الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالَ رجلٌ مِن حَضْرَمَوْتَ: ما الحَدَثُ يا أبا هريرةَ؟ قالَ: فُسَاءٌ أوْ ضُرَاطٌ (2).
3 - باب فضْلِ الوضوءِ، والغُرُّ المحَجَّلونَ من آثار الوضوءِ
90 -
عن نُعَيْم المجمِّر قالَ: رَقِيتُ معَ أبي هريرةَ على ظهرِ المسجدِ فتوضأَ، فقالَ: إِني سمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ:
" إِنَّ أُمَّتي يُدْعَوْنَ يومَ القيامةِ غُرَّاً محَجَّلِينَ مِن آثار الوُضوِء". فمنِ استطاعَ منْكمْ أنْ يُطيلَ غُرَّتَه فلْيفعلْ (3).
4 - باب لا يتوضأُ من الشكِّ حتى يستَيْقِن
91 -
عن عَمّ عَبَّاد بن تميم (عبد الله بن زيد): أنه شكَا إِلى رسولِ اللهِ
صلى الله عليه وسلم الرجلَ الذي يُخيَّلُ إِليهِ أَنه يَجِدُ الشيءَ في الصلاةِ؟ فقالَ:
"لا ينفتِلُ أو لا ينصرفُ، حتى يَسمعَ صوْتاً، أوْ يَجدَ ريحاً".
36 -
(وفي روايةٍ معلقة: "لا وُضوءَ إِلا فيما وَجَدْتَ الريحَ، أو سَمِعْتَ الصوتَ" 3/ 5).
5 - باب التخفيفِ في الوُضوءِ
(2) جاء بعضُ هذا الحديث في حديث آخر لأبي هريرة سيأتي في "10 - الأذان/30 - باب"، فالظاهر أنهما حديثان مختلفان له، ولذلك لم أضم هذا إلى ذاك، وهما من طريقين مختلفين أيضاً.
(3)
قلت: قوله: "فمن استطاع .. " ليس من تمام الحديث، بل هو مدرج فيه كما حققه طائفة من أهل العلم منهم الحافظ ابن حجر، وتجد بسط ذلك في "الضعيفة"(1030)، و"الإرواء"(94).
36 -
هذه الرواية معلقة عند المصنف، وظاهرها عنده أنها موقوفة على الزهري راوي هذا الحديث الموصول، لكن رجّح الحافظ رحمه الله أنها مرفوعة، فقد وصله السراج في "مسنده" مرفوعاً باللفظ المعلق. ووصله أحمد وغيره من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وسنده صحيح، وعلّقه المصنف فيما يأتي برقم (39).
92 -
عن ابن عباس قال: بِتُّ عندَ خالتي ميمونةَ [بنتِ الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم 37/ 1] ليلةً، [وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندها في ليلتها، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم جاء إلى منزلهِ، فصلى أربعَ ركعاتٍ]، [فقلت: لأَنْظُرَنَّ إلى صلاةِ رسول اللهِ- صلى الله عليه وسلم -5/ 175]، [فتحدث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة 5/ 174]، [فقام النبي صلى الله عليه وسلم فأتى حاجته، غسل وجهه ويديه 7/ 148]، [فطرحَتْ لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادةً]، [ثم رَقَدَ 5/ 174]، [فاضطجعتُ على عرض الوسادةِ، واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَهلُه في طولِها، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتصفَ الليلُ، أَو قبلَه بقليل، أو بعده بقليل 2/ 58]، فقام النبي صلى الله عليه وسلم من الليل (وفي طريقٍ: ثم اسْتَيْقَظَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلَسَ، فمسح النوم عن وجههِ بيدِه [فنظر إلى السماء]، ثم قرأَ الْعشرَ آيات، خواتيم سورة {آل عمران} ، (وفي روايةٍ:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} )، فلما كان في بعض الليل قام النبي صلى الله عليه وسلم، فتوضأ من شَنٍّ (4) معلَّقٍ (وفي روايةٍ: معلقةٍ 1/ 53) وضوءاً خفيفاً- يُخفِّفُه عمرو ويُقَلِّلُهُ [جداً 1/ 208]، (وفي روايةٍ: وضوءاً بين وضوءين لم يُكثر)، [واسْتَنَّ](5)، [ثم قال: نام الْغُلَيّمُ، أو كلمةً تُشبهُها]، و (وفي روايةٍ: ثم) قام يصلي، [فقمتُ][فتمطيتُ كراهية أن يرى أني كنت أرقُبه]، فتوضأتُ نحواً مما توضأ، ثم جئتُ فقمت عن يساره- وربما قال سفيان: عن شماله-[فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي، وأَخَذَ بأذني اليمنى يَفتِلُها بيده](وفي طريقٍ: فأخذ بذؤابتي [أو برأسي] 7/ 60)، فحوّلني (وفي روايةٍ:
(4) هي: القِرْبةُ العتيقة.
(5)
الاستنان: استعمال السواك، وهو افتعال من الأسنان أي: يُمِرُّه عليها.
فأخذ رأسي من ورائي 1/ 177، وفي طريقٍ أخرى: فأخذ بيدي أَو بعضدي، وقال بيده من ورائه 1/ 178)، فجعلني عن يمينه (6)، ثم صلى ما شاء الله، (وفي طريقٍ: فصلى خمس ركعات ثم صلى ركعتين. وفي أخرى: فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أَوتر، وفي روايةٍ: فصلى إِحدى عشرةَ ركعة)، (وفي أخرى: فتتامَّتْ صلاتهُ ثلاثَ عشرةَ ركعة)، ثم اضطجَعَ فنام حتى نَفَخَ، (وفي طريقٍ: حتى سمعتُ غَطيطَه، أو خَطيطه)، [وكان إذا نامَ نفخ]، ثم أتاه المنادي (وفي روايةٍ: بلال) فآذنه بالصلاةِ، [فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج]، فقام معه إِلى الصلاة، فصلى [للناس الصبحَ]، ولم يتوضأ، [وكان يقول في دعائه:
" اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً". قال كُريب: وسبعٌ في التابوت، فلقيتُ رجلاً من ولد العباس فحدثني بهن فذكر: عصبي ولحمي ودمي، وشَعَري وبشري، وذكر خصلتين]، قلنا لِعَمروٍ: إِن ناساً يقولونَ: إِن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم تنامُ عينُه ولا ينامُ قلبُه؟ قالَ عَمْرٌو: سمعتُ عُبيدَ بن عُميرٍ (7) يقول: [إِنَّ] رؤيْا الأَنبياءِ وحيٌ، ثم قرأَ:{إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} .
(6) قلت: يعني بحذائه كما في " المسند"، وقد خرجته في "الصحيحة"(606).
(7)
قال الحافظ:"عبيد بن عمير من كبار التابعين، ولأبيه عمير بن قتادة صحبة، وقوله: رؤيا الأنبياء وحي. رواه مسلم مرفوعاً، وسيأتي في "97 - التوحيد" من رواية شريك عن أنس".
قلت: حديث أنس يأتي هناك "باب 37" بلفظ: " تنام عينه، ولا ينام قلبه"، وليس فيه: رؤيا الأنبياء وحي كما يوهمه كلامه، ولم أره عند مسلم أيضاً؛ لا مرفوعاً ولا موقوفاً، وإنما رواه موقوفاً على ابن عباس ابنُ أبي عاصم في "السنة"(برقم 463 - تحقيقي) بسند حسن على شرط مسلم.