الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة خمس وسبعين وخمسمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم خمسة أذرع وستة أصابع. مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وسبعة أصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة المستضئ بنور الله أمير المؤمنين، إلى أن توفى فى هذه السنة، مستهل شهر ذى القعدة. وزيره عضد الدين أبو الفرج. مدة خلافته تسع سنين وثمانية أشهر. صفته أسمر بحمرة، تام القامة.
ذكر خلافة الإمام الناصر لدين الله
ابن المستضئ بنور الله، وخبره
هو أبو العباس بن أحمد الناصر لدين الله بن أبى محمد الحسن المستضئ بنور الله، وباقى نسبه قد تقدم. أمه أم ولد تدعى نرجس. بويع له يوم وفاة أبيه، رحمه الله. ولم يزل نافذ الأمر فى خلافته، مطاعا فى جميع أقطار الأرض بالممالك الإسلامية.
وفى أيامه كان بدء خروج التتار على بلاد العجم. وجرى لهم مع السلجوقية ملوك العجم حروب ووقائع، وأهوال وعجائب، يشيب لهولها الأطفال. وسأذكر أول بدء شأن هؤلاء القوم وأصولهم الأصلية، وبلادهم الأولية. وأذكر أول أب لهم، المتولدين عنه، المسمى بقرا جكون برجكى باللسان المغلى، معناه بالعربى «فرخ السبع الأسود» . وهو جد جد، جكزكان ترجى، ولعله لم يذكر فى تاريخ غيره.
وسأذكر الكتاب الذى نسخته منه وسبب تحصيله. وجميع ذلك أذكره عند أخذهم لبغداد، واستيلائهم على البلاد، ليكون الكلام سياقه يتلو بعضه بعضا، إن شاء الله تعالى.
وكانت مدة خلافة الإمام الناصر سبع وأربعون سنة وأشهر. وهو الذى امتدحه كمال الدين بن النبيه بقصيدته، التى هى أول ديوانه، وأولها:
بغداد مكتنا وأحمد أحمد
…
حجوا إلى تلك المناسك واسجدوا
وهذا من التغالى الذى يخرج إلى الكفر. وكمال الدين-عفا الله عنه-من الشعراء المجدين، لو سلم فى شعره من التجاسر الذى لا يليق أن يذكر، كقوله أيضا فى قصيدته التى أولها:
قمت ليل الصدود إلا قليلا
…
ثم رتلت ذكركم ترتيلا
فهذا فيه إقدام على القرآن العظيم، ولا يجوز البتة، لما فيه من المعارضة.
وابن النبيه المذكور مادح الملك الأشرف موسى، وله فيه نخب القصائد، فلو سلم مما ذكرناه لذكرناه. وديوانه أشهر من أن يذكر.
وفى هذه السنة أنعم السلطان صلاح الدين ببعلبك على ابن أخيه عز الدين فرخشاه ابن شاهنشاه بن أيوب، ولقب الملك المنصور. ولم يزل مالكها إلى أن توفى فى حياة السلطان صلاح الدين، فصارت لولده الملك الأمجد مجد الدين بهرام شاه. فلم يزل مالكها حتى أخذها منه الملك الأشرف [مظفر الدين] موسى بن العادل الكبير سنة سبع وعشرين وستمائة. وفيها توجه الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بمرسوم السلطان من دمشق إلى الديار المصرية، وأنعم عليه السلطان بإسكندرية، فأقام بمصر إلى أن توفى فى تاريخ ما نذكره إن شاء الله تعالى.