الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة
النيل المبارك فى هذه السنة
الماء القديم ستة أذرع وأصبعان. مبلغ الزيادة سبعة عشر ذراعا وعشرة أصابع.
ما لخص من الحوادث
الخليفة الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين، نافذ الحكم، مستمر السلطان.
والملك العزيز بمصر [ومعه] عمه العادل.
وفيها توجه العزيز والعادل عمه إلى دمشق وحاصروا الأفضل، واقتلعوا دمشق منه، وملّكها العزيز لعمه الملك العادل، وذلك فى شعبان. وعاد العزيز إلى مصر.
وتوجه العادل إلى الشرق، فبلغه أخبار بكتمر صاحب خلاط، فكتب [العادل] إلى أولاد أخيه يستنجدهم، فكان أول من وصل إليه العزيز صاحب مصر، وجدّ فى سيره حتى وافاه. وركب طريق المفازة. ثم وصل إليه الملوك أولا فأولا. فلما تكاملوا رحل الملك العادل إلى حران، ونزل بها. ثم إن عز الدين صاحب الموصل توفى. وتفللت جموع بكتمر، ورجع كل عسكر إلى بلاده.
وأرسل عز الدين صاحب ماردين يعتذر من فعله للملك العادل. ثم إن بكتمر صاحب
هذه الفتنة وثب عليه فداوى فقتله، وسلّم الفداوى لبعض حاشيته له. وتمكن الملك العادل من الشرق، وملك الخابور ونصيبين وسائر تلك الأعمال. وعادت الملوك إلى بلادهم. وعاد العادل إلى دمشق، وخلف بعض أولاده بالشرق، لا أعلم أيهم كان.
وفيها وردت الأخبار أن [يعقوب بن يوسف بن] عبد المؤمن صاحب الغرب كسر ألفنش ملك الفرنج على مدينة طليطلة بالأندلس، وأسر من الفرنج ستين ألف أسير، وقتل مائتى ألف وستة عشر ألف، وكسب من السلاح والعدد ما لا يحصى كثرة، من جملتها ستين ألف زردية. وكان عدة خيام الملاعين أربع مائة ألف خيمة وستة عشر ألف خيمة، وعدد البغال التى كسبتهم عسكر [ابن] عبد المؤمن مائة ألف وخمسة وعشرون ألف بغل، وعدد الخيل ستون ألف حصان، ومائة ألف حجرة. وأن ألفنش بعد هذه الكسرة دخل طليطلة فى سبع نفر.
قال ابن واصل: فى هذه السنة كان دخول العادل إلى الديار المصرية ورجوع الأفضل إلى دمشق.
وفيها-أعنى سنة إحدى وتسعين وخمس مائة-عزل القاضى ابن عصرون.
وولى القضاء بالديار المصرية القاضى زين الدين يوسف الدمشقى.