الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثمان وستمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم أربعة أذرع وستة أصابع أخذ تقديره فى سادس المحرم. مبلغ الزيادة فى هذه السنة سبعة عشر ذراعا وعشرة أصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين بحاله. والسلطان الملك العادل كذلك، وقد عاد من بلاد الشرق فى هذه السنة، ودخل الديار المصرية، ونزل دار الوزارة.
وفيها توفيت والدة الملك الكامل، ودفنت بجوار ضريح الإمام الشافعى، رضى الله عنه. وبنى عليها القبة العظيمة التى أجمعت الناس أنهم لم يروا مثلها. وحمل الماء إليها من بركة الحبش على قناطر معقودة إلى التربة. وعمرت القرافة الصغرى بسبب ذلك. واستجدت الناس فى القرافة الآثار الحسنة.
وفيها توفى أبو الحسن على بن محمد أبو سعد، الملقب بتاج الدين بن حمدان، صاحب كتاب التذكرة الحمدونية، الذى سقنا فى هذا التاريخ جملة منها، لما وجدنا صحة ما أثبته هذا الفاضل فيها من الأخبار، ونثره من جواهر الآثار، رحمه الله تعالى، وسائر علماء المسلمين، مع كافة أمة محمد أجمعين.
وفيها توفى فخر الدين إياز جهاركس، صاحب القيسارية بالقاهرة المحروسة، رحمه الله.
وفيها توفى الملك المؤيد مسعود بن السلطان صلاح الدين، رحمهما الله تعالى.
وكان لما قدم إلى رأس العين تلقاه الوالى بها، وأحضر له فاكهة، فأكل منها هو
وجماعة من خواصه. فلم تستقر الفاكهة فى معاه سوى ربع ساعة، وصاح:«النار» .
وتوفى بعد ثلاث ساعات من تلك الساعة، بعد الظهر، وكذلك سائر من أكل معه منها. ثم حملوه إلى حلب إلى عند أخيه الملك الظاهر، ودفن بها. ولما بلغ العادل موت المؤيّد لبس عليه الأزرق.
قال ابن واصل: وفيها كانت الفتنة بالحجاز، ونهب الركب العراقى. ولولا التجأ الباقون إلى الركب الشامى-وكان فيه ربيعة خاتون بنت أيوب أخت السلطان الملك العادل-لكان الحجازيون قد أتوا عليهم. وسبب ذلك أن باطنيا وثب على الشريف أبى عزيز قتادة صاحب مكة فقتله. وكانت أم صاحب [حصن]«الألموت» قد قدمت حاجّة، فادعوا أن الباطنى من جهتهم.