الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما مات رثاه الفقيه عمارة اليمنى بقصيدته اللامية التى أولها يقول:
أفى أهل ذا النادى عليم أسائله
…
فإنى لما بى ذاهب اللب ذاهله
دعونى فما هذا أوان بكائه
…
سيأتيكم طل البكاء ووابله
فلا تنكروا حزنى عليه فإننى
…
تقشّع عنى وابل كنت آمله
ولم لا نبكيه ونندب فقده
…
وأولادنا أيتامه وأرامله
فيا ليت شعرى بعد حسن فعاله
…
وقد غاب عنا ما بنا الله فاعله
ولما حمل على نعشه قال فيه الفقيه عمارة أيضا:
وكأنه تابوت موسى أودعت
…
فى جانبيه سكينة ووقار
وله فيه مراث كثيرة، أضربت عنها.
وهذا الصالح الذى بنى هذا الجامع الذى ظاهر باب زويلة، وقد ذكرته فى كتابى المسمى «اللقط الباهرة، فى خطط القاهرة» .
ثم إن الخلع خرجت لولده رزيك بن طلائع بن رزيك، ولقب بالعادل. واستقر بما كان لأبيه من ولاية الأمر، لكن الأمور راجعة للعاضد، بخلاف ما كان فى أيام الصالح من استبداده بالأمر.
ذكر شاور ونسبه وبدء شأنه
كان الصالح بن رزيك قد ولّى فى أيام وزارته أبا شجاع شاور الصعيد بكماله.
وهو شاور بن مجير بن نزار بن عشائر بن شاس بن مغيث بن حبيب بن الحارث ابن ربيعة بن مخيس بن أبى ذؤيب، وهو الحارث بن عبد الله بن شحنة بن جابر
ابن ناصرة، [وهو والد حليمة مرضع رسول الله صلى الله عليه وسلم] أرضعته بلبن ابنتها الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى بن رفاعة بن ملان، وهى التى حضنت سيدنا رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لما كان عند حليمة السعدية، ظئر النبى صلى الله عليه وسلم. والشيماء المذكورة كانت تحمل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعضها حين تحمله. فلما وفدت عليه صلى الله عليه وسلم، أرته الأثر، فعرفها وأكرمها.
فلما ولاه الصعيد عاد ندم على ذلك. وكان الصالح يعد لنفسه-وهو فى جراحه- ثلاث غلطات، أحدها استهتاره بأمر العاضد، وقلة اكتراثه به، حتى حصل له ما حصل. والأخرى الذى ما كان قبض عليه، وعلى جميع الفاطميين، ورد الدعوة عباسية، إذ كان قادرا على ذلك. والثالثة توليته شاور المذكور الصعيد.
وكان شاور ذا شهامة، ونجابة، وفروسية، وشجاعة. وكان الصالح قد أوصى ولده العادل رزيك أن لا يتعرض لشاور بمساءة قط، ولا يغير عليه، وأن يتلافاه جهده، فإنه لا يأمن عصيانه وخروجه. وكان الأمر كذلك كما يأتى فى تاريخه.
وفيها قتل العادل رزيك أخته زوجة العاضد-وقيل عمته-لما توهم أنها باطنت على قتل أبيه. وقتل الأستاذ سعيد السعداء صاحب هذه الخانقاه التى بالقاهرة المعروفة به. وقتل رفيقه الوجيه، وابن قوام الدولة؛ وقيل إن هؤلاء الذين كانوا متفقين على قتل أبيه. وأخرج ابن شاهان شاه، وأسد الغازى، والخلواص، وأعادهم مكانهم.