المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدر وسبب ذلك - كنز الدرر وجامع الغرر - جـ ٧

[ابن الدواداري]

فهرس الكتاب

- ‌مقدّمة المؤلّف

- ‌ذكر ابتداء دولة الملوك بنى أيوبونسبهم وبدء شأنهم

- ‌ذكر سنة خمس وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستنجد بالله بن المقتفى لأمر اللهوما لخص من سيرته

- ‌ذكر خلافة العاضد لدين الله-آخرهم-وما لخص من سيرته

- ‌نكتة

- ‌نكتة أخرى

- ‌ذكر سنة ست وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر نبذ من أخباره وزبد من أشعاره

- ‌ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة ثمان وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر طرف من أخبار السلجوقية وملوكهم

- ‌ذكر عدة ملوك بنى سلجوق

- ‌ذكر عبد المؤمن ونسبه وبدء شأنه

- ‌ذكر سنة تسع وخمسين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنى وثلاث وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌ذكر سنة أربع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌[ما لخص من الحوادث]

- ‌الملك الصالح إسماعيل بن الملك العادل محمودنور الدين الشهيد بن أتابك زنكى

- ‌ذكر سنة ست وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة المستضئ بنور الله بن المستنجد بالله،وما لخص من سيرته

- ‌السلطان الأجلّ صلاح الدنيا والدين يوسفالملك الناصر

- ‌ذكر سنة سبع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر منازلة الكرك وسببه

- ‌ذكر سنة تسع وستين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام الناصر لدين اللهابن المستضئ بنور الله، وخبره

- ‌ذكر سنة ست وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وسبعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر فتح القدس الشريف

- ‌ذكر خطبة القاضى محيى الدين

- ‌ذكر سنة أربع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ذكر سنة خمس وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة الكبرى على عكا

- ‌ذكر سنة ست وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وثمانين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان صلاح الدين رحمه الله

- ‌ذكر عدة أولاده الملوك

- ‌الملك العزيز

- ‌الملك الظاهر

- ‌ذكر بعض محاسنه رضى الله عنه

- ‌ذكر سنة تسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب انتقاض ملك الأفضلصاحب دمشق

- ‌ذكر سنة إحدى وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك المنصور بن الملك العزيز

- ‌ذكر سنة ست وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر القاضى الفاضل وفقر من ترسّله

- ‌ذكر سنة سبع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وتسعين وخمسمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ستمائة هجريةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتى عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر توجه السلطان خوارزم شاهإلى نحو بغداد

- ‌ذكر أولاد الشيخ وأصلهم

- ‌ذكر سنة خمس عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر الوقعة العظمى على ثغر دمياط وابتدائها

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك العادل

- ‌ذكر سنة ست عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌آل السلطان صلاح الدين بن أيوب

- ‌آل السلطان الملك العادل بن أيوب

- ‌آل سيف الإسلام صاحب اليمن ابن أيوب

- ‌آل المعظم شاهان شاه الكبير بن أيوب

- ‌ذكر سنة سبع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر ليلة طيبة جرت بين ملوك الإسلام

- ‌ذكر السلطان علاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر بدء شأن الترك الأول حسبما ذكره صاحب الكتاب التركى

- ‌ذكر سبب تغلب التتار على ملك ألطن خانوما كان من حيل الحروب

- ‌ذكر ما جرى بين الملكين السلطان علاء الدينخوارزم شاه وجكزخان

- ‌ذكر دخول التتار بلاد الإسلام

- ‌ذكر سنة تسع عشرة وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة عشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر تملك السلطان جلال الدين منكبرتى بن السلطانعلاء الدين خوارزم شاه

- ‌ذكر سنة إحدى وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر بعض شئ من سيرة الإمام الناصر

- ‌ذكر خلافة الإمام الظاهر بأمر الله بن الإمامالناصر لدين الله وسيرته

- ‌ذكر سنة ثلاث وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستنصر بالله بن الإمام الظاهر بأمر الله

- ‌ذكر سنة أربع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثمان وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة تسع وعشرين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة إحدى وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة اثنتين وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ثلاث وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة الملك الأشرف موسى رحمه الله

- ‌ذكر سنة ست وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الكامل

- ‌ذكر تملك الملك الجواد مظفر الدين يونس بن مودودابن السلطان سيف الدين الملك العادل لدمشق

- ‌ذكر سنة سبع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سلطنة السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب

- ‌ذكر سنة ثمان وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر عجائب مما ذكر رسول التتار

- ‌ذكر سنة تسع وثلاثين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة أربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر خلافة الإمام المستعصم بالله وأخباره وما لخص من سيرته

- ‌ذكر سنة إحدى وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنتى اثنتى وثلاث وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هاتين السنتين

- ‌الحوادث

- ‌ذكر سنة أربع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة خمس وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة ست وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سنة سبع وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر سبب مجئ الفرنسيس وما تم فى هذه الوقعة

- ‌ذكر وفاة السلطان الملك الصالح، رحمه الله تعالى

- ‌ذكر بيعة الملك المعظم توران شاه بن الملك الصالح، رحمه الله

- ‌ذكر سنة ثمان وأربعين وستمائةالنيل المبارك فى هذه السنة

- ‌ما لخص من الحوادث

- ‌ذكر اللّيلة الغراء المسفرة عن الصباح الأزهر بالنصر والظفر

- ‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك

- ‌ذكر الشعراء بالمائة السادسة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السادسة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المشرق،والمختار من أشعارهم فى المرقص والمطرب

- ‌ذكر شعراء المائة السابعة من أهل المغرب،والمختار من أشعارهم فى طبقتى المرقص والمطرب

الفصل: ‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدر وسبب ذلك

وما زال السيف يعمل فى أدبارهم إلى الليل، وقد حل بهم الحزن والويل. ولما أصبح نهار الأربعاء، وناعى الشتات بهم قد نعى، قتلنا منهم مائة ألف أو يزيدون، ومزقناهم كما مزق الضحاك أفريدون بالسيف، غير من ألقى نفسه فى اللجج. وأمّا الأسرى فحدث عن البحر ولا حرج. والتجأ الفرنسيس إلى الميمنة وطلب الأمان فأمنّاه، وأخذناه أسيرا، وعلى عوائدنا الجميلة أجريناه، فليأخذ حظه من هذه البشرى، وليعلم أن مع العسر يسرا.

وفيه كلام كثير هذا زبدته، ثم بعث مع الكتاب بغفارية الفرنسيس ملك الفرنج، وهى سقلاط أحمر تحت فرو سنجاب، وفيها بكلة ذهب.

ولمّا كان يوم الجمعة سلخ المحرّم ورد المرسوم من السلطان الملك المعظم إلى الأمير حسام الدين بن أبى على يأمره بالحضور إليه، وسير مكانه الأمير جمال الدين أقوش النجيبى الصّالحى.

وفيها قتل الملك المعظم توران شاه.

‌ذكر قتلة الملك المعظم وتمليك أم خليل شجر الدّر وسبب ذلك

وسبب ذلك أنه كان صبى العقل، عديم الرأى، أهوج، كثير العجب، زائد السفه، بالضّد مما كان فى أبيه من الخصائل المحمودة. وأطرح جانب الأمراء الكبار،

ص: 381

الذين كانوا فى دولة أبيه لهم الحل والعقد والأمر والنهى، وصرف وجهه عنهم. وعاد يبلغهم عنه كل كلام يشين، من التهديد والوعيد. واعتمد على جماعة كانوا قد جاءوا معه من حصن كيفا. وكان ذلك لأمر يريده الله. وكان هؤلاء الذين قد اعتمد عليهم من أطراف الناس وأراذلهم، وصار إليهم الأمر والحل والعقد. ومن جملة ضعف رأيه، وقلة تصرفه، وكثرة هوجه، وذلك الذى أوجب قتله وعدمه، أنه كان فى الدهليز إذا شرب وسكر، وتعين له الغلمان بالشموع، يجذب النمشة، ويضرب الشمع، ويقول:«هكذا أضرب رقاب البحرية» ، ويسمى كل شمعة واحدا من الأمراء البحرية، مماليك أبيه.

ومن أسباب قتله أنه كان أوعد الأمير فارس الدين أقطاى بوعد، وأبطأ عليه، فذكره به على لسان بعض خواصه، فقال:«أعطيه-إن شاء الله-جبا مليحا يليق به» . فبلغه ذلك.

ومن أسباب قتله أن شجر الدرّ-زوجة أبيه-كانت قد توجهت إلى القدس الشريف، ثم عادت إلى القاهرة، فنفذ إليها يهددها ويتوعدها، ويطلب منها الأموال والجواهر، فخافت منه، وكاتبت فيه الأمراء، وحرضتهم على قتله، فاتفقوا عند ذلك على قتله. فلمّا كان يوم الاثنين سابع شهر صفر-وقيل سابع عشر منه- وثب عليه بعض المماليك البحرية، وهو جالس على الكرسى، وضربه بالسيف، قطع يده من أشاجعه. فقام وولى هاربا، ودخل القصر، وصاح:«من يجيرنى؟» . فقال البحرية: «لا والله ما نبقيك، فإنك لا تبقينا» . ثم قالوا فيما بينهم: «ما تنتظرون فيه؟» ثم هجموا عليه، فهرب إلى أعلى البرج، فأطلقوا فيه النار، ورموه بالنشاب،

ص: 382

فرمى بنفسه إلى الأرض، وعاد يعدو بينهم، ويقول:«ما أريد لكم ملك، أعيدونى إلى موضعى بحصن كيفا. يا مسلمين! ما فيكم من يجيرنى؟ ما فيكم من يصطنعنى؟» وهو يستغيث فلا يغاث. وجميع العساكر واقفين ينظرون إليه. فلم يجره أحد، فقتلوه بالنشاب، ثم بضعوه بضعا فى ذلك التاريخ المذكور.

قال ابن واصل: إن قتلة الملك المعظم المذكور كانت لليلتين بقيتا من المحرّم من هذه السنة. وقال: إن أول من ضربه الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى.

وقال: إن من الأمراء الكبار مثل الأمير فخر الدين بن أبى ذكرى، والأمير سيف الدين القيمرى، والأمير عز الدين القيمرى، والأمير فخر الدين حسين، والأمير مجير الدين بن حسين وغيرهم، كانوا حاضرين ما فعله البحرية بالمعظم. ولم ينكروا عليهم ولا أغاثوه، لما كان فى أنفسهم منه من تغيير منازلهم عنده. وقتل وله من العمر دون الثلاثين سنة.

ثم اجتمعت الأمراء على تمليك أم خليل شجر الدّرّ، وأن يكون نائبها الأمير عز الدين أيبك التركمانى الصالحى، وحلفوا على ذلك. ثم ورد الأمير عز الدين أيبك الرومى إلى القاهرة، وحلّف بقية الناس، وعادت التواقيع تخرج بعلامة شجر الدرّ، والتدبير للأمير عز الدين أيبك التركمانى أتابك الجيوش. واستقر الأمر كذلك. وكانت علامة شجر الدرّ على التواقيع ما هذا صفته:«أم خليل» .

ثم بعد ذلك وقع الحديث مع الفرنسيس فى تسليم دمياط، وأن يجودوا عليه بنفسه. وكان الأمير حسام الدين بن أبى على يتردد إلى الفرنسيس-وهو تحت

ص: 383

الاحتراز فى قاعة تعرف بقاعة ابن لقمان، ومترسم عليه خادم فظ غليظ يسمى صبيح، فكان أشد على الفرنسيس من كل شئ، وجرت له مع الفرنسيس أمور كثيرة- حتى قال الفرنسيس للأمير حسام الدين بن أبى على:«سألتك بدينك ألا ما قتلتونى وأرحتونى من حس هذا الخادم ونظره، فإنه أصعب علىّ من كل ما أنا فيه» . وكذلك جرى للأمير حسام الدين بن أبى على مع الفرنسيس محاورات، من جملتها أنه قال له يوما فى جملة كلام:«أنت رجل عاقل، وملك عظيم الرأى، رزين الرأس، وفعلت بنفسك ما لا يفعله المجانين» . قال: «وكيف ذلك يا حسام الدين؟» . قال: «غررت بنفسك وأموالك وجيوشك وركبت هذا البحر المهلك، وتأتى إلى مثل هذا الإقليم العظيم، الذى فيه هذا العالم الكثير، فإن سلمت من البحر وغرقه، لم تسلم من هذه الطوائف العظيمة. ونحن فى ملتنا إن أى من ركب البحر مرّة بعد مرّة لا يقبل الحاكم له شهادة» . قال: فضحك الفرنسيس، ورفع رأسه إلى الأمير حسام الدين، وقال:«وكيف ما يقبل شهادته؟» . قال: «فإنه يكون ناقص العقل، ومن كان ناقص العقل لا تقبل شهادته» . قال الراوى: فاستغرق الفرنسيس فى ضحكه، ثم قال:«والله لقد صدقت، ولقد صدق قائل هذا الكلام من قبلك» . ثم وقع الاتفاق على تسليم دمياط، ويفرج عن الفرنسيس ومن معه من أصحابه.

فلما طلع السنجق السلطانى على دمياط، ورفع على الأسوار، وتسلمها المسلمون، أطلقوا الفرنسيس وجميع من كان معه، وركبوا من ساحل دمياط إلى عكا. وفى ذلك يقول القاضى جمال الدين بن مطروح، وهى القصيدة المشهورة التى من جملتها يقول:

قل للفرنسيس إذا جئته

مقال ذى نصح وقول صحيح

ص: 384

آجرك الله على ما جرى

من قتل عبّاد يسوع المسيح

أتيت مصر تبتغى ملكها

تحسب أن الزمر يا طبل ريح

فساقك الحين إلى أدهم

ضاق به عن ناظريك الفسيح

وكلّ أصحابك أودعتهم

بنحس تدبيرك بطن الضريح

خمسون ألفا لا ترى منهم

إلاّ قتيلا أو أسيرا أو جريح

وفقك الله إلى مثلها

لعل عيسى منهم يستريح

إن كان باباكم بذا راضيا

فرب غشّ أتى من نصيح

وقل لهم إن أضمروا عودة

لأخذ ثأر أو لقصد صحيح

دار ابن لقمان على حالها

والقيد باق والطواشى صبيح

ولمّا رحل الفرنسيس إلى عكا دخلت العساكر إلى القاهرة فى أسرّ حال، وأنعم بال.

وكان عبور العساكر إلى القاهرة لثلاث عشر بقين من صفر. ثم خرجت الخلع للأمراء، والأموال، من شجر الدر.

وفيها استولى الملك المغيث على الكرك والشوبك. وهو الملك المغيث فتح الدين عمر بن الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن السلطان الملك الكامل بن العادل الكبير. وكان قد قعد واعتقل بقلعة الشوبك. فلما قتل المعظم أخرجه بدر الدين الصوابى الصالحى، وكان نائب الكرك عن السلطان الملك الصالح، والشوبك مضافة إليه، وسلمه الكرك، فقام الملك المغيث بملكها، وعاد الصوابى مدبر أمر دولته.

واستمر كذلك إلى حين أخذه السلطان الملك الظاهر البندقدارى، حسبما يذكر من ذلك.

وفيها ملك الملك الناصر دمشق، ولم يجد بها مانعا، فى يوم السبت لثمان مضين من ربيع الآخر. وأخلع على جماعة من الأمراء القيمريّة، وعلى الأمير جمال الدين بن يغمور. وقبض على جماعة من الأمراء المصريين من المماليك الصّالحية المقيمين بدمشق.

وعصى عليه بعض البلاد مثل بعلبك وسرمين وعجلون. ووصل الخبر إلى مصر

ص: 385