الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة ثمان وثمانين وخمسمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم ستة أذرع وثلاثة وعشرون أصبعا. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وأحد عشر أصبعا.
ما لخص من الحوادث
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين نافذ الحكم، مطاع الأمر.
والسلطان صلاح الدين سلطان الإسلام. واستولت الفرنج-خذلهم الله-على قلعة الداروم وهدموها، ورحلوا عنها.
وفيها حصلت المهادنة والصلح بين السلطان صلاح الدين وبين الفرنج على شروط اشترطوها بينهم، وقطعوا المدة ثلاثة أشهر بعد ثلاث سنين، وقيل ثمانية أشهر.
وفيها توفى الفقيه نجم الدين بن شرف الإسلام رحمه الله تعالى، وكان أوحد أهل زمانه فى الفتيا والفقه، وكان حنبلى المذهب. وتوفى موفق الدين خاله ابن القيسرانى وزير نور الدين بحلب. وتوفى قطب الدين بن العجمى بحلب، رحمهما الله تعالى.
وفيها توفى السلطان عز الدين قلج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان ابن قطلمش بن أرسلان السلجوقى سلطان الروم، وكان له نحو عشر بنين. وقد ولّى كل واحد منهم قطرا، وأكبرهم قطب الدين ملكشاه، وكانت له سيواس، فعمل على أبيه حتى خلعه من ملك قونية وملكها لنفسه، واعتقل أباه. ثم خلص من الاعتقال وتوصل إلى ابنه نور الدين سلطان شاه، فأكرمه، وعاد إلى ملكه، وتوفى فى هذا التاريخ. وملك بعده ولده غياث كيخسرو فى حديث طويل. ثم [غلب على غياث الدين أخوه] ركن الدين سليمان، وهرب غياث الدين إلى الشام مستجيرا
بالملك الظاهر صاحب حلب. ثم مات ركن الدين سنة ستمائة وملك ولده قلج أرسلان.
ورجع غياث الدين فملك قونية، واستقرت السلطنة له حتى توفى، وملك بعده ابنه عز الدين كيكاوس، وكانت له حروب مع الملك الأشرف موسى بن العادل. ثم توفى [كيكاوس] وولى أخوه علاء الدين كيقباذ. ثم توفى [كيقباذ] سنة أربع وثلاثين وستمائة، وولى بعده ولده غياث الدين كيخسرو الذى كسره التتار كسرة عظيمة سنة إحدى وأربعين وستمائة، وتضعضع حينئذ ملك السلاطين السلجوقية ببلاد الروم وأعمالها، حسبما نذكر بعد ذلك إن شاء الله.