المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما لخص من الحوادث - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٧

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذكر ابتداء دولة الملوك بنى أيوبونسبهم وبدء شأنهم

- ‌ذكر سنة خمس وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستنجد بالله بن المقتفى لأمر اللهوما لخص من سيرته

- ‌ذكر خلافة العاضد لدين الله-آخرهم-وما لخص من سيرته

- ‌نكتة

- ‌نكتة أخرى

- ‌ذكر سنة ست وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبذ من أخباره وزبد من أشعاره

- ‌ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة ثمان وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر طرف من أخبار السلجوقية وملوكهم

- ‌ذكر عدة ملوك بنى سلجوق

- ‌ذكر عبد المؤمن ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنى وثلاث وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌ذكر سنة أربع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌[ما لخص من الحوادث]

- ‌الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل محمودنور الدين الشهيد بن أتابك زنكى

- ‌ذكر سنة ست وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستضئ بنور الله بن المستنجد بالله،وما لخص من سيرته

- ‌السلطان الأجلّ صلاح الدنيا والدين يوسفالملك الناصر

- ‌ذكر سنة سبع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر منازلة الكرك وسببه

- ‌ذكر سنة تسع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام الناصر لدين اللهابن المستضئ بنور الله، وخبره

- ‌ذكر سنة ست وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القدس الشريف

- ‌ذكر خطبة القاضى محيى الدين

- ‌ذكر سنة أربع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ذكر سنة خمس وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة الكبرى على عكا

- ‌ذكر سنة ست وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان صلاح الدين رحمه الله

- ‌ذكر عدة أولاده الملوك

- ‌الملك العزيز

- ‌الملك الظاهر

- ‌ذكر بعض محاسنه رضى الله عنه

- ‌ذكر سنة تسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب انتقاض ملك الأفضلصاحب دمشق

- ‌ذكر سنة إحدى وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك المنصور بن الملك العزيز

- ‌ذكر سنة ست وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر القاضى الفاضل وفقر من ترسّله

- ‌ذكر سنة سبع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستمائة هجريةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر توجه السلطان خوارزم شاهإلى نحو بغداد

- ‌ذكر أولاد الشيخ وأصلهم

- ‌ذكر سنة خمس عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة العظمى على ثغر دمياط وابتدائها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك العادل

- ‌ذكر سنة ست عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌آل السلطان صلاح الدين بن أيوب

- ‌آل السلطان الملك العادل بن أيوب

- ‌آل سيف الإسلام صاحب اليمن ابن أيوب

- ‌آل المعظم شاهان شاه الكبير بن أيوب

- ‌ذكر سنة سبع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ليلة طيبة جرت بين ملوك الإسلام

- ‌ذكر السلطان علاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر بدء شأن الترك الأول حسبما ذكره صاحب الكتاب التركى

- ‌ذكر سبب تغلب التتار على ملك ألطن خانوما كان من حيل الحروب

- ‌ذكر ما جرى بين الملكين السلطان علاء الدينخوارزم شاه وجكزخان

- ‌ذكر دخول التتار بلاد الإسلام

- ‌ذكر سنة تسع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر سنة إحدى وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بعض شئ من سيرة الإمام الناصر

- ‌ذكر خلافة الإمام الظاهر بأمر الله بن الإمامالناصر لدين الله وسيرته

- ‌ذكر سنة ثلاث وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستنصر بالله بن الإمام الظاهر بأمر الله

- ‌ذكر سنة أربع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف موسى رحمه الله

- ‌ذكر سنة ست وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر تملك الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودودابن السلطان سيف الدين الملك العادل لدمشق

- ‌ذكر سنة سبع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر سنة ثمان وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر عجائب مما ذكر رسول التتار

- ‌ذكر سنة تسع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستعصم بالله وأخباره وما لخص من سيرته

- ‌ذكر سنة إحدى وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنتى وثلاث وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب مجئ الفرنسيس وما تم فى هذه الوقعة

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الصالح، رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بيعة الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح، رحمه الله

- ‌ذكر سنة ثمان وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اللّيلة الغراء المسفرة عن الصباح الأزهر بالنصر والظفر

- ‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك

- ‌ذكر الشعراء بالمائة السادسة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السادسة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

الفصل: ‌ما لخص من الحوادث

‌ذكر سنة عشرين وستمائة

النيل المبارك فى هذه السنة

الماء القديم أربعة أذرع ونصف أصبع. مبلغ الزيادة ستة عشر ذراعا، واثنا عشر أصبعا.

‌ما لخص من الحوادث

الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين. وسلطان المسلمين الملك الكامل بالديار المصرية.

وسافر الأشرف، وكانت مدة إقامته بالديار المصرية ثمانية أشهر. وأتته مكاتبة صاحب أذربيجان-حسبما تقدم من الكلام.

وفى شهر ذى الحجة خرج السلطان الملك الكامل لملتقى ولده الملك المسعود صاحب اليمن، واجتمع به على منزلة البويب. ثم سيّر السلطان عسكرا كثيفا، يقدمه الملك الجواد بن أخيه، إلى مكة-شرفها الله تعالى. وبعد الوقوف بعرفة، نزلوا على الينبع، وأقاموا عليه يومين، وملكوه، وجعلوا فيه الأسد جغريل، والأمير صمصام الدين الخزندار العادلى أميرا على مكة.

هذا والتتار ينتقلون من إقليم إلى إقليم، ومن مدينة إلى مدينة، يقتلون وينهبون ويخربون. ثم وقع الحلف بين ملوك الإسلام على ما كانوا عزموا عليه من اجتماع كلمتهم على التتار، وجميع ذلك للأمور المقدرة التى لا راد لقضائها، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

ص: 252

وفيها توجه التتار طالبين إربل، فنفّذ صاحبها يستنجد بالملك الرحيم بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل. واتفق مع مظفر الدين كوكبرى صاحب إربل أن يسيروا جماعة من العساكر يمسكوا الدربندات بمضيق الطرق، ليمنعوا التتار من العبور إلى البلاد. وكان رأيا سعيدا لو تم. ثم وصلت كتب الخليفة أن التتار يمتنعوا من عبور البلاد، ويأمرهم بالحضور والاجتماع بالعساكر على دقوقا، وذلك ظنّا من الخليفة أن التتار لا يعبرون البلاد، وأنهم متوقفون عنه وعن بلاده، لما بينه وبينهم من المكاتبات. وكان التتار لما وصلوا إلى مدينة إربل وجدوا الجبال ضيقة المسالك، فتركوا إربل وقصدوا العراق، فعند ذلك خرج صاحب إربل وصاحب الموصل بالعساكر، وتبعوا التتار، وهم فى عساكر كثيفة. ثم إن الإمام الناصر سيّر إلى [مظفر الدين صاحب إربل] يأمره بالحضور بالعساكر. فلما اجتمعت العساكر على دقوقا ينتظرون أن الخليفة يسيّر إليهم عسكرا كثيفا من بغداد، يكونوا هؤلاء العساكر فى ضمنه لملتقى التتار، فجاءهم مملوك من جملة مماليك الخليفة يقال له قشتمر، ومعه نحو من ثمانمائة فارس. فلما رأى الملوك هذا الحال تفرقوا كل ملك إلى مكانه، وكتب مظفر الدين للخليفة يقول: «إن هذا العدو عدو ثقيل، وخلق عظيم، لا يعلم عددهم إلا الله عز وجل. فابعث إلينا جيشا نلقى به هذا العدو، ولو عشرين ألف فارس، ونحن نتكل

ص: 253

على الله تعالى ونلقاه بمعونته». فغلب على رأى الخليفة الوزراء السوء، وأثبتوا فى ذهنه أن التتار لا يدوسون له أرض، وإنما هؤلاء يقصدون أن يمنعوا عن بلادهم.

فلم يرد الخليفة له جوابا.

وقد كان التتار لما سمعوا بمظفر الدين تأخروا إلى ورائهم، فإنه كان رجلا شجاعا مقداما. فلما بلغهم أن العساكر تفرقت من على دقوقا نزلوا همذان، وكان لهم بها شحنة، حسبما ذكرناه. فأرسلوا إليه أن «خذ لنا من أهل البلد قماشا وسلاحا ومالا نستعين به» ، فأجمع الشحنة أهل البلد، وطلب منهم. وكان أهل البلد قد ضجروا من جور التتار، ومن أخذ أموالهم. وكان بهمذان يومئذ رجل يعرف بالشريف وهو حاكم على أهلها. وكان من كبار المسلمين وخيارهم، وهو من جهة التتار أيضا ليصانعهم عن المسلمين، فاجتمع الناس وأتوا إلى الشريف الهمذانى، وشكوا إليه جور التتار، وما هم فيه من البلاء معهم. فقال:«إذا كنا تحت أمرهم، ما يسعنا إلا نسمع ونطيع» . فقال أهل البلد للشريف: «أنت إذا أشد علينا منهم» . فقال:

«إنما أنا رجل منكم، ومهما فعلتوه كنت معكم» . فعند ذلك جذبت أهل البلد السيوف وقتلوا الشحنة الذى كان عندهم من جهة التتار، وغلقوا باب البلد، وعصوا على التتار. فركبوا إليهم، وحاصروهم، واقتتلوا أشد قتال. وقتل بينهم عالم عظيم إلا أن أهل همذان صبروا صبر الكرام على الموت، والجوع، والعطش، والسهر، وضرب السيوف. ثم إن التتار هجموا عليهم، وأخذوهم، وقتلوا جميعهم.

ولما فرغوا من همذان عاودوا أذربيجان فوصلوا إلى أردويل، فنزلوا عليها

ص: 254

وملكوها. ورحلوا طالبين توريز، وكان قد قام بها شمس الدين الطغرائى، وحصّن البلد أحسن تحصين. فلما علموا ذلك صالحوه أيضا على مال أخذوه. ثم توجهوا إلى بيلقان، وهم يخربون كل ما مروا عليه من البلاد والأقاليم فى طريقهم، فملكوا بيلقان بالسيف عنوة وقتلوا أهله. ثم ساروا إلى كنجة-وهى كرسى مملكة أران.

وعلمت التتار أنهم لا يقدرون على كنجة، ولا على أهلها كونهم رجال شجعان، فصالحوهم على مال أخذوه منهم. ثم ساروا إلى دربند شروان وقصدوا مدينة شماخى فحاصروها، وصبر أهلها أحسن صبر، فأحضر التتار المواشى من الأبقار والأغنام وجيف القتلى، مع الجمال والحمير، وردموا الخندق، وتسوروا عليه إلى السور. فقاتلوهم أهل البلد ثلاثة أيام، ثم ملكوها وقتلوا أهلها. ثم توجهوا إلى بلاد الترك، وهم القفجاق وبلاد اللان وبلاد الروس وغيرهم من الأمم، فلم يقدروا على الجواز إليهم، لضيق المسالك، وكثرة العالم وشجاعتهم، فشرعوا إلى المكر والخديعة، وسيروا رسولا إلى السلطان رشيد شروان شاه صاحب المدائن وصاحب الدربند، يطلبون منه رسلا يسمعون كلامهم ويسعون فى الصلح بينهم، فسيروا إليهم عشرة نفر من عقلاء قومه، فضربوا رقاب عشرة، وأبقوا واحدا منهم، وقالوا له:«أرينا ودلنا على الجواز ونحن نمن عليك بنفسك، وإلا قتلناك» ، فأخذهم وسلك بهم طريقا هى أسهل الطرق.

فلما قطعوا الدربند وجدوا من المواشى والأغنام والأبقار فى تلك الأعمال ما لا تحصى كثرة. وفيها جنس يقال له اللان وجنس يقال له اللكز، وهما جنسان عظيمان

ص: 255

من الترك، مع طوائف أخر، فوقعوا عليهم بالسيف على حين غفلة منهم، وقتلوا منهم أمما عظيمة. وهؤلاء اللكز مسلمون واللان نصارى فلم يبقوا لا على المسلمين ولا على النصارى. وكانوا قد اقتتلوا مع اللان قتالا عظيما، فلم يظفروا بهم، فأرسلوا رسلا إلى القفجاق، يقولون لهم:«نحن منكم وأنتم منا، وهؤلاء أعداؤنا وأعداؤكم ونحن نحلف لكم أن نكون يدا واحدة، ويكون لكم قسما من أموالهم كما لنا» .

فاتفق القفجاق معهم على اللان واللكز فأفنوهم وأخذوا أموالهم، وسبوا ذراريهم، وأخربوا بلادهم، ثم رجعوا إلى بلاد القفجاق وهم آمنون منهم، لما بينهم من العهود والمواثيق. فلم يشعروا إلاّ والتتار قد أحاطت بهم، ووضعوا فيهم السيف، وأخذوا من القفجاق أضعاف ما أخذوه من تلك الطوائف. ولم يزل القتل فى القفجاق حتى اعتصموا منهم بالجبال والشعاب، وهرب بعضهم إلى بلاد الروس. وأقامت التتار فى بلاد القفجاق، واستطيبوها لكثرة خيرها وخصبها، وطيبة هوائها. ولها أماكن دافئة فى الشتاء، وأماكن باردة للصيف. ثم ساروا إلى مدينة شروان شاه، وهى كرسى مملكه القفجاق عند بحر منسك بخليج القسطنطينية العظمى، فمشوا إليها وملكوها فى مدة يسيرة، وتفرق أهلها، وتمزقوا كل ممزق. وسار بعضهم إلى بلاد السلطان علاء الدين كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان السلجوقى صاحب الروم. ثم سارت طائفة كبيرة [من التتار] إلى بلاد الروس، وهى بلاد طويلة عريضة، وهم قوم نصارى. ولو شرحنا جميع ما فعلوه لم تسع ذلك دفاتر ولا أوراق، وإنما لخصنا من ذلك جهد الطاقة وقدر الاستطاعة.

ص: 256