المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما لخص من الحوادث - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٧

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذكر ابتداء دولة الملوك بنى أيوبونسبهم وبدء شأنهم

- ‌ذكر سنة خمس وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستنجد بالله بن المقتفى لأمر اللهوما لخص من سيرته

- ‌ذكر خلافة العاضد لدين الله-آخرهم-وما لخص من سيرته

- ‌نكتة

- ‌نكتة أخرى

- ‌ذكر سنة ست وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبذ من أخباره وزبد من أشعاره

- ‌ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة ثمان وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر طرف من أخبار السلجوقية وملوكهم

- ‌ذكر عدة ملوك بنى سلجوق

- ‌ذكر عبد المؤمن ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنى وثلاث وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌ذكر سنة أربع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌[ما لخص من الحوادث]

- ‌الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل محمودنور الدين الشهيد بن أتابك زنكى

- ‌ذكر سنة ست وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستضئ بنور الله بن المستنجد بالله،وما لخص من سيرته

- ‌السلطان الأجلّ صلاح الدنيا والدين يوسفالملك الناصر

- ‌ذكر سنة سبع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر منازلة الكرك وسببه

- ‌ذكر سنة تسع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام الناصر لدين اللهابن المستضئ بنور الله، وخبره

- ‌ذكر سنة ست وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القدس الشريف

- ‌ذكر خطبة القاضى محيى الدين

- ‌ذكر سنة أربع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ذكر سنة خمس وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة الكبرى على عكا

- ‌ذكر سنة ست وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان صلاح الدين رحمه الله

- ‌ذكر عدة أولاده الملوك

- ‌الملك العزيز

- ‌الملك الظاهر

- ‌ذكر بعض محاسنه رضى الله عنه

- ‌ذكر سنة تسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب انتقاض ملك الأفضلصاحب دمشق

- ‌ذكر سنة إحدى وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك المنصور بن الملك العزيز

- ‌ذكر سنة ست وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر القاضى الفاضل وفقر من ترسّله

- ‌ذكر سنة سبع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستمائة هجريةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر توجه السلطان خوارزم شاهإلى نحو بغداد

- ‌ذكر أولاد الشيخ وأصلهم

- ‌ذكر سنة خمس عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة العظمى على ثغر دمياط وابتدائها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك العادل

- ‌ذكر سنة ست عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌آل السلطان صلاح الدين بن أيوب

- ‌آل السلطان الملك العادل بن أيوب

- ‌آل سيف الإسلام صاحب اليمن ابن أيوب

- ‌آل المعظم شاهان شاه الكبير بن أيوب

- ‌ذكر سنة سبع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ليلة طيبة جرت بين ملوك الإسلام

- ‌ذكر السلطان علاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر بدء شأن الترك الأول حسبما ذكره صاحب الكتاب التركى

- ‌ذكر سبب تغلب التتار على ملك ألطن خانوما كان من حيل الحروب

- ‌ذكر ما جرى بين الملكين السلطان علاء الدينخوارزم شاه وجكزخان

- ‌ذكر دخول التتار بلاد الإسلام

- ‌ذكر سنة تسع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر سنة إحدى وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بعض شئ من سيرة الإمام الناصر

- ‌ذكر خلافة الإمام الظاهر بأمر الله بن الإمامالناصر لدين الله وسيرته

- ‌ذكر سنة ثلاث وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستنصر بالله بن الإمام الظاهر بأمر الله

- ‌ذكر سنة أربع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف موسى رحمه الله

- ‌ذكر سنة ست وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر تملك الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودودابن السلطان سيف الدين الملك العادل لدمشق

- ‌ذكر سنة سبع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر سنة ثمان وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر عجائب مما ذكر رسول التتار

- ‌ذكر سنة تسع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستعصم بالله وأخباره وما لخص من سيرته

- ‌ذكر سنة إحدى وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنتى وثلاث وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب مجئ الفرنسيس وما تم فى هذه الوقعة

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الصالح، رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بيعة الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح، رحمه الله

- ‌ذكر سنة ثمان وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اللّيلة الغراء المسفرة عن الصباح الأزهر بالنصر والظفر

- ‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك

- ‌ذكر الشعراء بالمائة السادسة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السادسة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

الفصل: ‌ما لخص من الحوادث

‌ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم ثمانية أذرع وسبعة عشر أصبعا، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وثمانية أصابع.

‌ما لخص من الحوادث

الخليفة المستنجد بالله أمير المؤمنين. والسلطان ببغداد عضد الدولة ألب رسلان السلجوقى.

والعاضد بمصر، وضرغام الوزير بها، إلى شهر جمادى الآخرة، قدم شاور بجيوش الشام يقدمهم أسد الدين شير كوه، وابن أخيه صلاح الدين يوسف، من قبل الملك العادل نور الدين محمود بن أتابك زنكى. وخرج إليهم همام بن سوار أخو ضرغام -الملقب ناصر المسلمين -فى جيوش كثيرة، فكانت الوقعة بينهما على بلبيس، فانكسرت جيوش همام، وقتل همام ومعه أخوين له، وقتل أيضا ضرغام. وكان مقتله عند مشهد السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، صلوات الله عليهم، فكانت مدة وزارة ضرغام مصر تسعة أشهر وعشرة أيام. وعاد شاور إلى وزارته الثانية سلخ جمادى الآخرة من هذه السنة. ودخل أسد الدين شيركوه وصلاح الدين يوسف، وأنزلوهما ظاهر القاهرة فى المخيم. وخرجت لهما الإقامات، والعلوفات، والخلع. وتأخر عنهما ما كان أشرطه لهما شاور من الأموال ونفقات الجيوش، فسير إليه أسد الدين يحثه على المال وإنفاذه، فسوّف وماطل. ثم إنه نكث جميع ما كان بينه وبين أسد الدين من العهود والمواثيق.

ص: 26

وأنفذ شاور إلى ملك الروم بالشام مستنصرا به على أسد الدين، وطمّعه فى أخذه، فجاءه الملك مرى -لعنه الله-فى عالم عظيم. ولما تحقق أسد الدين ذلك من غدر شاور، انتقل إلى بلبيس وتحصن بها.

واجتمع شاور وملك الروم على قتال أسد الدين، وكانت بينها وقائع عظيمة.

وبنى الفرنج خذلهم الله برجا عظيما. وعاد أسد الدين فى قبضتهم لولا لطف [الله] تعالى وحسن سياسة أسد الدين، فإنه كتب إلى مرى ملك الروم يقول له: «ليس لك فينا غرض، ولا معنا مال يقنعك، فإن شاور غدر بنا، ولم يوفنا ما شرطه لنا من المال.

ونحن قوم غرباء من هذه الديار، أتينا لنصرة هذا الغادر، والبغى له مصرع. وأنت تعلم أن وراءنا مثل الملك العادل نور الدين. وكأنك به وقد أطل عليك بجيوش تعرفها ولا تنكرها. وأنت قصدك مال، ومصر قدامك، وهى أحب إليك من مطاولتنا بغير فائدة لك. وليس بمصر مانع يمنعك عنها. فإن تركت البغى، وقنعت بما فى أيدينا من فضلات نفقاتنا نفذناها إليك، وتدعنا نرجع إلى بلادنا. وإن أبيت فنحن والله ما يقتل الواحد منا حتى يقتل عدة منكم. وبعد ذلك، المدد واصل إلينا، والسلام».

قال ابن واصل رحمه الله: بينما الفرنج يجدون فى حصار أسد الدين ببلبيس، إذ ورد عليهم الخبر بكسرة الفرنج من نور الدين على حارم، فخافوا على بلادهم، فهذا كان سبب صلحهم مع أسد الدين. ولما خرج من بلبيس، جعلوا له فى الطريق من يعارضه ليأخذوه، فعرج عن الطريق إلى طريق المدرية، وفى ذلك يقول عمارة

ص: 27

اليمنى يمتدح أسد الدين من قصيدة منها:

أخذتم على الإفرنج كل ثنيّة

وقلتم لأيدى الخيل مرّى على مرى

لئن نصبوا فى البر جسرا فإنكم

عبرتم بجسر من حديد على الجسر

ثم اتفقا على مال أخذه ملك الروم من أسد الدين، وفسّح لهم الطريق، فتوجهوا إلى الشام، وفى قلب أسد الدين نار لا تطفئ من فعل شاور.

ثم إنه قص على نور الدين جميع ما جرى، وعرفه أن مصر ليس بها من يمنع عنها.

ثم جهزه نور الدين بالجيوش، وعاد ودخل الديار المصرية من الطريق البدرية، فلم يعلم به إلا وهو بناحية أطفيح. ثم عدى إلى بر الجيزة، وأقام بها، وغاراته تضرب فى سائر تلك النواحى. فلما علم شاور أن لا قبل له بأسد الدين، أنفذ إلى الملك مرى-لعنه الله-وأبذل له الأموال، فوافاه الملعون بخيله ورجله، وجرت بينهم وقائع وأهوال تشيّب الرءوس. واندفع أسد الدين إلى نحو الصعيد، فلحقوه [عند] منية بنى خصيب، بمكان يعرف بالبابين، فوقعت أيضا بينهما هناك وقائع عظيمة ثلاثة أيام. فلما كان ثالث يوم، كان أول النهار لشاور وملك الروم على أسد الدين، حتى ظن أنه سيؤخذ. ثم أتاه النصر من عند الله آخر ذلك اليوم،

ص: 28

بقوم وافوه من عرب الصعيد، كان قد نفذ إليهم أموالا، فأتوه فى تلك الساعة.

فانهزم الروم وشاور، وكسرهم أسد الدين كسرة عظيمة، وأخذ صاحب قيسارية أسيرا مع جماعة من أصحابهم. وعاد شاور والملك مرى إلى القاهرة فى أنحس الأحوال.

وسار أسد الدين إلى إسكندرية، فأقام بها مدة يسيرة. فجيّش الملعون مرى الجيوش، وحزّب الأحزاب، وجاءوا إلى الإسكندرية. وكان أسد الدين قد ترك صلاح الدين بإسكندرية، فى شرذمة يسيرة من الجيش، وأصعد هو وعساكره إلى الصعيد الأعلى، فجبى منه الأموال، واستخدم الرجال، واستجلب العربان.

وحضر شاور والملك مرى بجيوشهما، فنزلا على حصار صلاح الدين بالإسكندرية برّا وبحرا. وضيقوا عليه ضيقة عظيمة، وأقاموا محاصرينه سبعة وخمسين يوما.

وأعان الله صلاح الدين ومن معه على تلك الجموع العظيمة، وصبروا لهم مع ما كان البلد فيه من قلة القوت والسلاح.

فلما كان بعد ذلك، وصل أسد الدين من الصعيد، ونازل القاهرة وحاصرها، وضيق على من بها وعلى العاضد صاحب القصر. فاتفق رأى كبار البلد مع رأى العاضد أن يصالحوه، على أن يسلم لهم صاحب قيسارية المأسور معه وجميع الأسارى الذين معه، ويرجع عن حصارهم وقتالهم، ويأخذ ابن أخيه صلاح الدين ويتوجه إلى بلاده بدمشق، ويرتفع شاور والملك مرى عنهم. فاتفق الحال على ذلك، وعاد كل أحد إلى بلاده، وأقام شاور بعد ذلك أياما يسيرة.

فما كان بعد قليل حتى عاد الملك مرّى-لعنه الله-على بدء، لما حدثته نفسه بأخذ ديار مصر، وصحبته الإسبتار، فنزل على بلبيس وفتحها، وقتل جميع من كان بها، وسبى النساء والأطفال، وأبدع كل الإبداع. فلما سمع شاور ذلك نهب مصر لنفسه، وهتك أهلها، وجمع أموالا عظيمة من أموال الناس، وقتل عدة من أهلها،

ص: 29

ممن منع عن نفسه وماله. ووصل الملك مرّى-لعنه الله-وجيوشه إلى باب القاهرة، وعوّل على فتحها، فبذل له أهلها مالا جزيلا. وقويت شوكة الفرنج-خذلهم الله- بالقاهرة، وعادوا يمدوا أيديهم، ويأخذون الحريم والأولاد والأموال، لا يمنعهم من ذلك مانع. وجرت على أهل مصر من الفرنج العظائم، وحوصر الناس فى بيوتهم، ولا عاد أحد يقدر على الخروج من بيته. وتمت أحوال تقشعر لسماعها الأبدان، وانتشر الملاعين فى سائر الأعمال، وعادوا يأخذون حريم أهل مصر، وينزلون فى الزوارق ما بين مصر والجزيرة، ويشربون عليهم الخمور، ويفسقون فيهم.

وقتلت عالم كثير من كبار البيوت، ونهبت أموالهم. هذا كله يجرى وشاور يصانعهم، ويركب إلى كبارهم وملوكهم، وأظهر النصيحة لهم.

فلما علم الفرنج أن لا دافع لهم عن تمليكهم مصر، كتبوا إلى ملكهم الكبير يحثونه على الحضور ليملك مصر. فلما علم العاضد ذلك أيقن الهلاك، وكذلك كبار البلد، فأجمعوا رأيهم، وكتب العاضد إلى نور الدين الشهيد، الملك العادل صاحب الشام، وهو يخبره فيه بما جرى على الإسلام. ثم قال فى كتابه:«متى أنجدتنا وخلصت الإسلام، كان لك مع ثواب الله-عز وجل-ثلث خراج مصر، يحمل إلى خزانتك فى كل سنة، بعهد من الله وميثاقه، خارجا عن نفقة جيوشك فى هذه الكرة» . ثم إن العاضد دخل إلى قصره، وقطع شعور النساء والبنات والصبيان، وحمله فى مخالى، وسيره إلى نور الدين الشهيد، وذلك لعظم ما جرى على الإسلام من الملاعين الفرنج. ثم كتب فى أثناء كتابه يقول:«وا غوثاه! وا غوثاه! وا غوثاه! إلحق دين الإسلام! أدرك أمة محمد عليه السلام! يا نور الدين! يا نور الدين! يا نور الدين!» قلت: هكذا رأيت نسخة هذا الكتاب إلى نور الدين، لم أزد فيه حرفا.

ص: 30

فلما وصل الكتاب إلى نور الدين بكى، وكان عظيم النخوة للإسلام، رحمه الله. وأرسل إلى أسد الدين شير كوه-وكان مقيما بحمص-وفتح له الخزائن، وأطلق له الأموال، وأمره بسرعة المسير. وتوجه [أسد الدين] إلى الديار المصرية، وعبر من البرية على طريق البدرية إلى مصر، وعدة جيشه عشرة آلاف فارس شجعان، أقيال، معتادين للحرب والطعن والنزال.

قال صاحب التاريخ: وأمره نور الدين أن يصحب معه صلاح الدين، فكره صلاح الدين التوجه. قال صاحب التاريخ: قال صلاح الدين «لقد كان أمرنى نور الدين بالمسير إلى الديار المصرية، وكنت كارها لذلك. فلما فتح الله علىّ بالبلاد، قلت صدق الله العظيم {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ» }.

فلما قرب أسد الدين السويس، بلغ الفرنج مجيئهم، فرحلوا عن القاهرة. وقيل بل كانوا على بلبيس، فرحل الملك مرّى، ونزل على سمنود. وكانت ليلة رحيله ليلة وصول أسد الدين شيركوه إلى القاهرة، فدقت لهم البشائر. وكان عند المسلمين يوما عظيما كونهم فكّوا من الأسر.

وأما الملك مرى-لعنه الله-فإنه جهز مائتى قنطارية وخمسين قنطارية، وألفى رجل، ليأخذ قليوب، فحشد المسلمون، وخرجوا إليهم، والتقوا بهم على دجوة، فكشوهم من غير أن يجرى بينهم قتال. ثم إن الملعون جرد ثلاثمائة قنطارية وثلاثة آلاف رجل إلى جزيرة إبيار، فنهبوا وسبوا وقتلوا. وجاءت

ص: 31

المسلمون إلى الطرانة، وعملوا جسرا من الطرانة إلى الجزيرة، وعدوا إليهم، فانكسرت المسلمون. فلما كان بعد الظهر جاءت عرب من البحيرة وجماعة من القبائل وعرب من الفيوم، ومن الصعيد، وقالوا:«وا إسلاماه» وحملوا حملة واحدة، فانكسرت الملاعين، وأخذهم السيف من الظهر إلى ثانى يوم الظهر، وقتلت سائر خيالاتهم. ولم يعد منهم إلى الملك مرّى غير اثنى عشر نفرا من الخيالة؛ والرجالة قتلوا عن بكرة أبيهم. ثم إن الملعون مرّى رحل من على سمنود، ونزل اسكندرية، وقال لأهلها:«سلموا إلىّ هذا البلد وأنا أحط عنكم المكوس، وأوسعكم عدلا» . فقالوا: «معاذ الله أن نسلم الإسلام للكفر» .

هذا وشاور يراسل مرّى ويهاديه، ويظهر له الود والنصح، ويقول:«الفرنج ولا أسد الدين شير كوه» . وعاد الملك مرّى نازل على الإسكندرية من الجانب الغربى، والمراكب تحمل إليه جميع ما يحتاجه. وكان الوالى يوم ذاك بالإسكندرية نجم الدين ابن فضل، والقاضى بها ابن الخشاب، والمحتسب الضياء بن عوف، والناظر الرشيد ابن الزبير، فجمعوا القبائل، وحصنوا البلد.

ثم إن أسد الدين شيركوه تجهز وطلب الإسكندرية، ونزل عليها من الجانب الشرقى. ثم التقى الجمعان على الإسكندرية، ولم يجر بينهما قتال. ومشى الرسل بينهم فى الصلح، فاصطلحوا. ورحل الملك مرّى إلى الشام فى البر. وتوجه أسد الدين إلى القاهرة، فأخلع عليه العاضد، وعلى سائر من معه، ونزل على ظاهر القاهرة بمسجد التبن.

وفيها كانت الوقعة بين نور الدين الشهيد وبين الفرنج على حارم، وكسرهم

ص: 32

نور الدين كسرة عظيمة، وقتل منهم ما لا يحصى كثرة، وأسر منهم ثلاثين ألف نفرا، وأخذ جميع ملوكهم، وتسلّم حارم وبانياس. وكانت الفرنج فى خلق عظيم، فيهم القمص صاحب أنطاكية، والبرنس صاحب طرابلس، وابن جوسلين.

فلما التقى الجمعان، صعد نور الدين على تل عال، وشاهد من الفرنج ما هاله وأذهله من كثرتهم، فترك القتال وانفرد عن العسكر، وصلى ركعتين، ومرّغ وجهه على الأرض وهو يقول:«يا سيدى! الجيش جيشك! والدين دينك! ومن هو محمود! افعل أنت ما تريد» . هذا والفرنج قد حملوا على المسلمين حملة منكرة. وكانت الحملة على الميمنة، وفيها عسكر حلب، فاندفعوا بين أيديهم، فنزل إليهم نور الدين وقد كشف رأسه، وصاح:«وا إسلاماه! العودة! العودة! بارك الله فيكم» . فكأنما أوقع الله تعالى صوته فى آذان سائر الجيش، فكرّوا على الفرنج كرة رجل واحد، فتقهقرت الفرنج لها الخيالة منهم، فوقع السيف فى الرجالة، فحصدوهم حصدا. فلما رأى الخيالة ذلك، ولوا منهزمين، فأخذهم السيف من كل مكان، ولم ينج منهم إلا صاحب الفرس السابق. واستأسر منهم عدة ما قد ذكرناه، فأخذ عنهم الفداء، فكان جملته ستمائة ألف وستون ألف ذهب عين. فكان نور الدين بعد ذلك يحلف أن جميع ما بناه من البيمارستان والمدارس وجميع وقوفاتهم من ذلك الفداء.

ص: 33