الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
8 - كتَابُ الصلاة
1 - باب كيف فُرضت الصَّلاة في الإسراء
67 -
وقال ابن عباس: حدَّثني أبو سُفيان في حديث هرَقْلَ، فقالَ: يأمُرنا -يعني النبيَّ
صلى الله عليه وسلم بالصَّلاةِ والصِّدْقِ والعَفافِ.
188 -
عن أَنس بن مالك قالَ: كانَ أبو ذَرٍّ يحدِّثُ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:
"فُرِجَ عن سَقفِ بيْتي وأنا بمكَّةَ، فنزَلَ جِبريلُ [عليه السلام 2/ 167]، ففَرَجَ صَدري، ثم غسَلَه بماءِ زَمزمَ، ثم جاءَ بطَسْتٍ من ذهبٍ، ممتلىء حِكمةً وإيماناً، فأَفرَغه في صَدْري، ثم أَطْبَقَه، ثم أَخذَ بيَدي، فعرَجَ بي إلى السماءِ الدُّنيا، فلمَّا جئتُ إلى السماءِ الدنيا، قالَ جبريلُ لِخازنِ السماءِ: افتَحْ، قالَ: مَن هذا؟ قالَ: [هذا 4/ 106] جبريلُ، قالَ: هل معكَ أَحدٌ؟ قالَ نعمْ، معي محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فقالَ:
أُرسِلَ إليهِ؟ قالَ: نعمْ، فلما فتَحَ علَونا السماءَ الدُّنيا، فإذا رجلٌ قاعدٌ على يمينهِ أسْوِدَةٌ (1)، وعلى يساره أسْوِدةٌ، إذا نظَرَ قِبَلَ يمينهِ ضَحِكَ، وإذا نظرَ قِبَلَ يسارهِ بكَى،
67 - هذا طرف من حديث ابن عباس الطويل، وسيأتي موصولاً بتمامه في "ج 2/ 56 - الجهاد/ 102 - باب".
(1)
هي الأشخاص من كل شيء.
فقالَ: مَرحباً بالنبيِّ الصَّالحِ والابنِ الصالحِ، قلتُ لجبريلَ: مَن هذا؟ قالَ: هذا آدَمُ، وهذهِ الأَسْوِدةُ عن يمينهِ وشِمالهِ نَسَمُ بَنِيهِ، فأَهْلُ اليمينِ منْهم أَهْلُ الجَنَّةِ، والأَسْودةُ التي عن شِمالهِ أهلُ النارِ، فإذا نظَرَ عنْ يمينهِ ضحِكَ، وإذا نظَرَ قِبَلَ شِمالهِ بكَى، حتى عرَجَ بي إلى السّماءِ الثانيةِ، فقالَ لِخازنِها: افتَحْ، قالَ له خازنُها، مثلَ ما قالَ الأَوَّلُ، ففتَحَ".
قالَ أَنسٌ: فذكَرَ أنه وجَدَ في السمواتِ آدَمَ، وإدريسَ، وموسى، وعيسى، وإبراهيمَ، صلَواتُ اللهِ عليهم، ولم يُثْبتْ كيفَ منازلُهمْ، غيرَ أنه ذكَرَ أنه وجَدَ آدمَ في السماءِ الدُّنيا، وإبراهيمَ في السماءِ السادسةِ. قالَ أَنسٌ: فلمَّا مرَّ جبريلُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم بإِدريسَ قالَ: مرْحباً بالنبيِّ الصالحِ، والأخِ الصالحِ، فقلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا إدريسُ، ثم مرَرْتُ بموسى، فقالَ: مرْحباً بالنبيِّ الصالحِ، والأخِ الصالحِ، قلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا موسى، ثم مرَرتُ بعيسى، فقال: مرْحباً بالأخِ الصالحِ، والنبيِّ الصالح، قلتُ: مَن هذا؟ قال: هذا عيسى، ثم مرَرتُ بإبراهيمَ، فقالَ: مرْحباً بالنبيِّ الصالحِ، والابنِ الصالحِ، قلتُ: مَن هذا؟ قالَ: هذا إبراهيمُ صلى الله عليه وسلم.
189 و 190 - قالَ ابنُ شِهاب: فأخبرَني ابنُ حَزْمٍ أنَّ ابنَ عباسٍ وأبا حَبَّةَ الأنصاري كانا يقُولانِ: قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
" ثم عَرَجَ بي حتى ظهَرْتُ لِمسْتوًى أَسمَعُ فيهِ صَرِيفَ (2) الأَقلامِ.
(2) يعني: تصويتها حالة الكتابة، والمراد: ما تكتبه عن أقضية الله سبحانه وتعالى.
قال ابنُ حَزْمٍ (3) وأنس بن مالِك: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
" ففرَضَ اللهُ على أُمَّتي خمسينَ صَلاةً، فرجَعتُ بذلكَ، حتى مرَرتُ على موسى، فقالَ [لي موسى]: ما فرَضَ اللهُ لكَ على أمَّتِك؟ قلتُ: فرَضَ خمسينَ صلاةً، قالَ: فارجعْ إلى (وفي روايةٍ: فراجع) ربَّكَ؛ فإنَّ أُمَّتَكَ لا تُطيقُ ذلكَ، [فراجَعَني] (وفي روايةٍ: فرَجَعتُ وراجعتُ ربي) فوضَعَ شطْرَها، فرَجعتُ إلى موسى، قلتُ: وضعَ شطْرَها، فقالَ: راجعْ ربَّكَ، فإنَّ أمَّتَك لا تُطيقُ [ذلك]، [فَرَجَعْتُ]، فراجعتُ [ربي]، فوضَعَ شطْرَها، فرجَعتُ إليه، فقال ارجعْ إلى (وفي رواية: راجع) ربَّك؛ فإنَّ أمَّتَك لا تُطيقُ ذلك، [فرجعت]، فراجعته، فقال: هي خمسٌ، وهي خمسون، لا يبدَّلُ القولُ لديَّ، فرجعت إلى موسى، فقالَ: راجعْ ربّك، فقلتُ:[قد] استحْيَيْتُ من ربِّي.
ثم انطلَقَ بي حتى انتهى بي إلى سِدْرةِ المُنتهى، وغشِيها ألوانٌ لا أدري ما هي؟ ثم أُدْخِلْتُ الجنَّةَ، فإذا فيها حبائلُ (وفي روايةٍ: جنابذ) اللؤْلؤِ، وإذا تُرابُها المسكُ".
191 -
عن عائشةَ أُم المؤمنين قالت: فرَضَ اللهُ الصَّلاةَ حينَ فرَضَها ركعتَيْن ركعتَيْن، في الحَضَر والسَّفَر، فأُقِرَّت صلاة السفر، وزيدَ في صلاة الحَضَر. (وفي روايةٍ: ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ففُرضت أربعاً، وتُركت صلاة السفر على الأُولى 4/ 267) (4).
(3) هو أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وروايته المتقدمة عن أبي حبة منقطعة؛ لأنه استشهد بأحد قبل مولد أبي بكر بدهر. أفاده الحافظ.
(4)
قلت: ولهذه الرواية طرق ذكرتها في "الصحيحة"(2814)، ورددت فيها على أحد المبتدعة من المغاربة لتضعيفه لهذا الحديث وزعمه أنه حديث شاذ!!