المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما لخص من الحوادث - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٧

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذكر ابتداء دولة الملوك بنى أيوبونسبهم وبدء شأنهم

- ‌ذكر سنة خمس وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستنجد بالله بن المقتفى لأمر اللهوما لخص من سيرته

- ‌ذكر خلافة العاضد لدين الله-آخرهم-وما لخص من سيرته

- ‌نكتة

- ‌نكتة أخرى

- ‌ذكر سنة ست وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبذ من أخباره وزبد من أشعاره

- ‌ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة ثمان وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر طرف من أخبار السلجوقية وملوكهم

- ‌ذكر عدة ملوك بنى سلجوق

- ‌ذكر عبد المؤمن ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنى وثلاث وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌ذكر سنة أربع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌[ما لخص من الحوادث]

- ‌الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل محمودنور الدين الشهيد بن أتابك زنكى

- ‌ذكر سنة ست وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستضئ بنور الله بن المستنجد بالله،وما لخص من سيرته

- ‌السلطان الأجلّ صلاح الدنيا والدين يوسفالملك الناصر

- ‌ذكر سنة سبع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر منازلة الكرك وسببه

- ‌ذكر سنة تسع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام الناصر لدين اللهابن المستضئ بنور الله، وخبره

- ‌ذكر سنة ست وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القدس الشريف

- ‌ذكر خطبة القاضى محيى الدين

- ‌ذكر سنة أربع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ذكر سنة خمس وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة الكبرى على عكا

- ‌ذكر سنة ست وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان صلاح الدين رحمه الله

- ‌ذكر عدة أولاده الملوك

- ‌الملك العزيز

- ‌الملك الظاهر

- ‌ذكر بعض محاسنه رضى الله عنه

- ‌ذكر سنة تسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب انتقاض ملك الأفضلصاحب دمشق

- ‌ذكر سنة إحدى وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك المنصور بن الملك العزيز

- ‌ذكر سنة ست وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر القاضى الفاضل وفقر من ترسّله

- ‌ذكر سنة سبع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستمائة هجريةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر توجه السلطان خوارزم شاهإلى نحو بغداد

- ‌ذكر أولاد الشيخ وأصلهم

- ‌ذكر سنة خمس عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة العظمى على ثغر دمياط وابتدائها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك العادل

- ‌ذكر سنة ست عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌آل السلطان صلاح الدين بن أيوب

- ‌آل السلطان الملك العادل بن أيوب

- ‌آل سيف الإسلام صاحب اليمن ابن أيوب

- ‌آل المعظم شاهان شاه الكبير بن أيوب

- ‌ذكر سنة سبع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ليلة طيبة جرت بين ملوك الإسلام

- ‌ذكر السلطان علاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر بدء شأن الترك الأول حسبما ذكره صاحب الكتاب التركى

- ‌ذكر سبب تغلب التتار على ملك ألطن خانوما كان من حيل الحروب

- ‌ذكر ما جرى بين الملكين السلطان علاء الدينخوارزم شاه وجكزخان

- ‌ذكر دخول التتار بلاد الإسلام

- ‌ذكر سنة تسع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر سنة إحدى وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بعض شئ من سيرة الإمام الناصر

- ‌ذكر خلافة الإمام الظاهر بأمر الله بن الإمامالناصر لدين الله وسيرته

- ‌ذكر سنة ثلاث وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستنصر بالله بن الإمام الظاهر بأمر الله

- ‌ذكر سنة أربع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف موسى رحمه الله

- ‌ذكر سنة ست وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر تملك الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودودابن السلطان سيف الدين الملك العادل لدمشق

- ‌ذكر سنة سبع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر سنة ثمان وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر عجائب مما ذكر رسول التتار

- ‌ذكر سنة تسع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستعصم بالله وأخباره وما لخص من سيرته

- ‌ذكر سنة إحدى وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنتى وثلاث وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب مجئ الفرنسيس وما تم فى هذه الوقعة

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الصالح، رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بيعة الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح، رحمه الله

- ‌ذكر سنة ثمان وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اللّيلة الغراء المسفرة عن الصباح الأزهر بالنصر والظفر

- ‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك

- ‌ذكر الشعراء بالمائة السادسة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السادسة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

الفصل: ‌ما لخص من الحوادث

‌ذكر سنة أربع وعشرين وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم أربعة أذرع وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا وعشرة أصابع.

‌ما لخص من الحوادث

الخليفة الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين. والوزير مؤيد الدين بن العلقمى.

وسلطان مصر الملك الكامل ناصر الدنيا والدين محمد بن السلطان الملك العادل.

وصاحب دمشق والكرك وعجلون-مع الشام-الملك المعظم عيسى بن العادل.

وصاحب الشرق-أخلاط وحران والرّها وسنجار-الملك الأشرف أخوهما.

وصاحب ميافارقين وأعمالها شهاب الدين غازى بن الملك العادل أيضا.

وصاحب قلعة جعبر وأعمالها-وما ينسب إليها-الحافظ أرسلان شاه.

وصاحب بصرى وأعمالها-وما هو منسوب إليها-الصالح إسماعيل أبو الخيش.

وسلطان الروم علاء الدين كيقباذ السلجوقى بن كيخسرو السلجوقى.

وصاحب الموصل وجزيرة ابن عمر الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ النورى.

وسلطان العجم جلال الدين منكبرتى بن السلطان علاء الدين خوارزم شاه.

وصاحب بعلبك الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه بن فرخشاه بن أيوب.

وصاحب حمص الملك المجاهد أسد الدين شير كوه.

وصاحب حماه الملك الناصر بن الملك المنصور، المقدم ذكره.

وملك التتار جكزخان، وهو يتجهز الجيوش لحرب جلال الدين.

وصاحب اليمن والحجاز الملك المسعود أقسيس بن الملك الكامل.

وصاحب المغرب أبو يعقوب بن عبد المؤمن، المقدم ذكره فيه.

وفيها وسّع السلطان الملك الكامل على جميع المدارس، وجميع الرباطات والخوانق.

وجعل فيهم سماطات تمد، وأطلق لكل فقيه الخبز واللحم والحلوى والسكر.

ص: 283

وفى شهر شوال من هذه السنة كان طهور الملك العادل بن السلطان الملك الكامل. وركب السلطان وجميع العسكر، ومدّ سماطا عظيما بالميدان الذى تحت القلعة. ثم توجه السلطان إلى ثغر الإسكندرية فى ذى القعدة.

وفيها قدم رسول الأنبرور ملك الإفرنج على الملك المعظم صاحب الشام، بعد اجتماعه بالملك الكامل، بطلب الفتوح الصلاحى. قال أبو المظفر: وأغلظ له المعظم فى الجواب، وقال:«قل لصاحبك ما أنا مثل الغير ما له عندى إلا السيف» .

وفيها كانت الوقعة بين التتار وبين السلطان جلال الدين. وكان أولاد جلال الدين وحريمه بتبريز. وبلغه أن التتار قاصدين أصبهان، فخشى على أولاده وحريمه، وقصد ردهم عن مقصدهم، فوصل إلى أصبهان، وأزاح أعداد الناس من العدد والسلاح. ثم جرد أربعة آلاف فارس إلى مدينة الرىّ ودامغان برسم الترك الذين هناك، فكانت الأخبار تصل من جهتهم يوما بعد يوم، وهم يتأخرون، والتتار يتقدمون، إلى أن وصلوا إلى عند السلطان جلال الدين، وأخبروه بذلك، وعرفوه بما فى عسكر التتار من الفرسان والشجعان، مثل ياجى نوين، واسطمغان، وجنكز نوين، وأرشاق بغان، وغيرهم. وهؤلاء المذكورين كانوا جمرة التتار الوقادة، وصاعقتهم المحرقة. ثم وصل التتار المذكورون فى جموع كثيفة، ونزلوا شرقى أصبهان. وكان المنجمون قد أشاروا على السلطان جلال الدين بمصابرتهم ثلاثة أيام، بعد نزولهم، ويكون الملتقى فى اليوم الرابع. فلزم البلد يترقب مضى

ص: 284

الثلاثة أيام. وكان الناس اضطربوا اضطرابا عظيما، وكثر انزعاجهم من التتار، والسلطان يظهر قوة النفس، وشدة البأس. ثم إنه استحلف جيوشه أنهم يختارون الموت على الحياة، ولا يولون الأدبار، ثم حلف هو أيضا كذلك، تبرعا منه وإحسان. ثم إنه عيّن لهم يوم المصاف، وأحضر قاضى أصبهان ورؤساءهم، وأعرض الرجال من عامة أصبهان، وفرّق عليهم العدد. وهؤلاء أهل أصبهان لا يقاسون بغيرهم من أهل الأقاليم، لما فيهم من الشجاعة والشدة وقوة البأس.

ولما رأى التتار أن السلطان أبطأ عنهم، وتقاعد عن خروجه إليهم، ظنوا أنه امتلأ منهم رعبا وخوفا، فجردوا ألفى فارس منهم إلى الجبال، ليجمعوا لهم ما يمونهم للحصار، فدخلوا الجبال التى فى أعمال أصبهان. فبلغ السلطان جلال الدين ذلك، فجرد خلفهم ثلاثة آلاف فارس، يأخذون عليهم فم المضيق. فلما انصرفوا من المغارة، واقعوهم. ونصر الله الطائفة الإسلامية عليهم، وقتلوا منهم جماعة، وأحضروا منهم أسرى، فسلموا منهم جماعة للقاضى، فقتلوهم فى شوارع المدينة، وضرب السلطان رقاب بقيتهم بين يديه فى صحن الدار، وجروهم إلى ظاهر المدينة. فلما كان اليوم الرّابع خرج السلطان، ورتّب الجيوش للمصافّ. فلما تراءى الجمعان، خذله غياث الدين أخوه، وفارقه بجيشه، وتبعه جهان بهلوان، لوحشة حدثت فى تلك الساعة. وتغافل السلطان عنه. وامتدّت عساكره، ووقف التتار أطلابا متفرقة مترادفة قبال السّلطان. وكان عسكره أضعاف التتار، وتباعد ما بين الميمنة والميسرة، حتى عاد لا يعرف حال الواحدة من الأخرى. ثم حملت ميمنة السلطان على ميسرة التتار، فشالوها شيلا، وانهزمت التتار بين أيديهم، وكذلك فعلت الميسرة بميمنة التتار. ولم يزل السيف يعمل فيهم إلى المساء. ورأى السلطان انهزام التتار، فترجل وسجد شكرا لله تعالى، ونزل على حافة جرف كان فى المعركة قاطع بينه وبين العدو،

ص: 285

فأتاه أحد أمرائه، وقال: «قد تمنينا دهرا أن نرزق يوما نفرح فيه مثل هذا اليوم.

وأنت جالس!». ولم يزل به حتى ركب، وقطع النهر، وكان آخر النهار. فلما شاهد التتار السواد الأعظم، تجرد جماعة من شجعانهم، وكمنوا لهم وقد أجنحت الشمس للغروب. ثم خرجوا على السلطان يدا واحدة، كالنار المحرقة، والصاعقة المبرقة.

وكان خروجهم على ميسرة السلطان، فلم يكن بأسرع أن زالت الأقدام وانهزموا.

ولم يبق مع السلطان غير ثلاثة نفر، وهم: كوج تكين، وبهلوان، وخان بردى.

وقتل من الأمراء أياخان، وكندكين. وماج الفريقان بعضهم فى بعض كالجراد المنتشر. وأسر فى ذلك الوقت علاء الدولة والحاجب الكبير. وثبت السلطان جلال الدين فى القلب، وقد تبدد شمله، وانحل نظامه، وتفرقت جيوشه وأعلامه، وأحاطت التتار به من كل جهة، فصار المخلص من تزاحم الأخلاط أضيق من سم الخياط. ولم يبق معه غير أربعة عشر نفر من خواص مماليكه، فانهزم بعد ذلك وقد طعن طعنة ما سلم منها إلا بحراسة الأقدار وتحصين الأجل. ثم أفرج له المضيق عن سعة الطريق، فمرق من بين الجيوش والأطلاب مروق السهم والنشاب. وتفرقت جيوشه فى الأقطار كل فرقة تطلب إقليما للنجاة، فمنهم من وقع إلى فارس، ومنهم من امتدت به الجفلة إلى كرمان، ومنهم من قصد أذربيجان، ومنهم من دخل أصبهان. وعادت ميمنة السلطان بعد يومين وهم يظنوا أنهم منصورون. والتتار أيضا أكثرهم انهزم، ولا رجع إلا بعد مدة. فلم يسمع بمثلها وقعة لانهزام الفريقين.

وهمت عامة أصبهان أن يمدوا الأيدى إلى عورات نساء الخوارزمية وإلى أموالهم، فمنعهم القاضى والرئيس من ذلك. وكان هذا المصافّ فى الثانى والعشرين من شهر

ص: 286

رمضان المعظم من هذه السنة. ثم إن السلطان جلال الدين دخل أصبهان ونجا إليها متحصنا فلم يبلغوا فيها أرب، فتوجهوا إلى خراسان، فوجدوا قافلة فيها جماعة من التجار بأموال جمة، فأخذوها وأطلقوا التجار من غير قتل، وقاموا يخربون ويأسرون من وجدوه.

وفيها توفى الملك المعظم عيسى صاحب دمشق-كما يأتى ذكره فى تاريخه.

وبعد هذه الوقعة جهز جكزخان طائفة من التتار إلى خوارزم. وكان أهل خوارزم رجال شجعان لا يعرفون الموت، فنزل التتار عليها، وأقاموا بقية هذه السنة يحاصرونها، وقتل من الفريقين عالم عظيم. وكان القتل فى التتار أعم وأكثر.

وأقاموا عليها خمسة أشهر. فلما عجزوا عن أخذها بعثوا إلى جكزخان، فأنجدهم بعسكر كثيف، وفيهم من أهل البلدان عالم عظيم. ثم إنهم زحفوا على البلد يدا واحدة فأخذوها، وقتلوا جميع من كان بها، ونهبوها. وفتحوا الجسر الذى كان يحجب جيحون عنها، فغرقت.

وتوفى الملك المعظم شرف الدين عيسى-رحمه الله-فى شهر ذى القعدة من هذه السنة، وله من العمر على ما ذكر سبع وأربعين سنة.

وكانت مدة ملكه لدمشق-استقلالا بعد أبيه العادل-تسع سنين وشهورا.

وكان رحمه الله ملكا جليلا شجاعا مقداما. وكانت مملكته ما بين حمص وعريش مصر. وكان عسكره قريب أربعة آلاف فارس، ولم يكن عند أحد من إخوته جند مثلهم فى فرط تجملهم وحسن زيهم. وكان بهذا العسكر القليل يقاوم إخوته. وكان الملك الكامل يخافه ويتحاماه لميل عسكره إليه ومحبتهم له. وكان كثير التواضع جدّا يمشى وحده بغير طرادين، إذا فعل فعلا كان بغير تكلف حتى ضرب به المثل فيقال:

معظمى بلا كلفة.

ص: 287

وكان شيخه فى الفقه الشيخ جمال الدين الحصرى.

وكان سائر ملوك بنى أيوب كلهم شافعية، وانفرد هو من بينهم بالانتماء إلى مذهب أبى حنيفة. وقال له والده ذات يوم فى ذلك ولامه، فقال لأبيه على سبيل المداعبة:«ياخوند ما ترضون أن يكون فيكم رجل واحد مسلم» .

ص: 288