الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثلاث وثلاثين وستمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم خمسة أذرع وسبعة عشر أصبعا. ودخلت سنة أربع وثلاثين والذى تنتهى إليه الزيادة يذكر فى سنة أربع وثلاثين، إن شاء الله.
ما لخص من الحوادث
الخليفة الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين. والوزير ابن العلقمى بحاله.
والسلطان الملك الكامل سلطان الإسلام. واتفق الحال بينه وبين الأشرف، لما بلغهما ما فعله صاحب الروم فى ممالكهما، فإنه استولى على حران، والرها، والسويداء، وقطينا، أخذها ممن كان فيها من النواب مخامرة، وباعوها له بيعا. وتوجه السلطان بالعساكر المصرية. وصحبته الملك الأشرف بالجيوش الشامية.
فلما بلغ العسكر الرومى ذلك نزل فى القلاع من يحفظها من جهته، ودخل بلاده.
ثم نزل السلطان على حران وأخذها بالسيف عنوة، فى الرابع عشر من ربيع الآخر.
وأسر من كان فيها من العسكر الرومى، وعدتهم سبعمائة وخمسة عشر نفرا، فيهم جماعة من أمرائه ومقدميه. وفى نهار ثالث عشر جمادى الأولى فتح قلعة الرها عنوة بالسيف، وأسر أيضا جميع من كان فيها من العسكر الرومى من الأمراء والمقدمين وغيرهم، وعدتهم تزيد عن ثمانمائة نفر. وكذلك تسلم قلعة السويداء عنوة بالسيف، وأسر أيضا من كان بها، وذلك فى سابع عشر جمادى الآخرة، وهدمها إلى الأرض، وكذلك قلعة الرها. وفى رجب تسلم قلعة قطينا، وأسر أيضا من كان بها. وفى التاسع عشر منه سيّر جميع الأسرى الذين أخذوا من تلك القلاع إلى الديار المصرية، وعدتهم تزيد عن ثلاثة آلاف نفر.
ثم عاد السلطان إلى دمشق، وسلم جميع بلاد الشرق لولده الملك الصالح نجم الدين أيوب.
وفيها نزل السلطان على دنيسر. وكان العسكر الرومى قد أحرقها، فبينما السلطان ينظر فى أحوالها، إذ ورد عليه كتاب من الملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، يعرفه أن التتار قد قطعوا دجلة فى مائة طلب، كل طلب خمسمائة فارس، ووصلوا إلى سنجار، فخرج إليهم معين الدين بن مهاجر، فقتلوه على باب سنجار.
فرجع السلطان والملك الأشرف، وقطعا الفرات إلى دمشق. ثم إن التتار رجعوا.
ولما عاد السلطان الكامل من الشرق، كرّ صاحب الروم راجعا بعساكره، ونزل على آمد وحاصرها. ووصل من عسكره شرذمة إلى بلاد حران وأخربوها، وأخربوا بها دار العافية، وأحرقوا عدة منازل بحران. وكان لما بلغ أهل حران بمجئ الروم إليهم، خرجوا عنها، وتبقى فى القلعة من يحفظها. ثم نزل الرومى بعسكره على آمد فى خامس ذى القعدة.
وفيها سير ابن رسول عسكرا كثيفا من اليمن إلى مكة. وخرج إليهم الأمير أسد الدين جغريل الكاملى وكسرهم كسرة عظيمة، وأخذ منهم جماعة كثيرة أسرى، وسيّرهم إلى مصر.
ثم دخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة، وزيادة سنة ثلاث وثلاثين مستمرة.
والذى انتهى إليه النيل المبارك من الزيادة يذكر فى سنة أربع.