المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما لخص من الحوادث - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٧

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذكر ابتداء دولة الملوك بنى أيوبونسبهم وبدء شأنهم

- ‌ذكر سنة خمس وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستنجد بالله بن المقتفى لأمر اللهوما لخص من سيرته

- ‌ذكر خلافة العاضد لدين الله-آخرهم-وما لخص من سيرته

- ‌نكتة

- ‌نكتة أخرى

- ‌ذكر سنة ست وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبذ من أخباره وزبد من أشعاره

- ‌ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة ثمان وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر طرف من أخبار السلجوقية وملوكهم

- ‌ذكر عدة ملوك بنى سلجوق

- ‌ذكر عبد المؤمن ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنى وثلاث وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌ذكر سنة أربع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌[ما لخص من الحوادث]

- ‌الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل محمودنور الدين الشهيد بن أتابك زنكى

- ‌ذكر سنة ست وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستضئ بنور الله بن المستنجد بالله،وما لخص من سيرته

- ‌السلطان الأجلّ صلاح الدنيا والدين يوسفالملك الناصر

- ‌ذكر سنة سبع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر منازلة الكرك وسببه

- ‌ذكر سنة تسع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام الناصر لدين اللهابن المستضئ بنور الله، وخبره

- ‌ذكر سنة ست وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القدس الشريف

- ‌ذكر خطبة القاضى محيى الدين

- ‌ذكر سنة أربع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ذكر سنة خمس وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة الكبرى على عكا

- ‌ذكر سنة ست وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان صلاح الدين رحمه الله

- ‌ذكر عدة أولاده الملوك

- ‌الملك العزيز

- ‌الملك الظاهر

- ‌ذكر بعض محاسنه رضى الله عنه

- ‌ذكر سنة تسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب انتقاض ملك الأفضلصاحب دمشق

- ‌ذكر سنة إحدى وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك المنصور بن الملك العزيز

- ‌ذكر سنة ست وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر القاضى الفاضل وفقر من ترسّله

- ‌ذكر سنة سبع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستمائة هجريةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر توجه السلطان خوارزم شاهإلى نحو بغداد

- ‌ذكر أولاد الشيخ وأصلهم

- ‌ذكر سنة خمس عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة العظمى على ثغر دمياط وابتدائها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك العادل

- ‌ذكر سنة ست عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌آل السلطان صلاح الدين بن أيوب

- ‌آل السلطان الملك العادل بن أيوب

- ‌آل سيف الإسلام صاحب اليمن ابن أيوب

- ‌آل المعظم شاهان شاه الكبير بن أيوب

- ‌ذكر سنة سبع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ليلة طيبة جرت بين ملوك الإسلام

- ‌ذكر السلطان علاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر بدء شأن الترك الأول حسبما ذكره صاحب الكتاب التركى

- ‌ذكر سبب تغلب التتار على ملك ألطن خانوما كان من حيل الحروب

- ‌ذكر ما جرى بين الملكين السلطان علاء الدينخوارزم شاه وجكزخان

- ‌ذكر دخول التتار بلاد الإسلام

- ‌ذكر سنة تسع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر سنة إحدى وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بعض شئ من سيرة الإمام الناصر

- ‌ذكر خلافة الإمام الظاهر بأمر الله بن الإمامالناصر لدين الله وسيرته

- ‌ذكر سنة ثلاث وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستنصر بالله بن الإمام الظاهر بأمر الله

- ‌ذكر سنة أربع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف موسى رحمه الله

- ‌ذكر سنة ست وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر تملك الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودودابن السلطان سيف الدين الملك العادل لدمشق

- ‌ذكر سنة سبع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر سنة ثمان وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر عجائب مما ذكر رسول التتار

- ‌ذكر سنة تسع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستعصم بالله وأخباره وما لخص من سيرته

- ‌ذكر سنة إحدى وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنتى وثلاث وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب مجئ الفرنسيس وما تم فى هذه الوقعة

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الصالح، رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بيعة الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح، رحمه الله

- ‌ذكر سنة ثمان وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اللّيلة الغراء المسفرة عن الصباح الأزهر بالنصر والظفر

- ‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك

- ‌ذكر الشعراء بالمائة السادسة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السادسة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

الفصل: ‌ما لخص من الحوادث

‌ذكر سنة تسع عشرة وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم ثلاثة أذرع وسبعة أصابع. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وسبعة أصابع.

‌ما لخص من الحوادث

الخليفة الإمام النّاصر لدين الله أمير المؤمنين.

وفى شهر صفر منها خطب لولى العهد، عدة الدنيا والدين، أبى نصر محمد بن الإمام الناصر لدين الله.

وفى شهر ربيع الأول دخل الملك المسعود صاحب أقسيس ابن السلطان الملك الكامل إلى مكة-شرفها الله تعالى-سلطانا مستقلا. وهو أول من ملكها من الأتراك. وهرب حسن بن قتادة صاحبها، ونزل عند أخواله عنزة.

وفيها وصل الملك الأشرف موسى إلى القاهرة المحروسة وأمر بعمارة تربة والدته، المعروفة بتربة أم الأشرف.

وفيها كانت الوقعة بين الفرنج والسلطان الملك الكامل، وقتل من الفرنج عشرة آلاف فارس.

وأما السلطان علاء الدين والتتار، فإنه متحيّد عنهم، يضرب فى الأرض عن ملتقائهم يمينا وشمالا. ثم إن جكزخان لما ملك سمرقند-حسبما ذكرناه-جرّد من كبار المغل عشرين ألف فارس، وقال لهم:«تأتونى بالسلطان علاء الدين حيث كان وأين كان» . قال صاحب التاريخ: أجمعت الرواة أن هؤلاء العشرين ألف الذين سيرهم

ص: 243

جكزخان هم أكبر جيوش التتار بيوتا فيهم، ويسمون المغرّبة لكونهم ساروا إلى غربى خراسان، وهم بيت هلاوون. وأنهم ساروا يقصدون مكانا يسمى بنجاز آب وهو مفرق خمس مياه. وكان السلطان علاء الدين قد نزل خلف ذلك الماء، معتصما من التتار. فلما وصل التتار إلى ذلك النهر لم يجدوا ما يعدون به ولا من يخبرهم بأمره، ويقال إنه نهر جيحون. فصنعوا من الخشب شبه الأحواض، وجعلوا أسلحتهم فيها، مع سائر عددهم. ثم ألقوا الخيل فى البحر، وتعلقوا بأذيالها مع أطراف تلك الأحواض، وقطعوا ذلك النهر جميعهم فى دفعة واحدة. ثم لبسوا سلاحهم وركبوا خيولهم. ولم يشعر بهم السلطان علاء الدين إلا وهم معه على الأرض، فولى هاربا، وتفرّق جيشه، ولم يلو الأخ على أخيه، ولا الوالد على ولده. ثم تفرقت كل فرقة من جيشه إلى جهة من الجهات. وتوجه السلطان علاء الدين إلى مدينة سابور. واجتمع إليه بها العساكر، فلم يشعر إلا بأوائل التتار وقد طلعوا عليه، فانهزم منهم إلى مدينة مازندران، فقصدوه أيضا بها. وعاد كلما قصد مكانا تبعوه، حتى وصل إلى الرىّ، وهى من عراق العجم، ثم منها إلى همذان، والتتار خلفه.

ثم عاد إلى مدينة مازندران، ثم قصد مخاضة على بحر طبرستان فى مكان يسمى باب سكون، فنزل فى سفينة، ومضى إلى قلعة له فى البحر لا ترام ولا تدرك، فاعتصم بها خيفة من التتار، فأدركته المنية، فمات بها، رحمه الله.

وكان السلطان علاء الدين ملكا جليلا، عظيم القدر، كثير الفضل، يحب العلماء والفضلاء، ويسمع المديح ويجيز عليه الجوائز السنية. وكانت سعة ملكه من العراق إلى بلاد تركستان إلى بلاد البرلى، مضافا إلى ملك غزنة، مع بعض بلاد الهند، مع سجستان وكرمان وطبرستان. وكان تقدير سعة ذلك سبع أشهر طول فى ستة عرض.

فخرج عن جميع ذلك، خوفا من التتار، وزال ملكه فسبحان من لا يزول ملكه.

ص: 244

وكان متخلقا بأخلاق أسلافه الملوك السلجوقية، فإنهم كانوا ملوكا عظيمى القدر، فضلاء، أدباء، علماء، كرماء. ومن طريف ما يحكى عن السلطان ملك شاه المقدم ذكره من كتاب «جنى النحل فى أخبار ملوك العجم». قال محمد بن عبد الرحيم البلخى: قرأت فى كتاب يسمى «مطالع الشروق فى آثار بنى سلجوق» أن كان لملك شاه خازنا جمع له فى مدة سنين عدة أربعين خزانة، فيها من كل صنف عجيب ما لم يجتمع لملك قبله. وجعل ذلك الخازن كل خزانة صنف لا يشبهه الآخر، من جميع أنواع الجواهر، والفصوص، والأوانى الذهب والفضة، والأموال الجليلة، والقماش المتع المثمن الملوكى. وقصد الخازن بذلك أن السلطان ملك شاه إذا رأى ذلك وما اجتمع له من هذه الأموال العظيمة أن يعرف له حقه فى أمانته واجتهاده.

فلما كمل له ما أحب، زين تلك الخزائن بأحسن زينة، وجهز ألف ثوب أطلس قرمزى، ليمدها فرشا تحت أقدام الملك عند دخوله إلى تلك الخزائن. ثم تقدم إلى بين يدى السلطان ملكشاه، وقبل الأرض، وقال:«المملوك يسأل مراحم السلطان، تنقل خطواته الكريمة إلى خزائنه المعمورة بدوام عزه، لينظر ما قد تحصّل فيها من الأصناف العجيبة، التى لم تجتمع لملك قط. وقد جهز المملوك ألف ثوب أطلس قرمزى لتفرش تحت أقدام مولانا السلطان، عند طوافه فى خزائنه» . قال: فأفكر السلطان طويلا وقال: «صف لى بلسانك ما تصل قدرتك إلى وصف ما تحصّل من جليل ذلك» .

قال: فوصف له الخازن من الأموال والأصناف والأمتعة ما لا ينحصر كثرة.

وقال: «يا مولانا هذا الذى وصفه المملوك بعض بعض ما يراه مولانا السلطان.

فإن قدرتى تعجز عن وصف جملته». قال: فأفكر أيضا طويلا وقال: «أما ما قصدته من اطلاعى على مناصحتك وخدمتك واجتهادك فقد علم ذلك منك وتحققناه، وقد شكرنا اهتمامك. وأما توجهى إلى أن أنظر إلى متاع الدنيا وزخارفها فلا أفعل ذلك،

ص: 245

لئلا يقال عنى بين الملوك أنى مشيت لأنظر بعض نعم الدنيا، وما عند الله خير وأبقى.

وإنما اطلب الزعماء من جيوشنا، وسلم عليهم من جهتنا، وافرش تحت أقدامهم ما اعتديته لنا من أن تفرشه تحت أقدامنا. وأوقفهم على جميع ما عندك من جميع ما فى هذه الخزائن. وقل لهم: الملك يسلم عليكم، ويقول لكم انظروا ما اجتمع فى هذه الخزائن من الأموال التى تحصلت بمضارب سيوفكم. وجميعه فهو لكم. وإنما الملك فيه كأحدكم فليأخذ من شاء ما شاء. ولا تمنعهم شئ يأخذوه، ولو فرغوا الخزائن بكمالها».

قال: فخرج الخازن وجمع الزعماء وأتى بهم إلى الخزائن، وفعل ما أمره به السلطان، وأدّاهم رسالته إليهم-وكانوا ستمائة زعيم. قال: فلما فرغ الخازن من قوله، استقبلوا القبلة، وسجدوا، وقالوا:«هذا شكر لله عز وجل على ما خولنا من نعمه فى أيام مولانا السلطان ملك الإسلام» . ثم استقبلوا مكان سرير الملك وقبلوا الأرض، وقالوا:«وهذه لإنعام السلطان علينا، وبره بنا، وحسن ظنه ويقينه فينا» .

ثم ولوا خارجين. ولم يلتمس أحد منهم شيئا، قلّ ولا جلّ، وقالوا: «عرّف مولانا السلطان أن نحن رعيته، وعبيد سلطانه، وأن نحن نعلم من شفقته علينا، وبره وكرمه، أضعاف ما ذكره، وما رسم به. وهذا المال فهو لنا. وإذا احتجنا إليه سألنا مراحمه فيه.

وأحق ما كان مدخر لنا عنده وفى خزائنه. وعندنا من إنعامه وصدقته ما يكفينا ويزيد.

وإن رسم حملناه إلى هذه الخزائن ليكون مضافا لما هو مدخر لنا». قال محمد بن عبد الرحيم:

فو الله ما أدرى أيهم أكرم طباعا ولا أغزر مروءة، السلطان فى سماحة نفسه بتلك الأموال الجمّة التى لم يسمح بها ملك قط، أم الزعماء وشرف أنفسهم الأبية.

فلله درّهم، من ملك جواد، وزعماء أجواد.

قال محمد بن عبد الرحيم البلخى: ولما طالعت هذه الحكاية، عادت فى نفسى، وقدر الله تعالى أن الملك العادل نور الدين محمود بن أتابك زنكى-صاحب الشام-أنفذنى

ص: 246

رسولا إلى ملك الروم كيكاوس بن السلطان الغالب بن مسعود بن قليج أرسلان ابن طغريل بك بن ملكشاه السلجوقى، فاجتمعت به فى ملطية. وكان ملكا فاضلا، عالما، سخيا، من نسل هؤلاء الملوك السادة المذكورين. وله معرفة بأشعار العرب، وعلم المنطق، والجدل، قال: فلما حضرت بين يديه، رآنى حسن الحديث والمنادمة. وحسّننى الله فى عينه، فأحضرنى ذات يوم فى مجلس الشراب والمنادمة، فأخذ البرواناه الذى قدامه يصف علو همة السلطان وكرمه. ثم ذكر ماله من البلاد، وما عنده من الأموال والخزائن، وما ورث من آبائه وجدوده ملوك السلجوقية.

قال: فذكرت تلك الحكاية المنقولة عن جده ملكشاه، فقلت فى نفسى هذا وقتها، فأحكيتها، وزمكتها، ولطفتها. قال: فوالله لقد رأيت الملك كيكاوس وقد أخذته الأريحية لها، وبان فيه السرور، وطرب حتى رأيته خرج عن فرشه الى نحوى، وهو لا يحس بنفسه لإعجابه بهذه الحكاية، ثم تراجع إلى رتبته. وكان بين يديه طبق من ذهب فيه تماثيل من ذهب مرصعة، وتماثيل من عنبر، ومن أنواع الطيب.

قال: فأشار إلى الساقى، فوضع ذلك بين يدى، ولم أعلم لأى شئ وضعه بين يدى.

فما تكلمت، فقام أمير مجلس وغمزنى، فأتيته، فقال:«لم خدمت الملك وقمت بواجب إنعامه عليك» . قال: فعلمت أنه أنعم علىّ بذلك، فرجعت وقبلت الأرض بين يديه.

ثم قبلت يده. قال: فتبسم وأنشد:

نحن قوم تجرى السلاطين منا

فى العطايا على النجار القديم

لم تجد عندنا غير أريحىّ

أو شجاع أو عالم أو كريم

فهم آل سلجوق منتهى التبج

يل فى العالمين والتعظيم

ثم قال: «انظر إلى تلك الصورة» . قال محمد: فنظرت إلى صورة فى صدر ذلك المجلس عن بعد، وهى صورة سلطان جالس على رأسه تاج مرصّع بالجواهر. قال:

«يا محمد! هذه صورتى، وقد جرت العادة منا كل سلطان يقوم تصوّر صورته فى هذا المكان. وكان أبى قد جعلنى ولىّ عهده، فصوّر صورتى فى حياته لمحبته لى» . ثم أمر

ص: 247

بشئ فأحضرت مرآة مصقولة، وبخّر تحتها ببخور لا أعرفه، وهى معلقة. وأطفأ تلك الشموع. فلما طلع ذلك البخور، عادت تلك المرآة تشرق كالشمس المضيئة، وعاد لها شعاعا يخطف بالأبصار، ولم تزل كذلك ما دام البخور تحتها. ثم قال:«أحضروا الكوز» . فأحضر كوز لا أعلم ما طينته، فجعل يصبّ فيه الماء، فيعود فى تلك الساعة خمرا من أطيب خمر يكون وأعطره. فقال:«هؤلاء من ذخائر جدنا ميكائيل ابن سلجوق» . قال محمد بن عبد الرحيم: فحملنى الشراب أن قلت: «أعز الله السلطان؛ بلغ المملوك أن سلجوق منتسب إلى ملوك آل ساسان ملوك الفرس» . فقال: «من أين لك هذا النقل؟» قلت: «سمعت الملك العادل نور الدين يذكر ذلك» . فتبسم وقال:

«صدق السلطان نور الدين، سلجوق يعد سبع جدود إلى يزدجرد بن شهريار آخر ملوك آل ساسان، وذلك أن لما خرج يزدجرد من إقليم العجم خرج معه حزداد بن جرهز أخو رستم صاحب القادسية. وحزداد كان من أكبر مرازبة يزدجرد، فلا زال به حتى سلمه لماهويه، مرزبان مرو، وكتب عليه سجلاّ بتسليمه إياه. ثم أن ماهويه مائل على قتل يزدجرد مع ملك الهياطلة، فقتل يزدجرد. وكان له ولد يسمى بهرام أفيند، دون البلوغ فى ذلك الوقت، فتخفى عند دادة له شفيقة عليه. وملكت المسلمون البلاد منهم، وعادت أولاد ماهويه يعرفون بمرو وتلك النواحى «خدا كسان» ؛ معنى ذلك «خانوا عهد الله» . ثم إن بهرام أفيند نكر نفسه من الملك، طلبا للحياة، وعاش بمدينة مرو، فولد له ولد فسماه فيروز. ثم ولد لفيروز ولد فسماه تكان.

ثم ولد لتكان ولد فسماه كيكاوس. ثم ولد لكيكاوس ولد فسمّاه كيغلغ. ثم ولد لكيغلغ ولد فسماه أرّق. فأبيع أرق لحسين بن طاهر بخراسان، أباعوه قوم من الخوارج فى أيام المهدى فى حديث طويل. فعاد أرق عند حسين بن طاهر كأحد بنيه لما عرّفه أصله. وكان حسين بن طاهر غلام لشخص يقال له تلكان بن ميسور ابن حنشرة. وحنشرة كان غلاما لحزداد بن جرهز المقدم ذكره أنه أخو رستم صاحب

ص: 248

القادسية الذى كان خرج مع يزدجرد من العجم. ثم إن أرق تزوج إلى قوم تركمان أصحاب خراكى وبر، فولد له سلجوق جدنا. فلما كان من السامانية ما كان-وهم غلمان عبد الله ابن طاهر بن الحسين بن طاهر-كان سلجوق فى معسكرهم وعديدهم، فعرف بهم. فانظر يا محمد إلى صنع الله تعالى، كيف أعاد ابن ملك القوم حتى عرف بغلمانيه غلمان ابن ابن ابن غلام مرزبان من مرازبة جده يزدجرد، ثم أعاد الله بمنّه وجوده إلى آل سلجوق وبنيه ممالك جدودهم آل ساسان على أحسن دين وأحبه إليه».

قال محمد بن عبد الرحيم: فلم أسمع أطرف ولا أغرب من هذا الحديث. فلما رجعت إلى الملك العادل نور الدين-رحمه الله-حدثته بهذا الحديث، وقدمت إليه ذلك الطبق، فقال:

«هو لك بارك الله لك فيه» . فقلت: «يا مولانا إنه لا يصلح أن يكون عند مثلى، وإنما يصلح أن يكون فى ذخائر السلطان» . قال: فأمر لى بعشرة آلاف دينار وأخلع علىّ، ثم قال لى:

«يا محمد، والله لمأتاك لى بتحقيق نسبة بنى سلجوق أحب إلى من كل شئ، فإن أبى أتابك زنكى-رحمه الله-كان مملوك البرسلان أبو شجاع عضد الدولة السلجوقى. وكان يقول إن بنى سلجوق من عظم آل ساسان، ولا كنت أعرف كيف ذلك» .

قلت: وهذه الحكاية جرى لها نظير، وهى من غريب ما يسمع. وذلك أن لما كان فى سنة ثلاث عشرة وسبعمائة تجاريت مع الشيخ صدر الدين بن المرحل المعروف بابن الوكيل رحمه الله-فى أصول الناس، وإلى ما يصيروا إليه، فأحكيت له هذه الحكاية، فتعجب لها غاية العجب، وقال:«لا إله إلا الله! هذه والله نظير حكاية الأمير عز الدين أيبك المعظمى صاحب صرخد جدك. تعرفها؟» . قلت: «لا والله» . قال:

«وقفت على كتاب من خزانته يسمى «الوسائل إلى دقيق المسائل» أجد فيه بخط يده يقول مما عنى بجمعه العبد الفقير إلى الله أيبك المعظمى، وهو ميكائيل بن بهرام ابن مودود بن محمود بن داود أبو شجاع البرسلان السلجوقى». فتعجبت من ذلك، فاجتمعت بجمال الدين بن مصعب-رحمه الله-فى دمشق، فحدثته عن ذلك، فقال:«صدق، هو والله من بنى سلجوق، وأباعوه الخوارزمية للملك المعظم» . وهكذا أحكى لوالدى

ص: 249

رحمه الله. يقول ابن مصعب: والشيخ يحدثنى وهو كالغائب، فقلت:«أراك فى فكرة بتقصد تصنف شئ فى هذا» . فقال: «لا والله إلاّ مفكر فى صنع الله عز وجل. إن الذى جرى لسلجوق جرى لأيبك، لا يختل دقة» . قلت: «كيف؟» . قال:

«لأن سلجوق يعد سبع جدود حتى يلتحق بيزدجرد آخر ملوك آل ساسان، وأيبك يعد سبع جدود حتى يلتحق بسلجوق، وهذا عاد مملوك غلمان جدوده وهذا عاد مملوك لغلمان جدوده. فأيبك يعد إلى يزدجرد أربع عشر جد، فافهم منى نسبك» .

فقلت: «يا مولانا لله درّ الحريرى فى قوله: المرء بنشبه لا بنسبه، والفحص عن مكسبه لا عن حسبه» . ففهمت منه-رحمه الله-ما لم أكن علمته قبل ذلك الوقت.

وقد خرج بنا الكلام وشجونه عن شرط الاختصار، وأنا أقول، أستغفر الله من ذلك.

ولما يئس التتار من السلطان علاء الدين قصدوا مدينة مازندران، فملكوها مع صعوبة مسالكها وحصاراتها. وكان المسلمون ما ملكوها فى أول زمان، وقنعوا من أهلها بأدنى الأشياء من الخراج. ولا زالت كذلك إلى أيام سليمان بن عبد الملك ابن مروان الأموى، فرغبوا أهلها فى الإسلام اختيارا لا اضطرارا، ودخلوا تحت الطاعة. وهؤلاء التتار ملكوها فى أقرب الأوقات وأيسر الأمور، وقتلوا جميع من كان بها على عادتهم الشنيعة. ثم توجهوا إلى الرىّ، فوقعوا فى طريقهم بالملكة عصمة الدين خاتون والدة السلطان علاء الدين خوارزم شاه، وكانت قاصدة أصبهان وهمذان إلى ولدها، لما بلغها ما جرى عليه، فأخذوها، وأخذوا جميع ما كان معها -وكان ملكا عظيما-وسيروها بجميع ذلك إلى جكزخان وهو نازل بسمرقند.

ولما وصل التتار إلى الرىّ إنضاف معهم من العساكر والمفسدين والكفار والأكراد خلق كثير، فملكوا الرى، وفعلوا فيها أقبح مما فعلوه فى غيرها. ثم ساروا

ص: 250

مسرعين إلى همذان، فلما قاربوها خرج إليهم كبراؤها بالدواب والخيل والأموال، حتى ملأوا عيونهم وطلبوا الأمان، فتركوا بها شحنة من جهتهم، وساروا عنها إلى أذربيجان، فملكوها، وقتلوا كل من كان بها، ثم قزوين، فاعتصم أهلها بالمدينة، فحاصروها وملكوها، وقتلوا كل من كان بها، وكذلك زنجان. ثم ساروا إلى موقان، وإلى مدينة مرو، واقتتلوا فى طريقهم مع الكرج وكسروهم.

وفيها سيّر صاحب أذربيجان-وهو أزبك بن البهلوان السلجوقى-إلى الملك الأشرف موسى يستنجده على التتار، فتكاتبوا الملوك الإسلامية، واتفقوا أن إذا خرج الشتاء ركبوا الجميع ولاقوا التتار، وظنوا أن التتار لا يدخلوا إليهم فى تلك السنة.

وأما التتار فإنهم ساروا فى أول الربيع إلى بلاد الكرج، وانضاف معهم مملوك لصاحب أذربيجان يسمى أقوش، وجمع معه خلقا من المفسدين، من الجبال، تركمان وأكراد وجبلية، وغيرهم من الطوائف العديمى الدين. وسار بهم أمام التتار حتى وصلوا أذربيجان، فملكوا حصنا من حصونها، وفتحوا أكثر بلادها. وساروا مجدين إلى تفليس، فخرجت جميع الكرج مجدين معدين، والتقوا عسكر أقوش، واقتتلوا قتالا عظيما، قتل بين الفريقين خلق عظيم. كل هذا وعسكر التتار ما وصل إليهم.

فلما وصلت التتار، كانت الكرج قد تعبت. فلما أردفت التتار لعسكر أقوش ولى الكرج منهزمين، وركبت التتار أقفيتهم قتلا وأسرا. وكان ذلك فى ذى القعدة من هذه السنة. ثم توجه التتار إلى توريز، فصانعهم صاحبها بأموال عظيمة.

ثم توجهوا إلى مراغة، وكانت ملكتها امرأة مقيمة بالقلعة، فنزلوا عليها وحاصروها عدة أيام، وأسرى المسلمين بين أيديهم يزحفون بهم على المسلمين. وهكذا كانوا يفعلون، يقابلون بالمسلمين المسلمين فى سائر الأقاليم. ولم يزالوا حتى ملكوا مراغة، فى شهر صفر من سنة عشرين وستمائة، وفعلوا بهم كعوائدهم الشنيعة.

ص: 251