخ.
وفى تاسع عشر رمضان سلطن السلطان الملك الكامل ولده سيف الدين أبو بكر، ولقبه العادل. وركب وشق القاهرة فى دست الملك، وكان نهارا مشهودا.
وفيها ظهر نور عظيم من السماء، فكان يرى مستطيلا عن يسار مطلع الشمس، ويرى فى أواخر الليل. فقال المنجمون إنه كوكب له ذؤابة طويلة.
وفيها غلت الأسعار ببغداد، حتى بلغ ثمن الكر من الحنطة نيف وثمانين دينار، والشعير خمسة وأربعين دينار. وغلت جميع الحبوب، فأخرج الخليفة فى كل يوم مائة كر من أربعة أصناف الحبوب. فرخصت الأسعار قليلا. ومن جملة ما حكى أن أهل بغداد من العامة لما غلا السعر كتبوا أوراقا ورموها بدار الخلافة، فيها مكتوب:«وحياة فضة وحجر الدوادار، افتح لنا المنابر وأرخص لنا الأسعار» ، فقيل إنه كتب على رأس رقعة منهم:{وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ»} .
ثم أمر بإخراج الغلال حسبما ذكرناه، والله أعلم.
وفيها توفى الملك المعظم مظفر الدين كوكبورى بن زين الدين على كوجك صاحب مدينة إربل. وكان ملك إربل بعد وفاة أبيه على كوجك المتحكم فى الدولة الأتابكية وصرف عنه الملك إلى أخيه. ولما ظهر أمر السلطان صلاح الدين التجأ إليه، فملّكه، وجمع له بين الرها وحران. ثم توفى زين الدين يوسف صاحب إربل، فنزل مظفر الدين عن ما كان بيده، ويعوض إربل. واستمر بها إلى هذه السنة، فتوفى إلى رحمة الله تعالى. هذا ما ذكره ابن واصل فى تاريخه.